رحيل عراب تهويد القدس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نافس أولمرت وأسف على فقدانه
رحيل عراب تهويد القدس
أسامة العيسة من القدس : أعلن في القدس اليوم، عن وفاة تيدي كوليك، رئيس بلدية المدينة الأسبق عن عمر 95 عاما، وأعادته الوفاة إلى الأضواء من جديد بعد سنوات قضاها في الظل. وتولى كوليك رئاسة بلدية القسم الغربي من القدس المحتلة منذ عام 1948، عام 1965، ووقع القسم الشرقي من القدس تحت الاحتلال عام 1967، فتولى كوليك حملة لتهويد المدينة التي اصدر الكنيست قرارا بعد الاحتلال بأيام معدودة تضمن ضمها الى اسرائيل، ومعلنا ما أسماه القرار بتوحيد القدس وبأنها عاصمة إسرائيل للأبد، مستبقا أي جهود سلمية يمكن أن تؤدي إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
واصبح كوليك رئيسا لبلدية القدس "الموحدة" بقوة الاحتلال، وبحكم موقعه هذا، نفذ عشرات المشاريع لتهويد المدينة وطرد سكانها العرب، وساعدت شخصيته الديناميكية والبسيطة في نسج علاقات مع شخصيات عربية كانت توصف بالمعتدلة خصوصا من رؤساء بلديات مدن محيطة بالقدس مثل بيت لحم، وبيت ساحور، وبيت جالا، وضم آلاف الدونمات من أراضي هذه المدن إلى حدود بلدية القدس الإسرائيلية.
وحظي كوليك بشعبية طاغية، ورفض ترشيح حزب العمل، الذي ينتمي إليه للكنيست أو لتولي منصب وزاري، وفضل منصب رئيس بلدية القدس على أي منصب آخر.
ولم يتمكن أحد من هزيمته حتى عام 1993، عندما حقق ايهود اولمرت، رئيس الوزراء الحالي، مفاجأة، بفوزه برئاسة بلدية القدس، ممثلا لحزب الليكود، مطيحا بكوليك الذي كان رئيسا لبلدية المدينة المقدسة طوال 28 عاما.
ومن المفارقات أن اولمرت، الذي خاض معركة شرسة ضد كوليك، على رئاسة البلدية، اصدر اليوم وبعد وفاة غريمه السابق، بيانا قال فيه إن "إسرائيل حكومة وشعبا تطأطئ رأسها تعبيرا عن بالغ أسفها على رحيل أحد كبار جيل الآباء والأجداد من مؤسسي الدولة"، وأشار اولمرت في بيانه إلى أن كوليك كان يعمل على بناء "القدس الجديدة بعد حرب الأيام الستة وكان له تأثير بالغ على حضارة المدينة ونمط حياة سكانها والعلاقات بينهم واقامة المؤسسات في العاصمة، وعمل على نشر وبث شهرة المدينة وسمعتها في أنحاء العالم".
وختم اولمرت بيانه قائلا "ان اسم كوليك سيبقى إلى الأبد جزءا لا يتجزأ من تاريخ القدس ومجدها" ونعى كوليك أيضا وزير الدفاع وزعيم حزب العمل عمير بيرتس الذي وصف كوليك بأنه "كان رمزا لبناء البلاد وتوحيد القدس وكان قدوة يحتذى بها بالنسبة إلى جميع الشخصيات العامة".
ونعت كوليك أيضا شخصيات إسرائيلية بارزة، من بينها رئيسة الكنيست ووزراء ونواب ورؤساء كتل وأحزاب.
وكان كوليك تولى مناصب أخرى في إسرائيل، قبل رئاسته لبلدية القدس، منها توليه منصب قنصل إسرائيل في واشنطن ومدير ديوان رئيس الوزراء، ومنح عام 1988 جائزة إسرائيل.