أخبار

إعتصام في القدس لمنع بناء متحف فوق قبور المسلمين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

خلف خلف من رام الله: تنظم شخصيات مقدسية وسياسية فلسطينية يوم غد الأربعاء اعتصاماً احتجاجياً قبالة المحكمة العليا في القدس المحتلة، وذلك بالتزامن مع جلسة مداولات مهمة في المحكمة العليا بخصوص مقبرة مأمن الله، وإصرار شركات إسرائيلية وأميركية على بناء ما يسمى بـ "متحف التسامح" على رفات الموتى في المقبرة التي تحتوي على أضرحة العديد من الشخصيات الإسلامية العريقة.

وبينت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية في دعوة وصلت إلى إيلاف عبر البريد الإلكتروني أن جمهورًا غفيرًا يضم شخصيات سياسية ومقدسية من بينهم الشيخ كمال الخطيب نائب الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني سيشارك في الاعتصام الذي يبدأ الساعة الثامنة والنصف غدا الأربعاء، ويحضر جلسات المحكمة، ونوهت المؤسسة بأن المحكمة العليا الإسرائيلية رفضت طلباً لمؤسسة الأقصى بتأجيل موعد الجلسة كونه يتزامن مع أيام عيد الأضحى المبارك، ومن جهة أخرى وصفت هذه الجلسة التي ستعقد بأنها مهمة وستكون لها إسقاطات مفصلية على ملف مقبرة مأمن الله.
وتقع مقبرة "مأمن الله" غرب مدينة القدس القديمة وعلى بعد عشرات الأمتار من باب الخليل، وهي من أكبر المقابر الإسلامية في بيت المقدس وتقدر مساحتها "بمئتي دونم"، واستصدر بها وثيقة تسجيل أراضي "كوشان طابو" ضمن أراضي الوقف الإسلامي. وحسب مؤسسة الأقصى دفن فيها الكبير من الصحابة والمجاهدين أثناء الفتح الإسلامي (636ب.م)، وتوالى الدفن فيها بعدئذ فضمت قبور مئات العلماء والفقهاء والأدباء والأعيان والحكام من المدينة وعموم عائلات أهل القدس حتى عام 1948م.
وفي شهر 4/1947 استولى الجيش البريطاني على مقبرة "مأمن الله" وأقام فيها، كما قام بهدم أجزاء من سور المقبرة، حيث أرسل حارس المقبرة ، كتابا إلى مأمور أوقاف القدس بتاريخ 4/6/1947 يعلمه فيها بذلك.

وفي عام 1948 احتلت القوات الإسرائيلية، الجزء الغربي من القدس، فسقطت من ضمنها مقبرة الشهداء والعلماء والصالحين و "مأمن الله"، وحينها أقرت إسرائيل قانونا بموجبه "تعتبر جميع الأراضي الوقفية الإسلامية وما فيها من مقابر وأضرحة ومقامات ومساجد - بعد الحرب - أراضي تدعى أملاك الغائبين، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت المؤسسة الإسرائيلية تقوم بتغيير معالم المقبرة وطمس كل اثر فيها، حتى لم يتبقَ فيها أقل من خمسة في المئة من القبور التي كانت موجودة فيها، في أواخر عام 1985م أنشات وزارة المواصلات موقفا للسيارات على قسم كبير منها.

