الصومال: ردود فعل دولية تجاه القصف الأميركي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اديس ابابا: اثارت الغارات الاميركية على اهداف اسلامية في الصومال "قلق" قسم من المجتمع الدولي، وخصوصا الاتحاد الافريقي وافرقاء اوروبيين، فيما دافعت واشنطن عن نفسها في مواجهة هذه الانتقادات.واعرب رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري اليوم الاربعاء عن "قلقه" داعيا الاطراف الى "الامتناع عن اي تحرك من شأنه تعقيد الوضع" في الصومال.
بدورها، عبرت فرنسا عن "قلقها" معتبرة ان هذه العمليات "تعقد الوضع في الصومال وقد تزيد من التوترات الحادة اصلا في هذا البلد".من جهتها، دانت ايران الغارات الاميركية وطلبت "من الدول الاجنبية عدم التدخل في الشؤون الداخلية للصومال" وفق المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني.
في المقابل، دافعت الولايات المتحدة اليوم عن تدخلها العسكري في الصومال، موضحة انه يهدف الى الحؤول دون ان يصبح هذا البلد "ملجأ للارهابيين".وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية توم كايسي ان "الولايات المتحدة اتخذت هذه التدابير لاننا نملك معلومات عن وجود مسؤولين كبار للقاعدة" في هذا البلد.وكانت الولايات المتحدة اعلنت الثلاثاء انها نفذت غارات جوية في الصومال، في اول عمل عسكري رسمي منذ الانسحاب الاميركي من هذا البلد عام 1994، مؤكدة ان الهدف ينحصر بشل حركة قادة تنظيم القاعدة. وقتل على الاقل 19 مدنيا صوماليا وفق شهادات ادلى بها زعماء محليون .واستهدفت غارات جديدة الاربعاء اقصى جنوب الصومال حيث تتحصن اخر قوات الاسلاميين وعناصر من القاعدة وفق الاميركيين الذين عززوا وحداتهم الجوية والبحرية قبالة السواحل الصومالية.
واعلنت لندن دعمها لهذا التحرك العسكري من دون ان تسمي الولايات المتحدة.وقال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير "اعتقد انه اذا حاول (ارهابيون) السيطرة على الحكام ومنع الناس من ممارسة حياتهم كما يريدون، فحماية اولئك الذين يحاربون الارهاب امر محق".
بدوره، وافق نائب رئيس المفوضية الاوروبية فرنكو فراتيني على الاجراءات الاميركية داعيا الى "وجوب محاربة قواعد القاعدة في الصومال" ومؤكدا ان "المشكلة لا تكمن في الاميركيين بل في الارهابيين".وجاء موقفه متمايزا عن موقف المفوضية الاوروبية الثلاثاء.وكان امادو التافاج المتحدث باسم المفوض الاوروبي للتنمية لوي ميشال قال ان "حادثا من هذا النوع لا يساعد على المدى الطويل"، مبديا تخوفه من تدهور الوضع الى "سيناريو صدام بين الديانات والحضارات".
كما اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن قلقه.وقالت المتحدثة باسمه ميشال مونتا "بدون الحكم مسبقا على دوافع هذا العمل العسكري، ان الامين العام قلق ازاء البعد الجديد الذي يمكن ان يعطيه هذا النوع من العمليات للنزاع واحتمال ان يؤدي الى تصعيد للمعارك".وابدى وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما الثلاثاء معارضة بلاده ل"المبادرات الاحادية الجانب التي يمكن ان تؤدي الى توتر جديد".
وفي السياق نفسه، قال وزير الدولة النروجي للشؤون الخارجية ريموند جوهانسن "اننا ندعم مكافحة الارهاب لكننا نعتقد ان الوسيلة الافضل لمواصلة المعركة هي امام محكمة قضائية".وفي افريقيا، اثارت الغارات الاميركية انتقادات قليلة لكنها لم تستقطب سوى دعم خجول باستثناء موقف الرئيس الصومالي عبدالله يوسف احمد الذي اكد "حق الاميركيين في تنفيذ غارات ضد عناصر من القاعدة اينما كانوا".واضاف ان "من هاجموا السفارتين الاميركيتين في كينيا وتنزانيا كانوا هنا (في جنوب الصومال) والقيام بتلك الهجمات كان امرا جيدا وفي اللحظة المناسبة"، في اشارة الى الهجمات التي تبنتها القاعدة واسفرت عن 224 قتيلا على الاقل عام 1998.
منظمة المؤتمر الاسلامي
وفي نفس الإطار ابدت منظمة المؤتمر الاسلامي اليوم الاربعاء قلقها حيال الغارات الاميركية في الصومال داعية الى وقف التدخل الاجنبي في هذا البلد.واعرب الامين العام للمنظمة اكمل الدين احسان اوغلي في بيان عن "قلقه البالغ حيال الضربات الجوية في اقصى جنوب الصومال والتي تسببت بمقتل العديد من الابرياء".واقرت الولايات المتحدة الثلاثاء بشن غارات على الصومال، في اول عمل عسكري منذ الانسحاب الاميركي من هذا البلد عام 1994، وتحدثت واشنطن عن تحصن عناصر من الميليشيات الاسلامية ومن تنظيم القاعدة في اقصى جنوب الصومال.
ودعا اوغلي الدول المجاورة للصومال والقوات الدولية الى "الوقف الفوري لتدخلها العسكري في الصومال".واعلن ايضا ان بعثة رفيعة المستوى من منظمة المؤتمر الاسلامي سيتم ارسالها "قريبا جدا" الى الصومال والدول المجاورة.