دعوة لاعلام يبعد العراقيين عن النزاع الطائفي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
خبراء يبحثون حرية وتنمية الإعلام في العراق
دعوة لإعلام يبعد العراقيين عن النزاع الطائفي
أسامة مهدي من باريس : دعا المدير العام لمنظمة اليونسكو كاشيرو ماتيسيورا الى العمل على تأسيس إعلام عراقي مهني وأخلاقي يبعد العراقيين عن العنف الطائفي ويساهم في ايصال المعلومات الحقيقية اليهم من اجل تحقيق الامن والاستقرار والإعمار مشددا على ضرورة اتخاذ الاجراءات الضرورية لحماية أرواح الصحافيين الذين يتساقط العديد منهم ضحايا الارهاب وقمع الكلمة الحرة .
عرض وثائق باستخدام اسلحة كيمياوية في كردستان
خليل زاد الى الأمم المتحدة وكروكر الى العراق
طالباني يدعو دول الجوار الى عدم التدخل في شؤون العراق الداخلية
ظهور مشاهد جديدة لجثة صدام بعد اعدامه
جاء ذلك خلال افتتاح المؤتمر الدولي عن الإعلام العراقي في باريس الليلة تحت شعار "نحو إعلام حيوي وحر في العراق " والذي تنظمه بالتعاون مع منظمة اليونسكو هيئة الاعلام والاتصالات العراقية حيث تناقش خلاله دراسات وتقارير وتشكل ست ورش عمل حول حاضر ومستقبل الاعلام في العراق لإصدار إعلان ختامي عن "الخطوات التالية للإعلام في العراق" . وخلال المؤتمر يعكف حوالى 300 خبير اعلامي عراقي ودولي على مدى ثلاثة ايام على بحث قضايا عدة تتعلق بحرية التعبير والتنمية الإعلامية في العراق واستقلالية العمل الاعلامي والمعايير المهنية والأخلاقية للإعلام خاصة في العراق وجملة قضايا تتعلق بهذا البلد الذي أصبحت فيه الصحافة تسمى "مهنة المخاطر في بلد المخاطر" .واضاف ماتيسيورا في كلمته إن هناك صعوبات وتحديات تواجه حرية الاعلام في العراق . واشار الى ان الهدف من المؤتمر هو التأكيد على التزام الحكومة العراقية بالمصالحة وتحقيق الوئام بين العراقيين ومساهمة الإعلام في هذه الجهود . وأكد ضرورة التوصل الى استراتيجية لحماية وسائل الاعلام ومواجهة العنف الذي يعصف بحياة الصحافيين . واشار الى ان العام الماضي 2006 شهد مقتل 68 صحافيا عراقيا ذهبوا ضحية إصرارهم على حرية التعبير وتشجيع النقاش الحر المثمر .
وطالب باتخاذ جميع الإجراءات التي تكفل حرية الاعلام وخاصة في الاطار الدستوري من اجل ضمان حرية التعبير من خلال اصدار التشريعات الحكومية لتحقيق ذلك . واوضح ان حرية تدفق المعلومات الى العراقيين هو احد الشروط الاساسية لإقامة السلام والديمقراطية وسيادة القانون . وشدد على ضرورة دعم الاعلام العراقي بالقدرات المهنية والالتزام الاخلاقي من اجل المساهمة في إبعاد العراقيين عن النزاع الطائفي والحد من الفقر وهو ما يستوجب خلق إعلام حر وتكنولوجيا معلومات تكفل تحقيق بيئة تؤمن حرية التعبير .
واضاف أنه لا أمن ولا استقرار ولا اعمار من دون الوصول الى المعلومات وضمان حرية التعبير عن الرأي من دون خوف من التصفيات الجسدية .
ومن جانبه اشار رئيس لجنة الثقافة والاعلام في مجلس النواب العراقي مفيد الجزائري الى الدور الخطر الذي يقع على عاتق الاعلام العراقي في اوضاع بلاده المعقدة الحالية . وأكد ضرورة مساعدة الإعلام العراقي على المساهمة في تحقيق أمن واستقرار البلاد . واشار رئيس هيئة الاعلام والاتصالات العراقية سيامند عثمان الى اهمية تنمية اعلام عراقي يكون متوازنا وقويا قادرا على خدمة العراق اعلاميا وماديا وبشريا . واشار الى الدور الكبير الذي يمكن ان يلعبه الاعلام العراقي في تجميع كل الطوائف والقوى العراقية على هدف واحد هو مصلحة العراق وتحقيق امنه واستقراره .
اما ممثل الجامعة العربية محمد تمليش فقد تحدث عن اهتمام الجامعة بتنمية الاعلام العراقي من اجل الحفاظ على عروبة البلاد ونبذ العنف والارهاب وتحقيق التوافق بين قوى البلاد المختلفة . ومن جهته قال باولو لوبتو ممثل برنامج الامم المتحدة للتنمية في العراق انه لايمكن تحقيق الديمقراطية من دون حرية ونزاهة الاعلام وخاصة في ظروف العراق الحالية . ودعا الى هياكل إعلامية عراقية تكون على اعلى المستويات المهنية من اجل ضمان إعلام حر وسليم . واكد اهمية ان تكون المؤسسات الاعلامية العراقية مستقلة اداريا وماليا حتى لاتخضع للضغوطات التي تسعى إلى حرفها عن نزاهتها . واكد ضرورة اتخاذ جميع الاجراءات الضرورية لحماية الصحافيين من القتل نتيجة دفاعهم عن الحقيقة .
اما علي جبور مفوض لجنة الاعلام والاتصالات فقد دعا إلى بيئة تحترم الحريات الصحافية وتصون تراث العراق التعددي والمتنوع لمجتمعه . واكد ضرورة احترام تدفق المعلومات وتوفير خدمات الانترنت وشبكاته . وطالب بإبعاد الاعلام العراقي عن الضغوط الحكومية والحزبية والطائفية والمالية من اجل ضمان سلامة المجتمع الفكرية . وشدد على ضرورة حماية الصحافيين الجسدية وضمان تمكنهم من الدفاع عن اسس المعرفة وحرية التعبير .
موضوعات المؤتمر وورش اعماله
وسيتم خلال المؤتمر تقديم بحوث وتقارير عن حرية التعبير والتنمية الاعلامية في العراق وملكية وسائل الاعلام واستقلالية العمل الاعلامي وتعدديته والمعايير المهنية والاخلاقية للاعلام واطر عمل التنظيم والتشريع في المؤسسات الاعلامية وكيفية دعم وتطوير وسائل البث الاعلامي .
وتم اليوم لدى بدء اعمال المؤتمر الذي ينعقد في مقر منظمة اليونسكو في العاصمة الفرنسية تقديم دراسات وبحوث من ممثلين عن الحكومة العراقية ومنظمة اليونسكو وبرنامج الامم المتحدة للاعلام والاتصال وهيئة الاعلام والاتصال العراقية تتعلق بالتحديات التي تواجه الاعلام العراقي ومستقبله والدعم الدولي للاعلام في العراق .. والوضع الراهن للاعلام وتعريف الاهداف الممكن تحقيقها لتنمية الاعلام . كما ستتم مناقشة موضوعات تتعلق بسلامة الصحافيين وحمايتهم وتقديم شهادات حية عن اوضاع الصحافيين العراقيين في الظروف الحالية كما يتم عرض فيلم من انتاج هيئة الاعلام والاتصالات العراقية يحمل عنوان (مهنة المخاطر في بلد المخاطر) .
وسيتم غدا تقسيم المؤتمرين على ست ورش عمل : الاولى حول الملكية واستقلالية التحرير الصحافي .. والثانية عن المعايير المهنية للعمل الاعلامي .. والثالثة حول بناء الانسان والمؤسسات ودور المرأة فيما ستكون الرابعة عن الاسواق الاستثمارية التجارية في مجال الاعلام والخامسة عن خدمات البث الاعلامي العام والسادسة حول اطر العمل التنظيمي والتشريعي في الاعلام . اما اليوم الثالث والاخير من المؤتمر وهو الاربعاء المقبل فسيخصص لمناقشة تقارير الورش الست واعلان البيان الختامي حول "الخطوات التالية للاعلام العراقي" .
تحديات عدةتواجه الصحافيين العراقيين
وفي كلمة مشتركة تمهد للمؤتمر يقول المدير التنفيذي العام لهيئة الاعلام والاتصالات العراقية الدكتور سيامند عثمان والامين العام لقسم الاتصالات والمعلومات في منظمة اليونسكو الدكتور عبد الواحد خان ان هيئة الاعلام والاتصالات في العراق قد تأسست منتصف عام 2004 ككيان تنظيمي مستقل بسلطة حصرية لترخيص وتنظيم البث الاذاعي والتلفزيوني والاتصالات في العراق . ويوضحان انه اضافة الى هذه المسؤوليات التنظيمية ألزم القانون الهيئة بالعمل على تطوير وتنمية الاعلام العراقي ومن ضمنه الصحافة والانترنت ووسائل الاعلام الاخرى وفق افضل التجارب العلمية العالمية المعتمدة ووفقا لمتطلبات القانون الدولي الخاص بحرية التعبير واستقلالية الاعلام .
