المعارضة للتصعيد الاثنين وتؤيد مبادرة السعودية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت :في الوقت الذي اقرت فيه الحكومة اللبنانية ورقة مؤتمر باريس 3 وحاولت قطع الطريق على اي اعتراضات وتحميل المعارضة مسؤولية افشال المؤتمر. المعارضة من جهتها استنفرت ليس "على اقرار" الورقة الاصلاحية بل من اصرار الرئيس فؤاد السنيورة على دعوة مجلس الوزراء للانعقاد رغم كل الشوائب الدستورية الامر الذي اعتبر قطب معارض في حديث لصحيفة السفير اللبنانية انه "امعان في الاستئثار والتفرد بالقرارات وتجاوز كل الخطوط الحمر".
واضاف " ان انعقاد مجلس الوزراء، يتجاوز بخطورته، الكلام السياسي الاخير للنائب وليد جنبلاط، لا بل نعتبره تصعيدا خطيرا يهدد بما لا تحمد عقباه " ونصح بعض الدول "بمغادرة وهم الاصلاح في لبنان اذا لم يكن عنوانا توافقيا واجماعيا".
وفي الوقت الذي من المفترض ان تجتمع اقطاب المعارضة لتحديد خطواتها المقبلة باعتبار ان هدنة الاعياد قد انتهت . ونشرت صحيفة الاخبار في عددها الصادر اليوم ان سلسلة الاجتماعات الرئيسية التي عقدت بين أركان المعارضة هدفها إعداد خطة عمل تقوم على تأليف لجنة متابعة تمثل القوى الرئيسية في المعارضة وتتولى التنسيق اليومي بما يكفل إعداد خطة عمل تكون جاهزة قبل نهاية هذا الأسبوع لتُعرض على قادة المعارضة قبل المباشرة بوضع آلية ومهل زمنية لتنفيذها مع اتجاه الى إسقاط جميع التحفظات التي كانت قائمة خلال المدة الاخيرة والتي اخذت بالاعتبار الحملات الاعلامية التي شنتها قوى السلطة على المعارضة وعلى قواها كافة.
وحسب متابعين فإن البحث يأخذ في عين الاعتبار جملة امور منها:
ـ إعادة تثبيت شعار المعارضة ورفع السقف بوضوح نحو معركة تأليف حكومة انتقالية تتولى الاشراف على إنتاج انتخابات نيابية مبكرة.
ـ إعداد ورقة للمعارضة مجتمعة تتابع الملف الاقتصادي والاجتماعي وتفرضه بنداً حاراً أمام السلطة الحالية وأمام أي سلطة سوف تقوم قريباً.
ـ إعداد تصور وموقف موحد وثابت في ما خص طريقة التعامل مع أي مبادرة محلية او خارجية لمعالجة الازمة.
ـ تثبيت العمل بمقترحات عملية للتحرك الشعبي والنقابي والطلابي الذي يقود الى شلّ مؤسسات الدولة كافة، والتركيز على جعل التحرك يصيب من الحكومة مقتلاً لا من الناس، ودون التوقف كثيراً عند الاعتبارات التي قامت في المرحلة الماضية والتي ركزت على تجنب المواجهات المباشرة.
بري
من جهته وفي حديث لصحيفة الاخبار اتهم رئيس مجلس النواب نبيه بري قوى السلطة بالوقوف وراء تعطيل المبادرات العربية لحل الأزمة الداخلية. وقال إن فريق 14 آذار يُدخل لبنان في الوحل يوماً بعد يوم، وإنهم يعطلون المبادرات التي تقوم بها السعودية. واضاف بري للصحيفة نفسها "الأكثرية ترفض وساطة السعودية وما تعنيه هذه الدولة للبنانيين وهي الحريصة على جمع شملهم وعدم التفريق في ما بينهم، فإلى أين نلجأ بعد ذلك.. لم يبق أمامنا سوى جزر القمر .ما إن عرفوا بزيارة وفد من حزب الله الى السعودية وعقد اجتماع مع الملك عبد الله حتى أعلنوا الاستنفار ووزعت المهمات، وهبّ النائب وليد جنبلاط مطلقاً تصريحاته النارية التي لم أسلم منها هذه المرة، وهو الذي تجنّب ذلك طوال هذه المدة ومنذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري".
واستعاد بري ما حصل العام الماضي حين زار الرئيس السوري بشار الأسد الملك عبد الله واتفق معه على نقاط محددة لحل الأزمة اللبنانية، ويومها قام فريق 14 آذار بهجوم عنيف على المبادرة السعودية ــــــ السورية حتى قضى عليها، ثم عاد النائب سعد الحريري بعد فترة وجيزة واعتذر من المملكة.
ويتابع بري حديثة للصحيفة قائلا " لم أشعر في حياتي بالاشمئزاز كما أشعر اليوم" مستهلا حديثه عن مبادرته التي أجهضت قبل أن تولد وجرى القصف عليها حتى قبل الكشف عن مضمونها. وعن السبب فيقول "ما ان عرفت جماعة 14 آذار بحصول اجتماع بين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ووفد من حزب الله حتى قامت الدنيا عندهم ولم تقعد فأعلنت حال الاستنفار ووزعت المهمات، وهبّ النائب وليد جنبلاط مطلقاً تصريحاته النارية التي لم أسلم منها هذه المرة، وهو الذي تجنب ذلك طوال هذه المدة ومنذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وطلع علينا عضو كتلته النائب أكرم شهيب ليغمز من قناة إطلاعي السفير الأميركي على أجواء المبادرة، محاولاً الإيحاء كأنني عميل أميركي. إنه زمن العجائب فعلاً".
وأخذ بري على الحكومة مضيها في مخالفة الدستور وشبّه حركتها بهذا الخصوص بالدجاجة التي علقت قدماها في الوحل، فراحت ترفع قدماً لتخرج منه فإذ بها تعلق من جديد عند رفع القدم الأخرى وهكذا دواليك.ولدى معاودة سؤاله عن احتمال لجوء الحكومة الى عقد جلسة نيابية برئاسة مكاري، رد على الفورعندها تغرق في الوحل تماماً.وأورد رئيس المجلس عينات من هذه المخالفات أبرزها تقدم نواب الأكثرية بعريضة لإقرار مشروع المحكمة الدولية فيما المشروع لم يطأ باب المجلس "حتى التبس الأمر على كل من الرئيس الحص ومفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني وقد أوضحت الأمر للأول، وشرح موفدي النائب علي بزي المسألة للثاني فأبدى دهشته واستغرابه لتصرف الحكومة".
لقاء حزب الله والملك عبد الله
اعلن حزب الله رسميا امس عن لقاء وفده بالملك عبد الله في السعودية ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، وقال إن المحادثات "ركزت على الوضع اللبناني الداخلي وأهمية الخروج من المأزق الحالي وارتباط هذا الوضع بالتطورات المحيطة بالمنطقة".وأضاف البيان ان وفد حزب الله عرض رؤيته للواقع اللبناني ومطالب المعارضة الوطنية، وما جرى من أحداث متتالية على الساحة اللبنانية أبرزها صدّ العدوان الاسرائيلي الاخير ومواقف الأطراف منه. وأكد الوفد أهمية الوحدة الوطنية ومشاركة جميع الأفرقاء الفاعلين في إدارة شؤون البلاد في إطار المشاركة العملية التي تنهض بالبلد بعد النكسات الكثيرة التي طاولته وفقدان الحكومة الحالية لشرعيتها، وبيّن الوفد انفتاحه على المبادرات والحلول المقترحة محمّلاً الطرف الآخر مسؤولية عدم التجاوب.
من جهته قال وزير الطاقة المستقيل _والذي كان ضمن الوفد الى جانب نائب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله نعيم قاسم_ محمد فنيش لصحيفة السفير عن زيارة جدة ان الاجواء كانت إيجابية خصوصا لجهة تنقية العلاقة بين المملكة العربية السعودية وحزب الله وتصحيح الالتباس الذي وقع خلال الحرب الاسرائيلية على لبنان، إلا انه سرعان ما يوضح ان الموقف السعودي المثير للجدل الذي صدر آنذاك لم يتم التطرق اليه مباشرة خلال اللقاء مع الملك عبد الله، "لكننا عرضنا قراءة الحزب لهذه الحرب ونتائجها وجرى العمل على إزالة التراكمات والرواسب التي تعود الى تلك المرحلة وصولا الى إعادة فتح القنوات المشتركة، من غير ان يعني ذلك التطابق في المواقف والقناعات".
واضاف للصحيفة "شعرنا كذلك خلال اجتماعه مع الملك عبد الله بأن هناك اهتماما كبيرا بموضوع المحكمة الدولية، وقد أبلغناه اننا جميعا نؤيد مبدأ المحكمة ولا أحد يعارضه، ولكن نريد ان نناقش في التفاصيل، ولفتنا انتباهه في هذا السياق الى ان المشكلة الاساسية في البلد تتمحور حول كيفية إعادة تكوين السلطة وتحقيق الشراكة".
وكان هاجس الفتنة المذهبية حاضرا بقوة في الاجتماع، كما يتضح من كلام فنيش الذي يشير الى "ان المملكة العربية السعودية تستطيع ان تساهم، بما لها من نفوذ وتأثير وامتداد، في قطع الطريق على هذه الفتنة التي لا مصلحة لأحد في إشعالها لأن ضررها سيصيب الجميع ولن يفرق بين هذا وذاك".