وفي أعوام 1987-1985 نفذت عمليات جديدة من الحفر لتمديد شبكات مجار، وتوسيع موقف السيارات فدمرت عشرات القبور وبعثرت عظام الموتى في كل مكان ورغم احتجاجات المؤسسات الإسلامية، فان البلدية نفذت مخططها وأجرت الحفريات. وفي 9/2002م : أعلن عن النية بإقامة مبنى للمحاكم الإسرائيلية في منطقة مقبرة مأمن الله. وفي 2/2004 : أعلنت الصحف الإسرائيلية نية الحكومة الإسرائيلية افتتاح مقر ما يسمى "مركز الكرامة الإنساني - متحف التسامح في مدينة القدس" على ما تبقى من أرض المقبرة، وتم في 2/5/2004 : وضع حجر الأساس لما يسمى بمتحف التسامح بمشاركة والي كاليفورنيا. وبدأ العمل الرسمي في المتحف بتاريخ 9/2005، وتم اقتطاع 20 دونما من أرض المقبرة وبمساحة إجمالية 20 ألف م2 بتكلفة 200 مليون دولار، وتسويق فيلم وثائقي على مستوى عالمي.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل واصلت المؤسسة الإسرائيلية استهدافها للمقبرة، ما استدعى الشيخين رائد صلاح وعكرمة صبري خلال جولة ميدانية ومؤتمر صحافي عقد في تاريخ 28-12-2005 للإعلان أن المؤسسة الإسرائيلية ترتكب جريمة تاريخية ودينية بشعة بحق المسلمين في مقبرة مأمن الله في القدس.

وفي 2/2/2006 وبتفويض من بعض أهالي القدس ممن دفنوا أجدادهم استصدرت مؤسسة كرامة لحقوق الإنسان أمرا من المحكمة الشرعية بإيقاف العمل على أرض المقبرة الإسلامية، كما قامت المحكمة العليا الإسرائيلية وبعد ضغوط مستمرة باستصدار أمر إحترازي يمنع بموجبه العمل في مقبرة مأمن الله، وعينت المحكمة رئيس المحكمة العليا المتقاعد القاضي "مائير شمجار" وسيطا بين الأطراف في محاولة للتوصل إلى حل.

ولكن الأمور عادت إلى التأزم مرة أخرى حينما قامت ما يسمى بدائرة أراضي إسرائيل بتاريخ 25/5/2006 : بتسييج القطعة المتبقية من مقبرة مأمن الله وهددت بمقاضاة من يدخلها - والقصد منع المسلمين من صيانتها وتنظيفها، وفي 3/10/2006 وبعد أن أعلن القاضي المتقاعد مائير شمجار فشل الوساطة بين الأطراف في قضية مقبرة مأمن الله، جددت المحكمة العليا جلسات المداولة في ملف مقبرة مأمن الله، واعتصم والمئات قبالة المحكمة احتجاجاً على إصرار شركات إسرائيلية وأميركية بناء ما يسمى "متحف التسامح" على أرض مقبرة مأمن الله.

وفي تاريخ 3/10/2006 ومع تجدد مداولات المحكمة العليا صرح الشيخ رائد صلاح قائلا: ليس هناك قوة في الأرض تستطيع إزالة قدسية مقبرة مأمن الله ونرفض رفضا قاطعا نبش قبر واحد ونطالب بإلغاء بناء متحف التسامح على ارض المقبرة.

وارسل بعد ذاك الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي في رسالة جوابية للشيخ رائد صلاح أوضح خلالها أن المنظمة طالبت المجتمع الدولي التحرك لثني إسرائيل عن اعتدائها على مقبرة مأمن الله ومقدسات المسلمين ومقابرهم، وكما عقد بتاريخ 6/11/2006 اجتماع طارئ للمملكة العربية السعودية وذلك بطلب من المملكة العربية السعودية، وبحث الاجتماع سبل حماية مقبرة مأمن الله في القدس من اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي.

ولم يكد يمر شهر حتى منعت السلطات الإسرائيلية المسلمين من صيانة مقبرة مأمن الله في القدس، وقام أيضا يهود مجهولون بكتابة ألفاظ بذيئة على مدخل مقام الكبكي، وكما استعملت بلدية القدس والقدس المقبرة مخزناً لأدواتها الإنشائية.

وقبل ما يقارب الأسبوع تقدمت مؤسسة الأقصى بطلب لإلتماس مستكمل بخصوص مقبرة مأمن الله يتضمن مواداً جديدة من ضمنها : فتاوى ودراسات لعلماء وفقهاء من البلاد ومن بعض الدول العربية، ولكن الاعتداءات على المقبرة ما زالت مستمرة فقد أقدم متطرفون يهود عليها وحطموا قبراً وهمشوا شاهداً القيم العثماني أحمد آغا الدزدار، كما أفاد تقرير لمؤسسة الأقصى.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف