تنظيم القاعدة يتغلغل في خاصرة الأراضي الفلسطينية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
اللحام لـ إيلاف: أرشح الظواهري لبرنامج فجر واربح
تنظيم القاعدة يتغلغل في خاصرة الأراضي الفلسطينية
سمية درويش من غزة: يرى محللون سياسيون وخبراء في شؤون الجماعات الإسلامية، بأن تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامه بن لادن ، بدأ يتغلغل في خاصرة الأراضي الفلسطينية ، بعد أن أطلق أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة كلمة السر لقاعدته خلال الخطابين المتتالين ، وتغذيته للاقتتال الفلسطيني الدائر بين حركتي فتح وحماس ، وهجومه المباشر على الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة فتح. وقد أذكت تصريحات الظواهري الأخيرة التي ركزت على أهمية إرساء القطيعة والتناحر بين الحركتين الرئيسيتين ، شكوكا بأن لنشطاء القاعدة ضلعا في عمليات إطلاق النار وزرع الألغام أمام منازل عناصر كل من فتح وحماس لإيقاع الفتنة بينهما خدمة لأجندتها الخاصة.
وقد شن الظواهري في الواحد والثلاثين من الشهر الماضي ، في تسجيل صوتي هجوما حادا على الرئيس محمود عباس وحركة فتح ، حيث خاطب ما اسماهم بالمجاهدين في فلسطين ، "أن من باع فلسطين من العلمانية ليسو إخوانكم ، فلا تعترفوا لهم بشرعية ، ولا تجالسوهم ، ولا توقعوا معهم الوثائق التي تجعلكم تفقدون فلسطين ". وأضاف قائلا ، " كيف يكون عباس ودحلان إخوانكم ، وقد نمت لحومهما من رشاوي اليهود ومنح الأمريكان ".
وجاء هجوم الظواهري على فتح بعد عشرة أيام من انتقاده اللاذع لحركة حماس لما اسماه ، " التراجع أمام الغرب والذي لن يرضيه عنا مهما بلغت مهارتنا في المناورة والمداورة والمحاورة" ، مستهجنا دخول حماس في إشارة ضمنية إلى الانتخابات الأخيرة ، دون المطالبة بوجود دستور إسلامي ومشاركتها على أساس دستور علماني.
اعتقال شبكة للقاعدة
وقد كشفت وكالة الاستخبارات اليهودية ، النقاب عن أن قوات الجيش الإسرائيلي اعتقلت الليلة في جبال النار "نابلس" شمال الضفة الغربية عددا من النشطاء بدعوة انتمائهم إلى تنظيم القاعدة ، مشيرة إلى أنها على علم بوجود عدد أخر من نشطاء القاعدة في قطاع غزة ، وان المئات من أفراد هذا التنظيم ، قد وصلوا إلى لبنان في إطار مساعيه لتوسيع رقعة نشاطاته في المنطقة.
ويحاول المحلل السياسي ناصر اللحام رئيس تحرير وكالة معا الفلسطينية في تصريحات خاصة لـ"إيلاف" ، التقليل من حجم وجود القاعدة بالأراضي الفلسطينية ، قائلا ، في فلسطين كل خلية في أي حارة تقدم أكثر من تنظيم القاعدة، وإذا كان بعض الشبان في فلسطين أعجبوا بالبريق الإعلامي الذي تقدمه القاعدة على شاشات الفضائيات ، إلا ان هذا لن ينجح في فلسطين وسرعان ما يكتشفون أن القاعدة مشروع خاسر قياسا مع التنظيمات الفلسطينية الوطنية الأخرى .
غير أن صاحب الجمهور والنظرة التحليلية الواسعة عاد ليقول ، بان تنظيم القاعدة يعتمد بالأساس على عنصرين ، الأول هو التعصب والتطرف ، وهذا موجود في مناطق التوتر والصراع الذي تتسبب به الولايات المتحدة في أرجاء العالم ، والثاني هو المال الوفير والذي توفره أيضا جهات تنظيمية وسياسية. وتابع اللحام قائلا لـ"إيلاف" ، " من الناحية النظرية هذان العنصران موجودان في فلسطين ، ولكن عمليا من الصعب وجود تنظيم القاعدة هنا لان النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي يحتاج إلى مسؤوليات عظام وجسام وهو ما لا تتحمله القاعدة ، مشيرا إلى ان القاعدة تريد ان تفجر هنا او هناك وتعيش على الصدى الإعلامي لهذه العملية او تلك لأعوام تالية وان تتحول إلى أسطورة.
ولفت المحلل السياسي الكبير ، إلى أن القاعدة في كل تاريخها لم تبن مدرسة ، ولم تعبد شارعا ولم تمد جسرا ولم توزع هدية على طفل فقير ، موضحا أن خطابات الظواهري او بن لادن على الفضائيات لا تثير حماسة أي فلسطيني بقدر ما تثير خوف أميركا وبعض الدول غير الواثقة بنفسها . وأشار إلى أن الظواهري دائم الالتصاق بالخبر الفلسطيني لأنه يبحث عن الشهرة ، حيث قال اللحام ، " لقد تحول الظواهري إلى مهرج إعلامي يسمع الأخبار من جهة ، ويرسل لنا تعقيبه عليها من جهة أخرى" . ويرشح المحلل السياسي الظواهري لوظيفة في إحدى الفضائيات مذيعا لديها أو مقدم برنامج أسبوعي يحمل عنوان "فجر واربح" فيكون ذلك أوضح للجمهور واقل عناء لأصحاب محطات التلفزة ، بحسب تعبيره.
القاعدة تستفيد من حرب حماس وفتح
وفي هذا الإطار أيضا يقول الباحث الفلسطيني وئام مطر ، بان تنظيم القاعدة يرى أن حماس بدخولها الانتخابات تكون بذلك دخلت العملية السياسية السلمية , واعترفت بأوسلو وقبلت التعامل مع القيادات الفلسطينية التي تجعل من واشنطن مرجعية لها , ولذا فإن فلسطين بحاجة إلى تنظيم قوى آخر يرفض العملية السياسية ويرفض التعامل مع تلك القيادات , فيكون بذلك التنظيم الأول الذي يتبنى هذا المنهج .
وبحسب مطر ، فان السبب الثاني الذي أعتمد عليه تنظيم القاعدة في زرع نفسه بفلسطين فهو الاقتتال الداخلي بين حركة حماس وفتح وتناحرهما , وتحديدا ما صدر عن كلا القيادتين من تخوين وتشهير ، وان الظواهري لم يكن ليهاجم أبو مازن ودحلان , وينتقد حركة حماس ، إلا بعد ما صدر من كلا الحركتين , وعقب موجة العنف التي تسود الأراضي الفلسطينية وذهب ضحيتها العديد من الطرفين , وان هذا الاقتتال سيضعف حسب رؤية تنظيم القاعدة من الطرفين , فتكون فلسطين أرضا خصبة لاستقبال القاعدة.
وفصل مطر في مقاله ، رؤية القاعدة فحماس هي الخاسرة التي أشار إليها الظواهري في خطاباته الأخيرة , وهو ما يكون حتما الوقت المناسب لوجود القاعدة في فلسطين بظل تزايد مؤيدي القاعدة ومناصريها ، بحسب رأيه.
الظواهري استغل بوادر الفتنة.
من جانبه قال د. عصام شاور الكاتب الصحافي والمهتم بشؤون الجماعات الإسلامية ، أن الظواهري في خطابه الأخير أراد أن يستغل بوادر الفتنة الداخلية على الساحة الفلسطينية , وأراد من التيار الإسلامي ممارسة العقيدة الظواهرية التي تدعو إلى الولاء والبراء بمفهومها الخاطئ , فأراد تقسيم فلسطين إلى فسطاطين , فسطاط الإسلام وفسطاط الكفر , يسعى إلى تقسيم الأهل إلى مؤمنين وكافرين , حتى يقتل الأخ أخاه والأب ابنه , والقريب قريبه لندخل الجنة بعضنا ببعض ، بحسب مفهوم رجل القاعدة الثاني.
فتح تدعو حماس لإبراز الفارق بينها وبين تنظيم القاعدة
وقد قالت حركة فتح في بيان لها عقب الهجوم الظواهري عليها ، أن " بمستطاع فتح وحماس وبقية التنظيمات أن "يدوخوا أعدائهم إن هم توحدوا على برنامج واحد يتكفل بنقل الكرة إلى ملعب الأعداء ومن سار بركابهم من بعيد" ، مبينة بأن المئة عام الأولى من عمر كفاح الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال قد انقضت من دون أن يطلق تنظيم القاعدة رصاصة واحدة على الاحتلال في فلسطين أو ما حولها.
وجاء في بيان فتح ، أن القاعدة كانت تملك إحداثيات المواقع الإستراتيجية بإسرائيل ، ولكنها فضلت أن تخص فلسطين بحمم الفتنة بدل مواجهة أعدائهم ، معبرة عن ازدرائها الحاد من دعوة الظواهري الفلسطينيين إلى التخلي عن قيمة الأخوة التي تجمعهم عندما دعا إلى عدم اعتبار الرئيس الفلسطيني والنائب محمد دحلان إخوة للفلسطينيين. وأهاب البيان بحركة حماس لتوجيه البطاقة الحمراء بحزم ضد تدخلات القوي التي أسمتها بالظلامية في الشأن الفلسطيني عبر التلفاز وعن بعد قارات من الواقع الفلسطيني ، موجهة نداء لحركة حماس للعمل الجاد على إبراز الفارق الثقافي والسياسي بينها وبين تنظيم القاعدة واستخدام لغة مختلفة عن لغة التخوين ونهج التكفير الذي يتبعه تنظيم القاعدة.