أخبار

أولمرت في الصين سعيا لتشديد موقفها بشأن إيران

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مبارك يدعو إسرائيل إلى التفاوض مع سورية بكين: وصل رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت اليوم الى الصين في مسعى من أجل التقريب بين موقفها وموقف القوى الغربية في مواجهة برنامج ايران النووي. وتأتي زيارة أولمرت التي تستمر ثلاثة أيام في وقت تتراجع فيه نسبة التأييد له في الداخل بسبب فضائح فساد والحرب غير الحاسمة مع حزب الله اللبناني في يوليو (تموز) وأغسطس (اب) والازمة الدبلوماسية مع الفلسطينيين.

وكانت الصين عرضت القيام بدور وساطة في الصراعين مع حزب الله والفلسطينيين مع سعيها لتعزيز استقرار امدادات الطاقة اليها من الشرق الاوسط. وقال مصدر قريب من أولمرت اليوم إن رحلة الصين سوف تساعد أولمرت على تحسين مكانته السياسية في الداخل. وقال المصدر المقرب من أولمرت الذي طلب عدم نشر اسمه "ان لم يكن شيء اخر فان أولمرت يحتاج الى أن يعود للوطن حاملا اعلانا صينيا ما بحسن النية في المسألة الايرانية. وحتى التعبيرات الخطابية الرنانة قد تكون مفيدة". وقال "يمكن توقع ان أولمرت سيكون عاطفيا الى درجة كبيرة في مسألة الخطر على الوجود الذي تواجهه اسرائيل من ايران".

وتركز اسرائيل حتى الان جهودها الدبلوماسية على حليفتها الرئيسية الولايات المتحدة والاوروبي ين. وبدا لكثير من الاسرائيليين أن لتلك الاستراتيجية ما يبررها عندما اتخذت الصين موقفا مغايرا للغرب بتعاملها مع حركة حماس التي تقود الان الحكومة الفلسطينية. غير أن حكومة أولمرت تتوجه الان نحو بكين فيما يبدو بعد ان اكتسبت الصين مثلها مثل روسيا أهمية حاسمة بين البلدان الدائمة العضوية بمجلس الامن الدولي عند التصويت على اي قرارات تتعلق بايران.

وقالت ميري ايسين المتحدثة باسم أولمرت "ستجرى مناقشات بشأن قضايا ثنائية أغلبها قضايا اقتصادية لكنها لا تقتصر على ذلك" خلال الزيارة مشيرة الى مجالات خاصة للتعاون مثل الزراعة وامدادات المياه والعلوم. وأضافت "انني على ثقة من أن المسألة الايرانية ستناقش أيضا رغم أن هذه ليست القضية الرئيسية". وأشارت ايسين الى أنه من المتوقع أن يلتقي أولمرت بالرئيس الصيني هو جين تاو ورئيس الوزراء وين جيا باو ووزير التجارة بو شيلاي.

وتأتي زيارة أولمرت عقب زيارة كبير المفاوضين النوويين الايرانيين علي لاريجاني لبكين الاسبوع الماضي. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن لاريجاني قوله هناك ان طهران لاتزال ملتزمة بمعاهدة منع الانتشار النووي التي تضمن للدول الموقعة حق صنع وقود نووي لاغراض انتاج الطاقة بينما تحظر صنع أسلحة نووية. وقال لاريجاني "لكن اذا تعرضنا لمزيد من التهديدات فستكون مواقفنا أيضا عرضة للتعديل."

وأيدت اسرائيل التي يعتقد أنها تملك الترسانة الذرية الوحيدة بالشرق الاوسط ممارسة ضغوط دبلوماسية على ايران. لكنها لم تستبعد القيام بعمل عسكري لضرب مواقع نووية ايرانية وهو ما قد يزعزع الاستقرار في المنطقة الى حد بعيد.

وأولمرت هو ثالث رئيس وزراء اسرائيلي يزور الصين منذ اقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين قبل 15 عاما وهي فترة شهدت ازدهارا في التبادل التجاري بينهما الذي وصل الى أكثر من ثلاثة مليارات دولار. غير أن ذلك يتضاءل في الاهمية اذا ما قورن باستهلاك الصين الهائل للنفط الايراني الذي يمثل نحو 12 في المئة من وارداتها من النفط الخام.

وقال مسؤول اسرائيلي طلب ألا ينشر اسمه "نحن نود بالتأكيد حدوث تغيير لنمط التصويت الصيني لكن علينا أيضا أن نقبل بالحقائق الاقتصادية القائمة هنا". وأضاف "لا أحد يملي على الصين ما تفعله. اذا اختارت تشديد موقفها بشأن ايران فستحتاج الى مقابل استراتيجي كبير فلنقل مثلا علاقات أوثق مع الولايات المتحدة".

وأيدت الصين الشهر الماضي قرار مجلس الامن فرض عقوبات على تعاملات ايران في المواد والتقنية النووية الحساسة والذي جاء في اطار محاولة لوقف أنشطة تخصيب اليورانيوم الايرانية التي يمكن ان تفضي الى صنع اسلحة نووية. غير أن الصين تجنبت التصريحات ذات اللهجة الصارمة التي تتردد باطراد في واشنطن وبعض العواصم الاوروبية ودأبت على الدعوة الى استئناف الجهود الدبلوماسية لنزع فتيل المواجهة بشأن برنامج ايران النووي الذي تقول طهران انه سلمي. وقال ليو جيانتشاو المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "سنتبادل وجهات النظر بشكل معمق بشأن قضية الشرق الاوسط".

وقال تسانج شياودونج الخبير بشؤون الشرق الاوسط في الاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ان زيارة أولمرت تعد فرصة مهمة للصين لدراسة القيام بدور أكبر في حل مشكلات المنطقة التي لا يزال النفوذ الدبلوماسي لبكين بها محدودا. وأضاف "توجد في الوقت الحالي قضايا كثيرة في الشرق الاوسط والوضع معقد للغاية.. وخاصة القضية الايرانية التي تهم الصين... الزيارة ستزيد الفهم المتبادل".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف