واشنطن قدمت 207 مليون دولار لاعلام العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
دعوات لحماية الصحافيين من القتل والاختطاف
واشنطن قدمت 207 مليون دولار لاعلام العراق
أسامة مهدي من باريس : كشف النقاب في باريس اليوم ان الولايات المتحدة وبريطانيا قدمتا 221 مليون دولار الى اجهزة ومؤسسات الاعلام العراقي منذ عام 2003 حصلت شبكة الاعلام العراقية على نسبة 80% منها بينما طالب صحافيون عراقيون الى تحقيق لكشف اهداف هذا الدعم والجهات التي استلمته في حين دعا خبراء ومسؤولون اعلاميون عراقيون وعرب واجانب الى اتخاذ الاجراءات الكفيلة بحماية ارواح الصحافيين وتأمين سلامتهم .
وقال انتوني بوردن المدير التنفيذي لمعهد صحافة الحرب والسلام في تقرير عن الدعم الدولي الذي قدم الى الاعلام العراقي منذ سقوط النظام السابق عام 2003 ان الولايات المتحدة دفعت الى الاعلام العراقي 207 ملايين دولار وبريطانيا 14 مليونا واليونسكو 4 ملايين ومنظمات اخرى لم يذكرها 3 ملايين دولار . واشار الى ان هذا يشكل الدعم الرسمي لكن هناك دعم قدمته وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) اوضح انه لايعرف مقداره ولا الجهات الاعلامية التي استلمته .
تمويل الاعلام العراقي
واضاف بوردن خلال كلمتة في اليوم الثاني من اجتماعات المؤتمر الدولي المنعقد في باريس عن الاعلام العراقي تحت شعار "نحو اعلام حيوي وحر في العراق " والذي تنظمه بالتعاون مع منظمة اليونسكو هيئة الاعلام والاتصالات العراقية ان شبكة الاعلام العراقية استلمت 118 مليون دولار من هذه الاموال التي حصلت 230 مؤسسة اعلامية عراقية اخرى على بقية المبالغ منها. واشار الى ان هناك مجموعات سياسية ودينية وحكومات اقليمية تقدم ايضا دعما للاعلام المحلي . ومعروف ان شبكة الاعلام العراقية تمتلك فضائية "العراقية" وتصدر مجلة اسبوعة منوعة .
واوضح خلال مناقشة المؤتمر لواقع الاعلام العراقي الراهن ان في العراق حاليا اكثر من 400 وسيلة اعلامية عراقية تابعة لمجموعات دينية وسياسية ورجال اعمال . واقر بوجود فوضى تسود اجهزة الاعلام العراقية نتيجة تسييسها من قبل هذه المجموعات .
وقد طالب زهير الجزائري المدير العام لوكالة اصوات العراق بالزام المؤسسات الصحافية بالكشف عن مصادر تمويلها حتى يطلع الراي العام الذي يقراها ويستمع اليها ويشاهدها على جهات هذا التمويل .
اما ابراهيم المعرشي المسؤول في مركز ستان هوب لبحوث سياسات الاتصال فقال ان ملكية الاعلام العراقي تتوزع على جهات عدة هي : الدولة ومنظمات دولية والقوى الايدلوجية والمنظمات المستقلة . وقال ان الاعلام العراقي شهد بعد سقوط النظام نزعة للدفاع عن قضايا المواطنين ومشاكل المواطنين اضافة الى توفر الفضائيات وتنوعها . واوضح ان هذا يتطلب من الصحافة الاجابة على سؤال فيما اذا كانت قادرة على مواجهة الارهاب والعنف .ودعا الى اقامة معاهد لتدريب الصحافيين وخلق اعلام مستقل ماليا ومهنيا من اجل دعم الحوار والمساهمة في تحقيق الامن والاعمار .
ومن جهته اشار توانا عثمان رئيس تحرير جريدة اوينة الكردية الى اوضاع الصحافة في كردستان فقال ان الاعلام هناك يعاني من قلة الدعم المالي والدولي الذي يذهب الى مناطق العراق الاخرى . واوضح ان الصحافيين في كردستان يعانون من الضغوط والاعتقال واشار الى انه محكوم الان بالسجن ست سنوات مع وقف التنفيذ . ودعا الى تشريعات قانونية تحمي الصحافيين من الضغوط والملاحقات ودعم مؤسساتهم .
اما عباس العيساوي مدير قناة الفرات التابعة للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية فقد اشتكى من قلة الخبرة والامكانات . واكد على ضرورة تاهيل الصحافيين ليكونوا قادرين على المساهمة في مكافحة الارهاب ودعم العملية السياسية .
سلامة الصحافيين وحمايتهم
وفي محور سلامة الصحافيين وحمايتهم تم عرض فيلم عن عمليات القتل والاختطاف التي يتعرض لها الصحافيون في العراق تحت عنوان "مهنة المخاطر في بلد المخاطر" . ثم تحدث جويل كامبانا منسق برنامج الشرق الاوسط في هيئة حماية الصحافيين عن مخاطر يومية تهدد الصحافيين . واكد انه منذ عام 2003 قتل في العراق 120 صحافيا ومساعدين لهم اضافة الى اختطاف 36 اخرين وتم قتل 16 من الصرعى من قبل القوات الاميركية . واوضح ان 80% من الصحافيين القتلى هم من العراقيين و60 منهم اغتيلوا بسبب انتماءاتهم وارائهم وتعليقاتهم في اجهزة الاعلام التي يعملون فيها .
واشار الى ان المؤسف في هذا الامر ان 85% من القتلة مازالوا طلقاء وفارين من وجه العدالة . واضاف ان هذه الجرائم خلقت واقعا يتصف بتاكل منتظم لوجود صحافيين محايدين . ودعا الحكومة العراقية والمنظمات الدولية المختصة الى المساهمة في ملاحقة المجرمين وتوفير الحماية للصحافيين وعائلاتهم .
وقال النائب العراقي مصطفى جمال الدين ان التحدي الاكبر الذي يواجه العراق حاليا هو خلق مجتمع مدني واعلام حر . واكد عدم وجود اعلام حر في العراق نتيجة ارتباطه بالسياسي بسبب الحاجة المادية . وقال ان على عاتق الامم المتحدة يقع واجب دعم استقلالية الاعلام العراقي بجميع الاشكال التي يحتاجها . ودعا مجلس النواب الى تقديم الدعم المالي الى الاعلام العراقي بعيدا عن مساهمة الحكومة في ذلك حتى لايشكل هذا ضغطا عليه.
وقد طالب الخبير الاعلامي ابراهيم نوار رئيس مؤسسة رقابة حرية الصحافة المؤتمر باصدار توصية لتفعيل قرار الامم المتحدة المرقم 1738 الصادر عن مجلس الامن الدولي في 23 من الشهر الماضي والقاضي بالعمل على اتخاذ الاجراءات الضرورة لحماية ارواح الصحافيين .
استقلالية التحرير الصحافي
وفي محور استقلالية التحرير الصحافي تحدث متداخلون عن خطورة الدعم المالي الذي يقدم الى مؤسسات الاعلام واجهزته وخاصة عند تحرير الاخبار وطريقة اعدادها . ومن جهته اشار الدكتور اسامة مهدي في ورقة عمل عن مسؤولية الالتزام بالحقيقة والحيادية عند تحرير الاخبار في الاعلام الالكتروني الى مخاطر التحريف وعدم الدقة في ايصال المعلومات نظرا لسرعة انتشار هذا الاعلام ومتابعة الملايين له من دون اذن او تكلفة او تاخير . واوضح ان التطور التكنولوجي للاتصالات في العالم افرز مشكلة المسؤولية الاخلاقية والمهنية التي يجب ان يتحلى بها صحافو الاعلام التكنولوجي . ودعا الى ميثاق شرف يلتزم فيه الصحافيون بالحقيقة والمهنية عند تحرير اخبار الصحف والمواقع الالكترونية لابعاد المجتمع المتلقي عن الارباك والفوضى والذي قد يصل الى تفجير صراع دام كما يحصل في العراق الذي يغذي العنف فيه اجهزة اعلام متحيزة تبتعد عن نشر الحقائق والمعلومات الدقيقة عن الاحداث بواقعية وصدق .
وكان المدير العام لمنظمة اليونسكو كاشيرو ماتيسيورا قد دعا خلال افتتاح المؤتمر امس الى العمل على تأسيس اعلام عراقي مهني واخلاقي يبعد العراقيين عن العنف الطائفي ويساهم في ايصال المعلومات الحقيقية اليهم من اجل تحقيق الامن والاستقرار والاعمار مشددا على ضرورة اتخاذ الاجراءات الضرورية لحماية ارواح الصحافيين الذين يتساقط العديد منهم ضحايا الارهاب وقمع الكلمة الحرة .
جاء ذلك خلال افتتاح حيث تناقش خلاله دراسات وتقارير وتشكل ست ورش عمل حول حاضر ومستقبل الاعلام في العراق لاصدار اعلان ختامي عن "الخطوات التالية للاعلام في العراق" . وخلال المؤتمر يعكف حوالي 300 خبيرا اعلاميا عراقيا ودوليا على مدى ثلاثة ايام على بحث قضايا عدة تتعلق بحرية التعبير والتنمية الاعلامية في العراق واستقلالية العمل الاعلامي والمعايير المهنية والاخلاقية للاعلام خاصة في العراق وجملة قضايا تتعلق بهذا البلد الذي اصبحت فيه الصحافة تسمى "مهنة المخاطر في بلد المخاطر" .
واضاف ماتيسيورا في كلمته ان هناك صعوبات وتحديات تواجه حرية الاعلام في العراق . واشار الى ان الهدف من المؤتمر هو التاكيد على التزام الحكومة العراقية بالمصالحة وتحقيق الوئام بين العراقيين ومساهمة الاعلام في هذه الجهود . واكد على ضرورة التوصل الى ستراتيجية لحماية وسائل الاعلام ومواجهة العنف الذي يعصف بحياة الصحافيين . واشار الى ان العام الماضي 2006 شهد مقتل 68 صحافيا عراقيا ذهبوا ضحية اصرارهم على حرية التعبير وتشجيع النقاش الحر المثمر .
اختتام المؤتمر
ومن المنظر ان يختتم المؤتمر اعماله مساء يوم غد بعد مناقشة موضوعي المعايير المهنية للعمل الاعلامي وبناء القدرات ودور المراة ةاطر العمل التنظيمي والتشريعي في الاعلام .. ثم اعلان المؤتمر الذي سيكون بعنوان " الخطوات التالية للاعلام العراقي" .
ويشارك في اعمال المؤتمر حوالي 300 خبيرا واعلاميا بمثلون اجهزة الاعلام العراقية ومنظمات عربية ودولية مختصة بحرية الصحافة اضافة الى مؤسسات اجنبية تمول الاعلام واجهزته ومعاهد تتولى تدريب الصحافيين العراقيين واعدادهم مهنيا .