السنيورة ينعي مبادرة بري: عمرو موسى سيعود

الاعتصام يدخل شهره الثاني ولا مؤشرات إلى حلول
السنيورة ينعي مبادرة بري: عمرو موسى سيعود

الياس يوسف من بيروت : نعى رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة مبادرة كان يزمع رئيس مجلس النواب نبيه بري إطلاقها ، وتقضي بتشكيل حكومة جديدة قوامها أقطاب تضم ثلاثة وزراء من الموالاة وثلاثة من المعارضة وأربعة مستقلين محايدين ، وأكد في المقابل أن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى سيعود إلى بيروت ليستأنف مبادرته بين الأطراف اللبنانيين ، في حين دخل اعتصام "حزب الله" وحلفائه في المعارضة شهره الثاني في وسط بيروت من دون أن تلوح مؤشرات إلى حل للأزمة السياسية.
وكان السنيورة عقد مؤتمراً صحافياً ظهر اليوم الثلاثاء خصصه لعرض ورقة الإصلاحات الإقتصادية التي ستقدمها حكومته إلى مؤتمر باريس- 3 لمساعدة لبنان وسئل عن اقتراح الرئيس بري تشكيل حكومة اقطاب وهل هو قابل للبحث؟ فأجاب: "أعتقد ان الرئيس بري تخلى عن هذا الإقتراح ، ففي الماضي كانوا يقولون ان هناك هرطقة سياسية في قضية الوزير المحايد المستقل، كيف نجده وكيف نعينه وكيف سنتفق عليه؟ واذا كان هناك صعوبة في ايجاد وزير واحد من اصل 30، فكيف سنجد 4 وزراء ( محايدين ومستقلين) الآن؟".
وعن تهديدات المعارضة بتصعيد خطواتها لإسقاط الحكومة قال: "يجب ان ننظر الى مصلحة البلاد، لأن الوضع الحالي لا يستقيم . في النهاية جميع اللبنانيين مبحرون على متن زورق واحد، واذا تعرض هذا الزورق لأي اخطار فستطال الأخطار الجميع وليس فريقا من دون الفريق الآخر. علينا جميعا الانطلاق من هذا الإعتبار، وان شاء الله نستفيد من الفرصة التي ستتاح لمساعدة لبنان".
وسئل تحديداً عن التهديد بقطع الطرق، فقال: "أؤكد ان هذا الموضوع لا يمكن ان يستقيم، وقد حصلت محاولة مرة لتشويه كلامي عن قطع الطرق . وما قلته أن لا مصلحة لأحد في ذلك وهناك قرار من الدولة اللبنانية بإبقاء كل الطرق مفتوحة".
وعن توقعاته للمرحلة المقبلة التي يواجهها لبنان، قال:"لا اتوقع شيئا. الحياة ستستمر وبالتالي لا بديل من الجلوس الى طاولة واحدة . لا طريق آخر ويجب الا نضيع الوقت. يجب ان نعود ونجلس معا ونعالج مشاكلنا بعضنا مع بعض".
وسئل: هل سيعود عمرو موسى؟
أجاب: "عمرو موسى سيعود".
"حزب الله" وحلفاؤه
وكان المسؤول عن منطقة جنوب لبنان في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق قد صرح اليوم ان المعارضة ستعلن خلال الايام المقبلة مجموعة من الانشطة التصعيدية السلمية. واضاف الشيخ في كلمة ألقاها في افتتاح معرض "آثار شهداء المقاومة الاسلامية" في الجنوب ان هذه الانشطة "ستقربنا شيئا فشيئا من تحقيق الاهداف الوطنية لهذا التحرك السلمي". واعتبر أن المعارضة استطاعت في شهر واحد ان تستعيد هوية لبنان ودوره وموقعه وأن تحسم في مسارات البلاد سياسيا".
وبدأت المعارضة التي تضم بشكل اساسي "حزب الله" وحركة "أمل" والتيار الذي يترأسه الجنرال النائب ميشال عون تحركها في الشارع في الاول من شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي بهدف اسقاط حكومة الرئيس السنيورة وتشكيل حكومة تتمتع فيها المعارضة بالثلث المعطل للقرارات ، أو الضامن للمشاركة كما تسميه المعارضة.
