انقطاع امدادات النفط الروسي الى بولندا والمانيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
وارسو: توقفت امدادات النفط الروسي الى بولندا والمانيا صباح اليوم عند الحدود البولندية البيلاروسية فيما تتهم موسكو مينسك بانها تسحب نفطا روسيا بصورة غير شرعية لدى مروره في اراضيها الى اوروبا الغربية عبر انبوب درويبا. واعلن المتحدث باسم الشركة البولندية لانابيب النفط توماس زاكجيفسكي ان "الامدادات اضطربت ليل الاحد الاثنين ثم توقفت تماما صباح اليوم الاثنين في انبوب درويبا (صداقة) الاساسي الذي يمون بولندا والمانيا". واضاف ان "انابيب النفط توقفت عن العمل اعتبارا من صباح اليوم الاثنين".
واعلنت مينسك بعد ظهر اليوم الاثنين انها بعثت بصورة عاجلة وفدا الى روسيا برئاسة النائب الاول لوزير الاقتصاد البيلاروسي فلاديمير نايدونوف.وتتهم الحكومة البولندية روسيا بانها مسؤولة عن توقف امدادات النفط. وقد اكدت وزارة الاقتصاد الالمانية صباح اليوم "اغلاق" انبوب درويبا.
وقال متحدث باسم الوزارة "بوسعي ان اؤكد ان انبوب النفط درويبا اغلق" مضيفا "لا نملك معلومات حول اسباب هذا الاغلاق".واكد انه حصل "مرة في الماضي ان بقي الانبوب مغلقا ليوم بسبب الصيانة الفنية" بدون اعطاء مزيد من التفاصيل.
وفي الجانب البيلاروسي اكد كبير المهندسين في شركة غوميل ترانسنفت ان امدادات النفط الى بولندا والمانيا "خفضت" فقط ولم تقطع.لكن هذه الرواية رفضتها على الفور موسكو التي اتهمت مينسك بسحب النفط. وما لبثت ان اعلنت المحطة الاولى للتلفزيون البيلاروسي نقلا عن ادارة شركة غوميل ترانسنفت التي تدير انبوب درويبا "ان مرور النفط عبر انبوب درويبا توقف. ومرور النفط الروسي عبر بيلاروسيا باتجاه بولندا والمانيا وكذلك اوكرانيا لا يتم حاليا". واوضح "ان الانابيب لا تعمل منذ صباح الثامن من كانون الثاني/يناير".
وقال سيمن فاينشتوك رئيس ترانسنفت في تصريح اوردته وكالة الانباء ريا نوفوستي "منذ 6 كانون الثاني/يناير بدأ الجانب البيلاروسي وبطريقة احادية الجانب وبدون اخطار احد في سحب النفط بصورة غير شرعية من انبوب درويبا الوحيد الذي ينقل عبره النفط الى المستهلكين في اوروبا الغربية".وبحسب فاينشتوك فقد تم سحب 79 الف طن من النفط منذ السبت.
وينقل انبوب درويبا الذي يمر عبر الاراضي البولندية 50 مليون طن من النفط سنويا منها 18 مليون طن مخصصة لبولندا فيما يذهب 22 مليون طن الى مصفاتي شفيت ومايدر سبيرغو الالمانيتين بحسب المتحدث باسم الشركة البولندية لانابيب النفط.ويرسل حوالى عشرة ملايين طن الى زبائن اخرين عبر مصفاة غدانسك البحرية بشمال بولندا.
واثر توقف الامدادات نشرت وزارة الاقتصاد البولندية بيانا حرصت فيه على الطمأنة وقالت ان "المصافي البولندية (مجموعات اورلن ولوتوس) تملك احتياطيات كافية" للعمل.واشارت الوزارة الى ان المصافي بامكانها ان تستلم الامدادات في حال دعت الحاجة من مصفاة غدانسك.وبحسب البيان فان "بولندا تملك ايضا احتياطيات استراتيجية من النفط والوقود الاخرى لثمانين يوما، وستستخدمها في حال الضرورة".وتنقل روسيا كل عام عبر الانابيب البيلاروسية حوالى مئة مليون طن من الخام الى بولندا والمانيا وجمهورية تشيكيا وسلوفاكيا وليتوانيا.
لكن المفوضية الاوروبية اكدت اليوم ان توقف امدادات النفط الروسي الى المانيا وبولندا لا يشكل "اي خطر على الامدادات في المدى القصير بالنسبة للاتحاد الاوروبي".واضاف المفوض انه يعتزم دعوة مجموعة من الخبراء الاوروبيين للاجتماع "لتقييم انعكاسات الوضع وفي ما اذا كانت هذه الحال سترغم الدول الاعضاء الى سحب (كميات) من احتياطياتها الاستراتيجية".وقال المتحدث باسم المفوضية المعنية بشؤون الطاقة فيران تراديلاس ان المانيا تملك حاليا احتياطيا يساوي 130 يوما من الامدادات وبولندا اكثر من 70 يوما.ولفتت المفوضية الى ان وقف امدادات النفط الروسي الناجم عن اغلاق انبوب درويبا قد يؤثر ايضا على سلوفاكيا. وقال تارديلاس ان المفوضية لا تعلم بعد السبب الحقيقي لهذا الوقف بدون ان يستبعد امكانية ان يكون "تقنيا".
واعلنت المجر انها سجلت اضطرابا في امدادات النفط في انبوب درويبا الاساسي وانها تستعد لمواجهة انقطاع في هذه الامدادات هذه الليلة حسب ما اعلنت اول شركة مجرية للنفط والغاز اليوم الاثنين في بودابست.واعلنت الشركة في بيان "انها سجلت اضطرابا في امدادات النفط الى المجر في انبوب درويبا. وبحسب معلوماتنا علقت بيلاروسيا امداداتها النفطية الى اوكرانيا. وفي حال لم تستأنف الامدادات النفطية من بيلاروسيا الى اوكرانيا فانها ستتوقف بالتأكيد في المجر ايضا". واضافت الشركة ان لديها احتياطيا يكفيها 90 يوما ولا يمكن استخدامه الا باذن من وزير الاقتصاد جانوس كوكا.
واعلن كوكا انه اجرى اتصالات مع الدول الاخرى المعنية بمشكلة انقطاع امدادات النفط الروسي في انبوب درويبا (المانيا وبولندا وسلوفاكيا وتشيكيا واوكرانيا).وقال خلال مؤتمر صحافي عقده في بودابست ان المجر لم تتلق حتى مساء اليوم الا نصف كمية ال22 الف طن من النفط الروسي التي تتسلمها يوميا. ومطلع العام 2006 واجهت المجر مشكلة مماثلة بسبب الخلاف القائم حول سعر النفط بين روسيا واوكرانيا.