الرئيس التشيكي يعين حكومة جديدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الياس توما من براغ : عين الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس اليوم الوزراء في الحكومة الائتلافية الجديدة التي شكلها رئيس الحزب المدني الديمقراطي ميريك توبولانيك استنادا إلى اتفاق ائتلافي ثلاثي كان قد تم التوصل إليه في الثامن والعشرين من الشهر الماضي بين قيادات أحزاب المدني و الشعب والخضر .وتضم الحكومة الجديدة 18 وزيرا تسعه منهم من الحزب المدني أقوى الأحزاب السياسية في البرلمان التشيكي من بينهم رئيس الحكومة و 5 من حزب الشعب و4 من حزب الخضر .وذكر رئيس الحكومة ميريك توبولانيك بأنه سيسرع في التقدم إلى البرلمان بطلب للتصويت على الثقة بهذه الحكومة وببرنامجها الإصلاحي وانه لن ينتظر الثلاثين يوما التي يمنحها له الدستور للتقدم إلى البرلمان بطلب إجراء تصويت على الثقة غير أن إمكانية حصول هذه الحكومة حسب المراقبين هنا على الثقة تعتبر غير مضمونه لان الأحزاب الثلاثة تمتلك في مجلس النواب 100 مقعد من اصل 200 الأمر الذي لا يوفر لها الأغلبية كما أن بعض أعضاء الحزب المدني وقيادات بارزة فيه مثل نائب رئيس الحزب محافظ العاصمة براغ بافيل بيم عبروا عن عدم رضاهم من منح بعض الوزارات التي يعتبرونها هامة لحزب الشعب مثل حقيبة المالية والتنمية المحلية ..
وقد أكد رئيس الحزب الاجتماعي الديمقراطي أقوى أحزاب المعارضة في مجلس النواب ييرجي باروبيك بأن حزبه لن يدخل في مفاوضات مع قيادات الائتلاف الثلاثي حول التسامح مع هذه الحكومة أو دعمها في البرلمان وان معلوماته تشير أيضا حسب قوله إلى أن نواب الحزب الشيوعي المعارض لن يصوتوا أيضا لصالح منح هذه الحكومة الثقة .
وكان توبولانيك قد سبق له أن شكل حكومة أقلية خلال الخريف الماضي من بين أعضاء في حزبه فقط لكنه اخفق في الحصول على ثقة البرلمان في التصويت الذي جرى في الرابع من تشرين الأول أكتوبر الماضي ولذلك فان هذه المحاولة تعتبر الثانية له .
وتختلف هذه الحكومة عن سابقتها ليس فقط في أنها ائتلافية الطابع وإنما أيضا في انه حدثت تغييرات في الحقائب الوزارية فيها فوزير الخارجية مثلا الكسندر فوندرا عين في الحكومة الجديدة نائبا لرئيس الحكومة للشؤون الأوربية فيما تم إسناد حقيبة الزراعة لبيتر غاندالوفيتش بدلا من حقيبة التنمية المحلية التي كانت له في الحكومة السابقة أما حقائب الداخلية والعدالة والنقل والصناعة والتجارة والصحة والعمل والشؤون الاجتماعية فقد أسندت لنفس الوزراء من الحزب المدني الذين كانوا في الحكومة الماضية أي للانغر وبوسبيشيل ورجيبيتشيك ورجيمان ويولينيك ولنيتشاس . وقد اضطر توبولانيك ليس فقط التخلي عن نصف مقاعد الحكومة لشريكيه في الائتلاف وإنما أيضا للتخلي عن بعض الحقائب الهامة مثل الخارجية التي أسندت لمرشح حزب الخضر كاريل شفارزينبيرغ والمالية لعضو حزب الشعب ميروسلاف كالوسيك والتنمية المحلية لرئيس حزب الشعب ييرجي تشونيك .
ويترأس وزارة الدفاع لأول مرة في تاريخ تشيكيا امرأة هي فلاستا باركانوفا من حزب الشعب كما سيكون للنساء تمثيلا أيضا في الحكومة عبر 3 وزيرات أخريات هن المخرجة السينمائية هانا ترشيشتيكوفا التي عينت وزيرة للثقافة عن حزب الشعب ودانا كوختوفا وزيرة للتعليم وجميلة ستيهليكوفا وزيرة بدون حقيبة وهما من حزب الخضر .يذكر أن الاتفاق الائتلافي الذي جرى التوقيع عليه بين قادة أحزاب المدني والشعب والخضر ميريك توبولانيك وييرجي تشونيك ومارتين بورسيك يقضي بقيام ائتلاف حكومي بين هذه الأحزاب والاتفاق على برنامج الحكومة الجديدة وتوزيع الحقائب الوزارية وقواعد التعاون بين هذه الأحزاب
ويتحدث برنامج الحكومة الجديدة عن تخفيض للضرائب وعن إلغاء المساعدات الاجتماعية العبثية ورفع سن الإحالة على التقاعد والعمل على تخفيض العجز بشكل تدريجي في ميزانية الدولة وتخفيض عدد الموظفين في الدولة وتسهيل جباية الضرائب وإشراك المرضى في تسديد نفقات العلاج بشكل مباشر والعمل على خصخصة شركة الطيران التشيكية والبريد ومطار روزينة في براغ وبحث إمكانية الخصخصة الجزئية لشركة الخطوط الحديدية وأيضا فتح نقاس صريح حول إمكانية انتخاب رئيس الجمهورية من قبل المواطنين مباشرة وليس كما يجري الأمر حتى الآن عن طريق انتخابه من قبل مجلسي النواب والشيوخ .
كما يشدد الاتفاق الموقع أيضا على انه في حال فشل الحكومة في إقرار الإصلاحات التي تريدها في البرلمان فإنها ستقدم استقالتها وتدعو إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة كما انه سيجري الربط بين إقرار القانون الخاص بميزانية الدولة للعام 2008 وبين التصويت على الثقة بالحكومة .