وكانت قيادتا "حزب الله" وحركة "أمل" أكدتا الاصرار على مواصلة الاعتصام "سلميا وحضاريا" مع الحق في "تصعيده" تحت سقف القانون بعدما هدد حلفاء لهما موالون لسورية أبرزهم الوزير السابق سليمان فرنجية بتصعيد يشل المرافق الرئيسة.
وقال فرنجيه عشية عطلة الاعياد ان اغلاق "المطار والطرق الرئيسة والمرفأ والعصيان المدني" ضمن ما ستقوم به المعارضة بعد الاعياد.
من ناحيته لخص الرجل الثاني في "حزب الله" المواجهة بعملية "عض الاصابع". وقال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في مقابلة مع محطة "المنار" الناطقة باسم الحزب الشيعي "انها عملية عض اصابع ولن نكون البادئين بالصراخ"، مؤكدا استمرار الاعتصام "عبر اطاره السلمي الحضاري" وانه "محكوم بضوابط تحول دون الوقوع في فتنة مذهبية". واضاف "لولا الدعم الاميركي والتحريض لأطراف السلطة لكانت الامور انتهت منذ زمن". واعتبر قاسم ان تصعيد الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، احد ابرز قادة قوى 14 اذار المناهضة لسوريا والمتمثلة بالحكومة، يشكل "اعلانا صريحا لفشل قوى السلطة امام المعارضة وبتفشيل المبادرات العربية والمحلية، علماً أن جنبلاط اتهم "حزب الله" للمرة الاولى علنا بالتورط في اغتيال عدد من الشخصيات السياسية المناهضة لسورية.
وفي ما يتعلق بالمحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين باغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري شدد قاسم "على وجوب أن يكون دورها محددا وأن تكون مهمتها جنائية وليست سياسية". ولفت الى أن "اي محاولة للجوء الى الفصل السابع (من ميثاق الامم المتحدة) لإقرارها لن تؤدي الا الى الفوضى" . وكانت مصادر الاكثرية قد اشارت الى احتمال اعتماد هذا الفصل لإقرارها اذا تعرقل إنجازها عبر مجلس النواب بسبب مواقف رئيسه نبيه بري المتحالف مع سورية و"حزب الله".
يذكر ان الخلاف حول المحكمة شكل الصاعق الذي ادى الى تفجير الأزمة واستقالة ستة وزراء من الحكومة منتصف تشرين الثاني/نوفمبر وبينهم الوزراء الخمسة الذين يمثلون حركة امل وحزب الله.
ونقلت اليوم الثلاثاء صحيفة "الحياة" العربية عن مصادر بري ان الهدف الرئيس من مبادرته هو"قطع الطريق على محاولات التصعيد". واوضحت انها جاءت في ضوء "عدم تمكن موسى من تسجيل اختراق لمصلحة اعادة الحوار كمدخل وحيد للتفاهم على تسوية" .
في هذا الوقت يستمر وجود المعتصمين من "حزب الله" وحلفائه في مئات الخيم البيضاء التي انتشرت في ساحتي رياض الصلح والشهداء في وسط بيروت. ولم يحل الإعتصام دون استئناف النشاط بحيوية في هذه المنطقة خلال فترة الاعياد بعد اسابيع من شبه شلل للمؤسسات التجارية. وقد شهد الوسط التجاري خلال عطلة الاعياد تدفقا للزوار اما لمشاهدة الاعتصام عن بعد او اقبالا على المطاعم والمحلات التجارية التي بدأت تخفيض الاسعار في مبادرة تشجيعية.
وكانت المعارضة قد جهزت الخيم لمواجهة فصل الشتاء فيما تواصل قناة المنار الناطقة باسم "حزب الله" بث برامج يومية تعبوية من موقع الاعتصام.
وفي مقابل إصرار المعارضة على تشكيل حكومة جديدة بميزان قوى مختلف، تصر الموالاة المتمثلة بالاكثرية النيابية على أولوية انجاز اقرار نظام المحكمة ذات الطابع الدولي قبل اعطاء المعارضة موقعا مقررا في الحكومة سيضاف الى تمتعها بمساندة رئيس الجمهورية اميل لحود حليف دمشق، وبدعم الرئيس بري اللذين يعتبران الحكومة الحالية "فاقدة للشرعية".