ويضيفان انه بعد تشكيل الحكومة العراقية الدستورية الاولى في اواخر حزيران (يونيو) عام 2004 فان الوقت قد حان لتناولمجموعة التحديات التي واجهت الصحافيين العراقيين ووسائل الاعلام .. مشيرين الى انه على الرغم من انجاز الكثير لانشاء الاطار المؤسساتي فان هذه الانجازات قد تنهار اذا لم يتم دعمها بالشكل الصحيح فيما يبقى الكثير مما يجب انجازه من اجل حماية الصحافيين .. اضافة الى ان الجهود المستقبلية للدول المانحة وانشاء المؤسسات ستكون اكثر فاعلية اذا تم تنسيقها بشكل افضل .
ولهذه الاسباب مجتمعة اوضحا ان هيئة الاعلام والاتصالات تعقدهذا المؤتمر حول اهمية التحديات التي تواجه الاعلام العراقي وذلك بالمشاركة مع منظمات الامم المتحدة لتشجيع كل الاطراف للعملمعًا نحو الاهداف المشتركة ومن اجل تناول مواضيع مثل : سلامة الصحافيين ، التعاون الدولي ، الملكية ، استقلالية التحرير، التعددية ، المعايير المهنية ، قدرة البناء الانساني والمؤسساتي ، الاسواق الاستثمارية التجارية ، خدمات البث الاعلامي العامة ، اطر العمل التنظيمي التشريعي . واوضحا انه لذلك تم عقد اجتماع للتخطيط لهذا المؤتمر وذلك في باريس في حزيران (يونيو) الماضي بين ممثلي هيئة الاعلام والاتصالات ومنظمة اليونسكو وتم الاتفاق فيه على فترة المؤتمر الحالي وجدول اعماله بمشاركة مابين 250 و300 خبير واعلامي من العراق ومنظمات دولية واقليمية غير حكومية والدول المانحة ومسؤولين عن الحكومة العراقية وصانعي القرار الاخرين .
العراق اخطر بلد في العالم على الاعلاميين
وينعقد مؤتمر باريس في وقت اكدت منظمة مراسلون بلا حدود أن العراق يعد أخطر بلد في العالم على العاملين في القطاع الاعلامي .
وتقول المنظمة في تقرير نشرته مؤخرا ان العراق وللسنة الرابعة على التوالي يعتبر أكثر دول العالم خطورة على حياة العاملين المحترفين في القطاع الاعلامي. واشارت الى ان 64 من الصحافيين ومعاونين اعلاميين قتلوا خلال العام الماضي 2006 فيما وصل عدد القتلى منهم منذ بداية الحرب على العراق إلى 139 صحافيا وإعلاميا أي اكثر من ضعف عدد الصحافيين الذين قتلوا خلال 20 عاما استمرت فيها الحرب في فيتنام التي سجلت مقتل 63 صحافيا بين عامي 1955 و 1975. وقالت انه طلبت من الرئيس العراقي جلال طالباني باتخاذ تدابير من شأنها أن تضع حدا لهذه الممارسات ضد الصحافيين. وقد وضع مؤشر احترام الحريات الصحافية الذي تصدره المنظمة سنويا العراق في المرتبة 154 من اصل 168 دولة شملها التصنيف, مقارنة بالمرتبة 157 احتلها العراق في عام 2005.
ومن جهتها اكدت لجنة حماية الصحافيين في اميركا إن العراق هو الاكثر قتلا للصحافيين وإنه قتل في العراق منذ اذار (مارس) عام 2003 حين اندلعت الحرب في العراق حوالى 80% من الصحافيين والإعلاميين المساعدين الذين لقوا حتفهم أثناء آدائهم مهامهم حول العالم.
وقالت اللجنة من مقرها في الولايات المتحدة إن "ما لا يقل عن 76 صحافيا و 42 إعلاميا قتلوا في العراق منذ آذار / مارس 2003 ليكون بذلك الصراع الأكثر قتلاً للإعلاميين في التاريخ الحديث." وشهدت الفترة الأخيرة تسارعا في وتيرة استهداف الصحافيين العراقيين بعد تعرض عدد كبير منهم للاعتقال والضرب والخطف..والأدهى من ذلك مسلسل القتل الذي بدأ و لا أحد يعرف متى يتوقف.