سياسيون يخرجون عن النص بوصف أحداث غزة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
وقال المحلل السياسي حافظ البرغوثي، " ان الاتفاقات لم تتفق على اتفاق لوقف ما هو غير متفق عليه من اقتتال ، لأن أبا الجماجم وأبا مصعب سيختلفان ويقتلان لاحقا ، وسيجردان الحملات ضد بعضهما البعض وسيستخدمان أسلحة الدمار و"الدعار" الشامل وستتم إبادة عائلات كاملة وسيتهم كل طرف الطرف الآخر بأنه تطرف وخرق الاتفاق".
وتابع رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة قائلا ، " إنها ولدنة وقلة حياء ، فما يجري عندنا هو عمليا تعطيل لمناحي الحياة الفلسطينية وخدمة للآخرين وليست للشعب ، فليس فلسطينيا من يقرر ان يستأصل أخاه، وليس فلسطينيا من يواصل هذا النهج المدمر للذات، فالإشكالية ما زالت قائمة وهي ازدواجية السلطة، وغياب حكومة وحدة قادرة على رص الصفوف ووقف الاقتتال".
ويتساءل البرغوثي ، " ما الحل هل الاستمرار في الولدنة السياسية والزعرنة الشوارعية وعروض القوة على الذات، وكأننا من ذوات الأربع".
من جهته كتب المحلل السياسي محمود الهباش تحت عنوان " حجا مبرورا ودما مهدورا " ، "جميع حجاج الدنيا عادوا من فرحة الحج المبرور، والذنب المغفور، والسعي المشكور، والتجارة التي لا تبور، ليجدوا في استقبالهم فرحة لقاء الأحبة ، إلا حجاجنا العائدين من حيث حرمت الدماء الزكية البريئة ، إلى حيث تهدر هذه الدماء على مذابح الفتنة العمياء ". وأضاف الهباش ، من لم يمت برصاص اليهود ، مات برصاص العبيد، عبيد شياطين الفتنة ، عبيد شهوة الحكم والسلطة ، عبيد أصنام الحزبية المقيتة المنتنة".
أما باسم أبو سمية مدير هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطيني ، كتب تحت عنوان، " لو كنت الرئيس"، ماذا سأفعل لو كنت مكان الرئيس محمود عباس في ظروف كهذه، فالاقتتال الداخلي تحول الى حرب أهلية، والفلتان الأمني والأخلاقي والفوضى تعم البلاد والعباد من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وأصبح دمنا ماء فلم يعد محرما، وهجم قابيل على أخيه قابيل فقطعه إربا إربا بالاربي جي والهاونات والقنابل".
وتابع قائلا، " لو كنا مكان الرئيس، فانا شخصيا لا يمكنني ان أكون رئيسا بلا صلاحيات مسؤولا عن حكومة تدير لي ظهرها ولا تلتزم بقراراتي وتضرب بها عرض الحائط، فكلما أصدرت مرسوما اتهمت بالتساوق مع الأعداء، وكلما دعوت إلى استفتاء او انتخابات مبكرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تدهور اتهمت بالدعوة إلى الحرب الأهلية، وكلما حاولت التعامل مع حكومتي التي شكلتها بتكليف مني، وصفني جماعتي والمقربون بالضعف، فما العمل؟. سؤال أبو سمية طالما انتظر إجابته الشارع الفلسطيني منذ زمن طويل، حيث لا يدري حتى اللحظة إلى أين تقوده السفينة التي تبحر في جزيرة هائجة.
المطران يونان
على صعيد آخراستضاف المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني نيافة المطران منيب يونان، مطران الكنيسة اللوثرية في فلسطين والأردن، حيث تحدث عن " دور المسيحيين العرب في النضال القومي العربي " وقد استهل الاستقبال بدقيقة صمت على أرواح الشهداء،وبكلمة مقتضبة عن المنتدى من مسئول العلاقات العامة والإعلام في المنتدى،الأستاذ بلال حموضة. أما عريف الحوار، الأستاذ زهير الدبعي،مدير الأوقاف في محافظة نابلس،فرحب بنيافة المطران بتلبيته دعوة المنتدى، وتجشمه مشاق السفر والحدود والحواجز، وحلوله ضيفا مميزا على نابلس المحاصرة لأكثر من ستة سنوات بحيث اعتبر الدبعي أن مثل هذه الزيارات هي كسرا للحصار ومؤازرة لنابلس الخالدة،ومؤكدا على أن الكنيسة جزء من تكوين العالم ومكون جميل من مكونات الوطن ونكهته.و اعتبر العلاقة بين الإسلام والمسيحية في العالم كعلاقة غصن بغصن لنفس الشجرة زرعها الله سبحانه وتعالى. ثم دعا إلى إدخال مواد عن المسيحية والكنائس في المناهج المدرسية بحيث لا يرى الطالب العالم المسيحي عالم غريب ومعادي.
أما المتحدث الرسمي السيد يونان فقد استهل حديثه بالتعريف على نفسه قائلا : فأنا عربي فلسطيني مسيحي إنجيلي لوثري ولكنني لاجئ وأنتمي إلى شعبي الذي أجبر على الهجرة يوم النكبة، فترك والدي بيت أبائه وأجداده في بئر السبع وهاجر إلى القدس، و والدتي التي أجبرت أن تهاجر من القدس الغربي. ولذلك، فان آلام شعبي وطموحاته هي جزء لا يتجزأ مني....إن بطاقة اللاجئين التي أحملها هي شرف لي لأنها جزء لا يتجزأ من هويتي ومن شعبي وتذكرني بقوة ومعنى الصمود. ولكنه في نفس الوقت وصمة عار في جبين المجتمع الدولي الذي لم يتمكن إلى هذا اليوم بالذات أن يجد حلاً عادلاً لحق العودة للاجئين . واقتبس المطران عن د.جريس خوري في مقدمة كتابه"عرب .... مسيحيون" القول : نحن العرب المسيحيين جزء لا يتجزأ من تاريخ الأمة كلها، لسنا دخلاء عليها، بل نحن أهلاً فيها، شاركنا في صنع تاريخ هذه الأمة وساهمنا في بناء حضارتها وكنا وما زلنا رافداً رئيساً في ثقافتها. لم نتخل عن الركب، ولا كنا هامشين نعيش على رصيف هذه الحضارة والثقافة. نحن أصيلون في انتمائنا لشعبنا ولأمتنا وإيماننا. دائماً كان هذا الإيمان يدفعنا إلى المشاركة في الهموم والآلام والآمال...... وأضاف د. يونان " لا أريد أن أقول أن رئيس أركان القائد صلاح الدين (عيسى العوام) كان مسيحياً. ولا أريد أن أتكلم منذ النكبة ما قام به رجال ونساء وأفاضل من أجل القضية الفلسطينية. لا أريد أن أتكلم عن جورج حبش و كمال ناصر و حنا ناصر وباسيل عقل الذين أبعدا ولا عن سهيلة انداوس ولا عن آخرين، لأن كل هؤلاء ونضالهم لم يكن على أساس وجود مسيحي أو طائفي، إنما كان نضالهم فلسطينياً صرفاً.
وأردف قائلا : أن قمة شخصيات كنسية ودينية مسيحية تعمل جادة وجاهدة لسببين هامين أولهما: أنهم جزء من ألم شعبهم.وثانيهما: إذا سكت هؤلاء فالحجارة تتكلم عن الظلم. وتطرق المطران يونان إلى دور الكنيسة المسيحية العربية: حيث قال : ثمة رسالة وطنية وهي جزء لا يتجزأ من رسالة الكنيسة، لأن الكنيسة تهتم بالإنسانية وبالعدالة. ولذا: أول مهمة للكنيسة تكمن في إدانة واستنكار الاحتلال وجميع انتهاكات حقوق الإنسان: واعتبر الاحتلال خطيئة ضد الله والإنسان. لأنها تنتزع بالقوة حق الإنسان وكرامته التي منحه إياها الله. والاحتلال يضر أولاً بالسلطات المحتلة وبالمحتل نفسه. لذلك، عندما نقول بأننا نريد إنهاء الاحتلال نريد أن نخلص شعبنا الفلسطيني من عنف وظلم وقمع الاحتلال ليعيش حراً كريماً على وطنه ولكننا نريد أيضاً أن يتخلص الإسرائيلي من عقلية الاحتلال التي تضره.
وأردف الدكتور يونان أننا ندين أي نوع من العنف لأن الكنيسة تؤمن بأن الإستراتيجية السلمية اللاعنفية هي التي تساعدنا للحصول على حقوقنا المشروعة. كما أنها تدين كل الإجراءات التعسفية ويناء الجدار وترفع صوتها عالياً محلياً ودولياً لأنه يهمها الإنسان.... وأكد على وجوب إنهاء الاحتلال عن الأراضي التي احتلت عام 67 وتطبيق الشرعية الدولية ومنها 242، 338، 194 تطبيقاً حرفياً. ووجب على المجتمع الدولي أن يطبق هذه بمعيار واحد وليس بمعايير مختلفة حسب مصالحهم السياسية الضيقة. لذلك، ان الدولة الفلسطينية هي ما تعمل إليها الكنيسة المسحية. كما وأنها تؤمن بأن القدس العربية وجب أن تكون عاصمة لدولة فلسطين. لأن جوهر القضية الفلسطينية هو قضية القدس لأن لا سلام عادل في الشرق الأوسط دون عدالة القدس. ونحن رؤساء الكنائس المسيحية في القدس كتبنا مؤخراً بياناً واضحاً عن القدس بأن القدس لا تسمح أن تكون رهينة لأي دولة إنما هي قدس الجميع ووجب أن تكون مفتوحة للجميع ليمارسوا حقوقهم الدينية والوطنية والمدنية كما قصدها الله أن تكون....كما وأننا ندعو إلى حق العودة وإيجاد حل سياسي عادل لقضية اللاجئين. ولا يستطيع أحد أن ينتزع هذا الحق. فإذا لم تحل قضية اللاجئين وطلب من شعبنا أن يتغاضى عنها. فلن يسامحنا أولادنا وبناتنا وأحفادنا في المستقبل.
وتطرق المتحدث يونان الى المستوطنات قائلا : وجب إنهاء المستوطنات أو المستعمرات لأنها كما قال الرئيس الأميركي جيمي كارتر أنها سلب للأراضي العربية. لذلك، فموقفنا لا يختلف عن مواقفكم ولا يختلف عن مواقف شعبنا إنما نعبّر عنها للقاصي والداني بعدالة قضيتنا لأننا شعب فلسطيني واحدhellip;..والاهم في رأيه أنه دعا إلى دولة فلسطينية ديمقراطية ذات مجتمع مدني معاصر ،معتبرا أنه للعرب المسحيين رأي أيضاً في تأسيس دولتهم لأنه هذا أيضاً جزء لا يتجزأ من نضالهم لحرية شعبنا الفلسطيني الأبيّ. لذلك، نحلم أن يبلور الدستور فكرة المجتمع المدني وهذا يعني أن يحترم الدستور الأديان المختلفة التي عاشت وتعيش على الأراضي المقدسة. وترويج فكرة أن جميع الأديان لها حقوق متساوية وواجبات متساوية طالما هم أبناء المجتمع الفلسطيني الواحد. فاحترام الدين الآخر وحمايته في الدستور وممارسة شعائره ومعتقداته وحريته، وتطبيق قوانينه الدينية هي أساسية من أجل مصلحة الشعب الواحد. واني لا أتكلم عن الفلسطيني المسيحي فحسب، إنما أتكلم عن كل فلسطيني فيجب أن تكون له حرية الدين وحرية ممارسته. ونحلم أن يبلور الدستور فكرة التعددية.... فالتعددية المباركة هي أساس الديمقراطية الايجابية و تقبل اختلاف الآخر بآرائه وشخصيته وأيديولوجيته ومبدأه وحتى تقبل المعارضة والفكر الآخر المغاير وتقبل أصغر فئة في الشعب ليعمل كل حسب معتقداته وايمانه.
وتابع يونان: هذا أساس هام للمجتمع المدني. ونحلم أن تكون دولتنا مبنية على حقوق الإنسان الذي يعطي الحق لكل واحد أن يعيش حياته ويتمتع بالفرص المتساوية وأن يمارس حقه في التعليم والتربية والتعبير والكتابة وحق الانتقاد وحق الكلام. فالدولة الديمقراطية هي التي تمنح الحق في حرية الكلام والفكر والعمل للجميع بدون أي استثناء. ونحلم أن تكون دولتنا دولة المساواة بين الرجل والمرأة، المساواة في الحقوق والكرامة والواجبات. لقد ناضلنا طويلاً، ولذا يحق لشعبنا الفلسطيني بعد هذا النضال أن تكون دولتنا مثالاً يحتذى به في العالم العربي والإسلامي مثالاً للديمقراطية والحرية والمساواة وإعطاء كل ذي حق حقه وسلطة القانون على الجميع من الكبير إلى الصغير، من الرئيس إلى المرؤوس. كل هذه هي قسم من نضال الشعب الفلسطيني.
ويعتقد د. يونان إن واجب العربي المسيحي إعطاء الصورة الصحيحة عن المسلمين والإسلام ،وقال أنه واجبنا الوطني أن نبني الجسور وأن نري العالم نموذج العيش المشترك الفلسطيني. وقد تحدانا بعضهم حينما تم الاعتداء في نابلس على الكنائس الأربع بسبب تصريحات قداسة البابا. فسألونا: كيف تفسرون هذه الظاهرة الخطيرة. فقلنا لهم: لقد توجهنا رؤساء الكنائس المسيحية اللاتينية والأسقفية واللوثرية والروم الكاثوليك وزرنا نابلس وأهل نابلس بمسلميهم ومسيحيهم بوجهائهم وقياداتهم، ورجعنا مطمئنين بأن القيادة الإسلامية استنكرت وتصرفت بحزم ضد هؤلاء الذين قاموا بهذه الأعمال المشينة وخرجوا عن الخط الوطني.
وختم نيافة المطران حديثه قائلا : ان العربي المسيحي الذي هو جزء لا يتجزأ من شعبه وألمه وطموحاته لا يعمل بمعزل عن أبناء وطنه المسلمين لذلك، فهو يعمل على أصعدة مختلفة وبطرق سلمية لاعنفية لإنهاء الاحتلال وتأسيس دولتنا المستقلة المتواصلة الأجزاء الديمقراطية ويعمل لكي نسمع يوماً صوت الحرية حينما تؤذّن المآذن وتقرع الأجراس وتقول: معاً إلى القدس. وسلام حقيقي في القدس وفي كل فلسطين.
الشيخ الدبعي اعتبر كلام المطران في غاية الأهمية والوضوح والجرأة،وقال أنا ضد تسمية المسيحيون هكذا، وأحب أن أسميهم المواطنون المسيحيون،واعتبر إستراتيجية الكنائس في المقاومة اللاعنفية هي مقاومة مثمرة وقال أنا أؤيدها بعنف ! واعتبر المواطنين المسيحيين جزءا من كياننا وشركاء في حضارتنا.
بعض الحضور رأى أن ما في المحاضرة هي إضافات نيرة لعقولنا،لأن ما في أعماق المطران والشيخ هو في جوهرنا جميعا،ومع ذلك لا بد من الاختلاف في هامش،واعتبر أن مقولة سعد زغلول " الدين لله والوطن للجميع " لا بد من تثبيتها والدفاع عنها لأنني لمست التراجع عنها ضمنيا عند التحدث عن العلمانية،فنحن لا يضرنا ولا يفيدنا التسبيح لكلا المسيح ومحمد،وما يضرنا وينفعنا هو ما تفعله أيديكما. ورأى أخر،أن الدعوة بالمحبة والسلام ضد الاحتلال ليست مصدر إجماع كنسي وخاصة رجال الكنائس في أمريكا اللاتينية الذين وقفوا في وجه البطش والقوة والدفاع عن الذات فما بالنا في بطش الاحتلال اليومي لنا والذي يقتل ويقتل.
بعض الحضور الأكاديميين تساءل حول تصريحات البابا الأخيرة،محاورا البابا كأكاديمي، وأستاذ جامعي، قال : لو تحدث عن العقل والتنوير بأمثلة عن المسيحيين والمسلمين لأصاب كبد الحقيقة، لكنه اجتزأ شيئا من الإسلام وترك بعضها،وهذا مثلب من مثالب العلم والبحث عن الحقيقة. وأكد بعض الحضور حول القدس فهي مفتوحة للجميع، لكنها في جزئها المحتل سنة 1967،هي جزء من فلسطين وأرضها المحتلة.ومن الأسئلة المهمة التي سئلت حول الامتيازات للمهاجر المسيحي على المسلم في فلسطين، ولأي مدى باعت الطائفة الدرزية نفسها،ولماذا الحوار المسيحي المسلم مقتصرا على الجهات الرسمية فقط دون الشعبية.