ارتفاع كراهية المغاربة للأميركيين بعد إعدام صدام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أحمد نجيم من الدار البيضاء: تواصل الصحف المغربية اهتمامها بأخبار اغتيال الرئيس العراقي السابق صدام حسين، اهتمام مرتبط بالإقبال الكبير للمغاربة لمعرفة أخبار من يعتبرونه بطلا مقاوما". "أحرص على اقتناء أكثر من جريدة لمعرفة تفاصيل أكثر عن ظروف إعدام صدام" يقول عادل، الذي يعمل في مؤسسة تابعة للدولة. هذا الاهتمام جعل الصحف تحرص على نقل أكثر من خبر عن الموضوع، فجريدة "الصحيفة" اليومية تستمر في إيلاء الموضوع أهمية كبيرة، إذ وضعت صورة كبيرة لصدام مع ما سمته "تفاصيل مثيرة حول ما قاله صدام لحراسه الأميركيين ساعات قبل إعدامه"، وتضمنت الصفحة الثانية بيانات لحركة الإصلاح والتوحيد الأصولية وآخر للائتلاف المغربي من أجل إلغاء عقوبة الإعدام، وفي الصفحة الثالثة مقتطف من كلام صدام "سوف أخيفكم في قبري أكثر ما أخيفكم في حياتي"، ثم رواية لمحامي صدام التونسي أحمد الصديق الذي التقى صدام قبل أربعة أيام من إعدامه.
واستمرت يومية "المساء" المغربية في نشر أخبار عن إعدام صدام، إذ خصصت صفحة كاملة لموضوع "العراق بعد إعدام صدام". ودنو موعد إعدام برزان التكريتي والبندر اهتمت به جريدة "بيان اليوم"، وتحدثت جريدة "ليبراسيون" عن الموضوع وركزت عليه الأسبوعية الاقتصادية "لافي إيكو" في افتتاحيتها وركزت "الاتحاد الاشتراكي" على "تداعيات إعدام صدام"، جريدة "الصباح"وإن لم تشر إلى موضوع إعدام صدام في صفحتها الأولى، فقد خصصت للموضوع صفحتها الدولية، صحيفة "يومية الناس" اهتمت بموضوع إعدام صدام عبر رسم كاريكاتوري، يد أميركية تطعن العراق الخارطة في بطنها بواسطة رصا بها حبل ينتظر من يعلق فيه، كما خصصت الصفحة الدولية للموضوع نفسه.
"المغربية" اهتمت بالموضوع في صفحتها الأولى وصفحاتها الدولية، أما جريدة "التجديد" المقربة من حزب العدالة والتنمية الأصولي، فخصصت ملفا من أربع صفحات للموضوع، انتقدت فيه "موقف الحكومة المخجل والتفاعل البارد لبرلمان الأمة وتجاهل القناتين الوطنيتين" كما حللت "الدلالات السيميائية لإعدام صدام".
هذا الاهتمام الكبير للصحافة المغربية قابله ما يشبه صمت الإعلام السمعي البصري، فالإذاعات والقنوات التلفزيونية اختارت عدم إثارة الموضوع.
اما في الشارع، فيحتل موضوع إعدام صدام قائمة المواضيع المثارة، "منذ ذلك الصباح الحزين، ونحن لا نتحدث في جلسات المقهى مع الأصدقاء إلا عن الإعدام المذل لصدام" يحكي عبد المولى، 39 سنة. فالموضوع شغل المغاربة، لكن هؤلاء يحملون الإدارة الأميركية مباشرة إعدامه "أميركا المحتلة اختارت أن تعدم صدام لأنه تجرأ على مقاومتها ومقاومة مصالحها في المنطقة" يضيف صديق لعبد المولى. ولعدد من المغاربة قناعة راسخة أن الإعدام نفذ وأخرجت مسرحيته من قبل إدارة بوش "لا يمكن أن نتحدث عن قضاء مستقل في ظل دولة غير مستقلة" يقول عبد المولى.
أما بخصوص اتهام الشيعة بإعدام صدام فهذا غير مفهوم عند بعض المغاربة "لا أتصور أن يقتل مسلم أخاه المسلم، نحن في المغرب لا نفرق بين شيعة وسنة، فكلهم ضد الاحتلال، ألم تلاحظ مقاومة حزب الله للإسرائيليين، وتعاطف السنة معهم" يضيف صديق عبد المولى.
المغرب البعيد عن حرب السنة والشيعة وحساباتهم السياسية، ورغم أنه بلد سني لا يتوفر إلا على عدد محدود من الشيعة لا يفرقون بين السني والشيعي، لذا يحرص كثير منهم على أن الحرب ضد "العراق المسلم". أمام هذا الوضع تستمر صورة الولايات المتحدة الأميركية في التشوه، فمغاربة يحملون إدارة بوش ما عاشه ويعيشه العالم العربي و يقول عبد الفتاح، طبيب مغربي "أميركا هي عدونا الأول، أنظر دعمها لحكومة نصبتها في العراق ومباركتها حرب إثيوبيا ضد المحاكم الإسلامية في الصومال وسياستها المساندة لإسرائيل".