واشنطن لم تخبر بلير او لندن مسبقا بعملية الصومال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إرسال حاملة طائرات أميركية إلى الصومال عادل درويش من لندن، وكالات: أبقى الرئيس الأميركي جورج بوش حليفه الرئيس في الحرب على الارهاب، الزعيم البريطاني توني بلير، في الظلام ولم يستشره او حتى يخبره مسبقا عن نية الولايات المتحدة شن غارات على معسكرات للمتطرفين الإسلاميين في جنوب الصومال فجر اليوم، تستهدف مراكز لمنظمة القاعدة الارهابية، كما لم تعلم لندن مسبقا بموعد العمليات العسكرية من سفن وحاملة طائرات اميركية قبالة ساحل الصومال.
وقد اخبر المتحدث باسم رئيس الوزراء ايلاف مساء اليوم ان العملية العسكرية قبالة شاطئ الصومال كانت " عملية اميركية تخص الاميركيين وامر يتعلق بامنهم".
ورغم إلحاح ايلاف بالسؤال على ممثل داوننغ ستريت، بان بلير وبريطانيا هم حلفاء واشنطن في الحرب على الارهاب، وبالتالي كان من المتوقع، منطقيا "ان يعلم الرئيس بوش حليفه الرئيس بنية اميركافي مطاردة متورطين في الإرهاب ، فإن مصادر داوننغ ستريت التزمت بالخط نفسه في الاجابة، مصرة على انها نشاط يدخل ضمن دائرة السياسة الاميركية والامن الأميركيين في مطاردة واقتفاء اثر الإرهابيين الذين اعتدوا على السفارات الاميركية في شرق افريقيا قبل ثمانية اعوام، حسب قول مصدر رفيع في مكتب رئيس الوزراء، بان الامر هو شأن أميركي، يشير ضمنيا الى ان واشنطن تجاهلت البروتوكول المتوقع من جانب حليف في مكانة بريطانيا، بعدم اخبار لندن مسبقا عن موعد ومكان العملية.
ومعروف ان اهم اسباب الانتقادات الموجهة إلى بلير من البريطانيين، خاصة من اعضاء حزبه انفسهم، هو تحالفه مع الرئيس الأميركي وحربه على الارهاب وتوريط القوات البريطانية في العراق وافغانستان، والتي يعتبرها كثير من الساسة، بمن فيهم البرلمانيون العماليون انفسهم، مصدر احباط وغضب للمسلمين البريطانيين واحد العوامل التي يسوقها ائمة التطرف هنا وعملاء القاعدة في تجنيد الشباب المسلم لعمليات ارهابية.
وكان وزير المالية جوردون براون، والمرشح لخلافة بلير في زعامة الحزب، وبالتالي الحكومة، لمح في مقابلة تلفزيونية الاحد انه سيتخذ نهجا أكثر استقلالية عن اميركا من النهج الذي اتبعه بلير في السياسة الخارجية وأكسبه لقب " كلب واشنطن المدلل" و " صبي مراسلات بوش" لدى الصحافيين والمعلقين ورسامي الكاريكاتير.
وقد اوضحت استطلاعات للرأي هنا أن التأييد الشعبي لبقاء القوات البريطانية في العراق انخفض الى نصف المعدل الذي كان عليه في مطلع عام 2005 ؛الوقت الذي اعلن فيه الزعيم الاميركي نيته ارسال 20 الف من القوات الاضافية لتأمين بغداد.
فقد اوضحت استطلاعات للرأي العام لمؤسسة بوبيولوس، ان 31% من البريطانيين يؤيدون بقاء القوات دون تحديد مهلة زمنية، وحتى تتمكن من اداء كل المهام المطلوبة لضمان حماية الديمقراطية في العراق. والرقم هو نصف نسبة الذين كانوا يؤيدون بقاء القوات غير المشروط في العراق في هذا الوقت منذ عامين.
وقد علمت إيلاف ان الزعيم البريطاني بلير، سينتهج موقفا مغايرا للخطة الاميركية، فبدلا من زيادة عدد القوات البريطانية بتناسب مع الحجم في اتجاه مواز للزيادة العسكرية الأميركية، فإنه سيبدأ في تقليل عدد القوات البريطانية في جنوب العراق في خلال عام.
وقالت المصادر ان الاتجاه الآن هو تخفيض عدد القوات البريطانية في جنوب العراق الى النصف قبل نهاية العام، بشرط موافقة الحكومة العراقية وتمكن قوات الأمن والجيش العراقيين من السيطرة على الأمن.
ويجيء تأكيد مصادر داوننغ ستريت لهذه المعلومات ساعات فقط بعد تصريح جاك سترو، زعيم الأغلبية في مجلس العموم ( ووزير الخارجية السابق) ان نواب مجلس العموم سيلعبون دورا اساسيا في اتخاذ اي قرار للذهاب للحرب.
وكان عدد من نواب العمال تمرد على الحكومة عام 2003 واعترض على الحرب في العراق، وانقذت المعارضة المحافظة الموقف بالتصويت مع توني بلير، الذي شدد ممثلوه للصفوف البرلمانية الضغوط على النواب للتصويت بالموافقة.
البنتاغون يؤكد شن غارة على جنوب الصومال
وكان قد اعلن البنتاغون اليوم الثلاثاء ان طائرة اي-سي-130 تابعة لسلاح الجو الاميركي شنت الاحد غارة على جنوب الصومال ضد زعماء في القاعدة. وقال المتحدث باسم البنتاغون براين ويتمان ان "الجيش الاميركي شن الاحد غارة على الصومال"، مضيفا ان "الغارة كانت تستهدف اشخاصا نعتبر انهم الزعماء الابرز للقاعدة في هذه المنطقة".
واشار ويتمان انه تم شن الغارة بوساطة طائرة من طراز "هيركوليس اي-سي 130" ذات اربعة محركات ومزودة برشاشات. وكانت الحكومة الصومالية اعلنت في وقت سابق ان الجيش الاميركي شن غارة الاثنين على جنوب الصومال ضد قادة القاعدة.
بان كي-مون قلق ازاء الغارات
واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن قلقه ازاء الغارات الجوية التي شنها الطيران الاميركي في الصومال معبرا عن خشيته من ان تؤدي الى تصعيد للمعارك في المنطقة كما اعلنت الناطقة باسمه اليوم الثلاثاء. وقالت المتحدثة ميشال مونتا "بدون الحكم مسبقا على دوافع هذا العمل العسكري، ان الامين العام قلق ازاء البعد الجديد الذي يمكن ان يعطيه هذا النوع من العمليات للنزاع واحتمال ان يؤدي الى تصعيد للمعارك".
واضافت ان الامين العام للمنظمة الدولية عبر عن "قلقه ازاء الاثر الذي يمكن ان تتركه هذه العمليات على المدنيين في جنوب الصومال، وعن اسفه للخسائر في الارواح البشرية".
وقد اقر البنتاغون حتى الان بانه شن غارة جوية الاحد على جنوب الصومال ضد قادة القاعدة.
ايطاليا تنتقد الغارات
وابدى وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما اليوم الثلاثاء معارضة بلاده ل"المبادرات الاحادية الجانب التي يمكن ان تؤدي الى توتر جديد" بعد الغارات الجوية التي شنها الطيران الاميركي في الصومال كما جاء في بيان رسمي.
وافاد البيان الصادر عن الخارجية الايطالية "بخصوص العمليات العسكرية الاميركية في الصومال" ان ماسيمو داليما "اكد مجددا معارضة ايطاليا للمبادرات الاحادية الجانب التي يمكن ان تؤدي الى توتر جديد في منطقة تشهد اساسا عدم استقرار". واضاف وزير الخارجية الايطالية ان "مثل هذه العمليات تنطوي عليها ايضا كلفة عالية على مستوى الضحايا الابرياء من المدنيين".
