مصر تحذر الفلسطينيين من حرق قضيتهم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نبيل شرف الدين من القاهرة : في ما ناشد الرئيس المصري حسني مبارك "كافة أبناء الشعب الفلسطيني وقياداته، احترام حرمة الدم الفلسطيني والتوقف عن الاقتتال في ما بينهم"، فقد أعرب أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري عن اعتقاده بأن حل المسألة الفلسطينية "أصبح الآن في يد الفلسطينيين، وعليهم أن يدافعوا عن القضية الفلسطينية، وألا يحرقوا قضيتهم"، على حد تعبيره .
وفي تصريحات لوكالة "أنباء الشرق الأوسط" الحكومية المصرية، أعرب الرئيس مبارك عن "بالغ القلق مما تشهده الأراضي الفلسطينية من مواجهات واقتتال بين أبناء الشعب الواحد، مشيراً إلى حوادث الاختطاف ودعوات الإثارة والتحريض، وطالبهم بوضع المصالح العليا لبلدهم فوق أي اعتبار أو مصلحة شخصية والعمل معا على تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وتحقيق تطلعه المشروع لإقامة دولته المستقلة"، على حد ما نسب إليه .
المسألة اللبنانية
وأجرى وزير الخارجية المصري محادثات مع نظيره الفرنسي فيليب دوست بلازي، الذي توقف في القاهرة في طريق عودته من السعودية، وهي المحادثات التي وصفها مصدر دبلوماسي في القاهرة بأنها تناولت كافة المسائل الإقليمية ذات الاهتمام المشترك"، مشيرا إلى أنها تطرقت على نحو خاص للوضع اللبناني والترتيب لمؤتمر "باريس 3" لدعم لبنان، الذي سيعقد في العاصمة الفرنسية يوم 25 كانون الثاني (يناير) الجاري، حيث تلقى أبوالغيط دعوة من نظيره الفرنسي للمشاركة في ذلك الاجتماع، مع عدد من وزراء خارجية الدول العربية والدول ذات التأثير في القضية اللبنانية، وخاصة المجموعة الأوروبية والولايات المتحدة .
وعبر دوست بلازي عن توافق في الرؤى بين بلاده ومصر حول المنطقة، خاصة في ما يتعلق بلبنان الذي أعرب عن أمله "أن يخرج في المدى القصير من هذه الأزمة التي يتخبط فيها منذ عدة شهور، وأن نمنع عودة لبنان وتحوله مجددا إلى رهينة لنزاعات ومواجهات تتخطاه وتتجاوزه ونسمح للبنان بأن يعيش سيادة واستقلالا كاملا"، حسب تعبيره .
ومضى وزير الخارجية الفرنسي قائلاً "نحن متفقون أيضا على الوسائل الكفيلة بتحقيق ذلك ودعم جهود الوساطة التي يقوم بها الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى"، وأشار إلى أن الهدف من ذلك هو "تشجيع كل الأطراف اللبنانية على الاتفاق معا في إطار الحوار، وأن نمنع أية محاولات لزعزعة استقرار لبنان وندعم حكومة السنيورة، ونضع لبنان بمنأى عن أية تدخلات خارجية ومتابعة تنفيذ القرار 1701، والاستجابة لتطلعات اللبنانيين المتمثلة في محاكمة مرتكبي الجرائم الاغتيالات التي شهدتها بلادهم"
المشهد الفلسطيني
وفي الشأن الفلسطيني قال وزير الخارجية المصري إن بلاده تستطيع مواصلة العمل رغم الظروف الراهنة في الأراضي الفلسطينية، فلا ينبغي أن نقبل باليأس أبداً، ويجب أن نستمر في الدفع نحو التحرك باتجاه عملية السلام وتحقيق الاستقرار الداخلي في الأراضي فلسطين وتحقيق الاستقرار في العلاقات الفلسطينية ـ الإسرائيلية ثم البناء على ذلك بالانطلاق نحو بناء عملية سلام نشطه تعود بنا مرة أخرى إلى عملية المفاوضات وتنتهي بالأمل الفلسطيني لإقامة الدولة المستقلة التي يطالب بها الجميع" .
وردا على سؤال عما إذا كان سيعقد لقاء بين إيهود أولمرت ومحمود عباس خلال زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس المقبلة إلى مصر قال أبو الغيط " ليس واردا على حد علمي، مثل هذا اللقاء بحضور رايس وهو من المستبعد"، حسب تعبيره .
وعما إذا كان هناك اجتماع رباعي (مصري أردني فلسطيني إسرائيلي)، قال أبو الغيط : "عندما تكون الأرضية ممهدة لمثل هذا الاجتماع"، وأضاف أنه "في إطار محادثاتي مع الوزير الفرنسي اتضح لنا أن الإسرائيليين لم يلتزموا بوعودهم، أي لم يفرجوا عن الأموال وتم رفع عدد قليل جدا من الحواجز بما لا يؤدي إلى تسهيل الهدف المطلوب لإتاحة الفرصة للفلسطينيين على الحركة"، وأشار إلى أن "الاجتماع المصري ـ الإسرائيلي قد عقد في ظل الكثير من الغيوم والسحب نتيجة لعملية رام الله، وبالتالي فإن رد الفعل المصري كان حاسماً، وهو ما ظهر جلياً في تصريحات الرئيس مبارك" .
من جانبه، أكد وزير الخارجية الفرنسي "أن الحل الوحيد لوقف إراقة الدماء الفلسطينية حاليا هو كما أكد الرئيس شيراك في لقائه مع رئيس الوزراء الإسباني على أهمية أن تكون هناك حكومة وحدة وطنية وأن يعمل الفلسطينيون سويا على احترام المبادئ الثلاثة التي تشترطها اللجنة الرباعية الدولية المعنية بقضية الشرق الأوسط" .
وردا على سؤال حول الدور الأوروبي في دفع عملية السلام على المسار الفلسطيني، قال دوست بلازي "أعتقد أن هذه المهمة يمكن أن يقوم بها الاتحاد الأوروبي، وخاصة فرنسا" .
وأشار وزير خارجية فرنسا إلى أن بلاده ومصر يتقاسمان نفس الرؤى في ما يخص قضايا المنطقة، وأضاف "أطلعني الوزير أبو الغيط على فحوى المناقشات التي دارت بين الرئيس مبارك ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، حيث جرى الاتفاق على تشجيع الإسرائيليين على تنفيذ الالتزامات التي تعهدوا بها أمام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ، وأيضا أن نحث الفلسطينيين على تجاوز انقساماتهم وأن يجتمعوا في حكومة يمكن للمؤسسات الدولية أن تعمل معها" .
وعن المبادرة الأوروبية وإمكانية عقد مؤتمر دولي للسلام، قال وزير الخارجية الفرنسي : "أود أن أقول إن الرئيس شيراك ورئيس الوزراء الإسباني ثابتيرو تقدما باقتراح أشركا فيه ايطاليا ورئاسة الاتحاد الأوروبي وقد استمعنا للرئيس شيراك بمناسبة العام الجديد أمام السلك الدبلوماسي في باريس، وتحدث عن عقد مؤتمر دولي بشأن الشرق الأوسط ليسمح بإعادة الثقة المتبادلة بين الجانبين"، وأضاف بلازي "لا توجد هناك ثقة بين الطرفين ويتعين على المجتمع الدولي مساعدة الطرفين لاستعادة هذه الثقة" .