سعي إيراني لاتفاق نووي وسط انقسامات الامم المتحدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
متكي: ايران لا ترى اي سبب لوقف انشطتها النووية طهران: يقول محللون إن ايران ربما تكون مستعدة لتعليق الانشطة النووية الحساسة لفترة محدودة وذلك لان ما تعتبره موقفا قويا لها الان والذي يشمل الانقسامات داخل الامم المتحدة قد لا يستمر اذا رفضت التوصل لتسوية لفترة أطول.وقد لا يكون تعليق تخصيب اليورانيوم خيارا مقبولا غير أنه قد يحرك حوافز تجارية وأمنية ويمنع فرض عقوبات. ويقول الغرب ان ايران تستخدم برنامج تخصيب اليورانيوم لصنع أسلحة نووية.
لكن محللين يقولون ان التوصل الى اتفاق يتوقف على ما اذا كان يمكن لطهران ضمان أن أي وقف لتخصيب اليورانيوم لن ينظر اليه على أنه شرط مسبق للمحادثات وهو ما تعارضه طهران ولكن يطالب به الغرب. كما يتوقف التوصل لاتفاق أيضا على ما اذا كان يمكن لايران تحديد مهلة زمنية لاي وقف لتخصيب اليورانيوم حتى يعرض الغرب الحوافز سريعا.وانتهت يوم الخميس محادثات استمرت يومين في برلين بين ايران والاتحاد الاوروبي.
وقال ناصر هاديان جازي استاذ العلوم السياسية بجامعة طهران ان ايران لن تؤيد وقفا غير محدد بمدة لتخصيب اليورانيوم لان "الغرب عندئذ لن يكون في عجلة من أمره للتوصل الى اتفاق."وحتى الوقت الحالي تواجه دعوات واشنطن لتحرك سريع نحو فرض عقوبات بعدما تجاهلت ايران مهلة حددتها الامم المتحدة وانتهت في 31 اغسطس اب لوقف تخصيب اليورانيوم مقاومة من بعض البلدان الاوروبية ومعارضة من جانب روسيا والصين.
وقال هاديان جازي "انهم (الايرانيين) يريدون التوصل الى اتفاق بأسرع ما يمكن. انهم يرتابون في نوايا الولايات المتحدة ويعتقدون أن الاوروبيين سيتبعون نفس النهج تحت وطأة ضغوط الامريكيين."ومثلما قال محللون آخرون قال هادي جازي إن من المحتمل أن تقبل طهران شكلا ما من أشكال التعليق المحدود. وكانت صحيفة واشنطن بوست الامريكية قد قالت هذا الاسبوع ان هناك اتفاقا وشيكا لكن ايران نفت ذلك التقرير. وتصر طهران على أن برنامجها النووي مخصص فقط للاغراض المدنية.
ومن شأن أي وقف لتخصيب اليورانيوم أن يكون مقلقا للرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الذي سعى لتعزيز الدعم الشعبي له من خلال خطابات تعهد خلالها بعدم التنازل بخصوص المسألة النووية.وتبين أن الجدل النووي شعار مفيد لحشد التأييد حيث أن تعهدات أحمدي نجاد الانتخابية بتوزيع الثروة النفطية بشكل أكثر عدلا لم تجعل الايرانيين يشعرون حتى الان بتحسن الاحوال الاقتصادية كما أن سياساته تسببت في زيادة التضخم.
وقال محلل سياسي ايراني طلب عدم الكشف عن اسمه "سيتعين على حكومته بشكل ما تحويل الانظار عن القضية النووية ومحاولة تحقيق نتائج (اقتصادية) أكثر بالداخل."والرئيس هو مجرد صوت واحد في عملية صنع القرار في ايران كما انه ليس أقوى الاصوات. وترجع الكلمة الاخيرة في جميع أمور الدولة الى الزعيم الاعلى اية الله علي خامنئي الذي قاد ممثله علي لاريجاني رئيس المجلس الاعلى للامن القومي المحادثات النووية مع الاتحاد الاوروبي.وقال سعيد لايلاز المحلل السياسي الذي كان يتولى منصبا حكوميا في عهد الحكومة الاصلاحية السابقة انه اذا وافقت ايران على تعليق تخصيب اليورانيوم فان أحمدي نجاد "سيكون أضعف قليلا من الوقت الحالي.. على المستوى الشعبي وداخل النظام لانه يؤيد رأيا متشدد."
وقد يسعى الإصلاحيون الذين هزمهم أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي لاستغلال أي تغير من جانب الرئيس الإيراني. وقال المحلل الإيراني "لا يزالون بعيدين عن وضع يمكنهم من الاطاحة بالمحافظين من السلطة.. لكنه سيساعدهم بكل تأكيد."وتعرض الإصلاحيون لانتقادات شديدة لأنهم كانوا يتولون السلطة عندما تم التوصل إلى اتفاق سابق لتعليق تخصيب اليورانيوم مع الاتحاد الأوروبي. وانهار ذلك الاتفاق العام الماضي.
وتشمل مجموعة الحوافز الجديدة التي عرضت على إيران في يونيو حزيران حوافز تجارية وتكنولوجية وأمنية مقابل تعليق تخصيب اليورانيوم. ولمح رد إيران على الحوافز إلى مرونة بشأن تعليق تخصيب اليورانيوم لكنه اشار في الوقت نفسه إلى استمرار شكوكها إزاء عدوتها اللدود الولايات المتحدة.وتقول واشنطن التي قطعت علاقاتها مع ايران في اعقاب الثورة الإسلامية عام 1979 إنها لن تنضم إلى محادثات متعددة الأطراف مع طهران إلا أذا علقت إيران أولا تخصيب اليورانيوم.وسترى إيران مثل هذا المحادثات على أنها اعتراف ضمني أمريكي بانه ينبغي عدم عزل الجمهورية الإسلامية. وقد تبدد المحادثات أيضا مخاوف طهران من أن واشنطن ترغب في "تغيير النظام".
وقال المحلل السياسي محمود علي نجاد "هذا أمر ذو أهمية استراتيجية بالنسبة لإيران."وتقترح الحوافز منح إيران دورا في منظومة أمن اقليمية غير أنها لا ترقى إلى الضمانات الأمنية التي تريدها إيران. وقال علي نجاد "لكني أعتقد أن هناك احتمالا بأن يتمكنوا من الحصول عليها من خلال المفاوضات."ويقول محللون إن إيران أصبحت أكثر جرأة لطلب امتيازات نظرا لعدة عوامل من بينها احتياطياتها النفطية الهائلة والتي ستقلل من تأثير اي عقوبات والمشكلات العسكرية التي يواجهها الجيش الأمريكي في العراق إلى جانب ما تصفه إيران بانه انتصار حزب الله في حربه الأخيرة مع إسرائيل.
غير انه يظل أن العقوبات ستضر بإيران كما أن أي تهديد باستخدام حزب الله كمقاتل بالوكالة إذا تصاعد الجدل النووي ربما فقد بعضا من خطره.وقال دبلوماسي غربي "لقد لعبوا بتلك الورقة. ربما يلعبون بها ثانية.. لكن الجميع يدرك الآن ما يملكه في يده."