وايطاليا القوة المستعمرة سابقا للصومال تنتمي الى مجموعة الاتصال الدولية حول هذا البلد مع ممثلي الاتحاد الاوروبي والاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي والجامعة العربية ودول شرق افريقيا وكذلك الولايات المتحدة وبريطانيا والنروج والسويد.
هجوم مسلح على معسكر اثيوبي في مقديشو
إلى ذلك هاجم مسلحون مجهولون مساء اليوم الثلاثاء في مقديشو معسكرا لجنود اثيوبيين قاموا بالرد على الهجوم، على ما قال مقيمون في العاصمة الصومالية. وقال احد المقيمين في مقديشو يدعى محمد احمد كيري لوكالة فرانس برس "حصل تبادل اطلاق نار بالقرب من معسكر في حي ك4 جنوب العاصمة الصومالية.
واضاف انه تم اطلاق صاروخين على المعسكر، موضحا "اننا لا نعلم حتى الآن عدد الضحايا لاننا لا نستطيع الخروج من منازلنا". وكان هذا المعسكر تعرض لهجوم مساء الاحد ايضا. وقتل ثلاثة مدنيين اثر رد القوات الاثيوبية على هذا الهجوم.
وياتي هذا التطور بعد الغارات الجوية التي شنها الجيش الاميركي على جنوب الصومال حيث يعتقد بوجود اسلاميين قريبين من تنظيم القاعدة.
القاعدة الاميركية الوحيدة في افريقيا في جيبوتي
يوجد للولايات المتحدة الاميركية في جيبوتي قاعدتها العسكرية الوحيدة في افريقيا وهي تمثل دعامة في مكافحتها الارهاب في القرن الافريقي وتقع على بعد بضعة كيلومترات من الصومال.
ويفسر اختيار واشنطن جيبوتي المستعمرة الفرنسية السابقة، بالموقع الاستراتيجي لهذه الدولة الصغيرة عند مدخل البحر الاحمر وخليج عدن بين القارة الافريقية والجزيرة العربية.
وتملك فرنسا في جيبوتي اكبر قاعدة عسكرية لها في الخارج.
وقام الجيش الاميركي الاثنين بهجمات في جنوب الصومال ضد اسلاميين يشتبه في علاقتهم بتنظيم القاعدة. وبحسب قناة التلفزيون الاميركية "سي بي اس" فان الهجوم نفذته طائرة اي سي 130 وهي طائرة مسلحة تسليحا ثقيلا ومجهزة برشاشات الية تابعة لقيادة العمليات الخاصة الاميركية في جيبوتي.
غير انه وفي غياب تأكيد للخبر من مصادر اخرى فان الهجوم يمكن ان يكون قد تم انطلاقا من حاملة طائرات تجول في المنطقة وتتبع القاعدة الاميركية في البحرين حيث مقر الاسطول الخامس الاميركي.
واختارت الولايات المتحدة جيبوتي عقب اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001. وفي نهاية 2001 اقامت واشنطن في خليج عدن تحالفا دوليا ضد الارهاب لمنع لجوء عناصر ارهابية محتملة تابعة للقاعدة فارة من افغانستان وباكستان الى المنطقة. وتم تركيز قيادة اركان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في بادئ الامر في بارجة تجوب مياه خليج عدن في عرض سواحل جيبوتي ثم استقرت في 2003 في معسكر ليمونييه في جيبوتي حيث يتمركز حاليا نحو 1500 جندي اميركي.
وهدف التحالف بحسب واشنطن، يتمثل في "رصد وتفكيك وهزم الحركات الارهابية ومنعها من ان تكون تهديدا لشركاء التحالف في المنطقة". وتشارك في التحالف المانيا واسبانيا وبريطانيا وايطاليا وفرنسا التي تحتفظ بقوات بحرية وجوية كبيرة هناك لمراقبة مياه خليج عدن وسواحل الصومال. ومنذ الاسبوع الماضي تجوب بوارج اميركية السواحل الصومالية لمنع فرار فلول الاسلاميين عقب هزيمتهم امام القوات الحكومية الصومالية المدعومة من القوات الاثيوبية.
.