أخبار

الحكومة ترد على حزب الله و بري يصف الوضع بالخطير جدا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

مجلس الوزراء يرد على ملاحظات "حزب الله"
بري:الوضع السياسي خطير جدا

إيلاف- بيروت, وكالات:حذر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الخميس من "الاستمرار في تجاهل مطالب الناس" واصفا الوضع السياسي في البلاد بأنه "خطير جدا". ولفت بري الذي يرأس (حركة امل) في تصريحات صحافية الى ان المعارضة اللبنانية اثبتت حرصها على "التحرك السلمي وعلى المشاركة والوحدة الوطنية". وقال "نحذر من استمرار تجاهل مطالب الناس التي باتت غير مقتنعة باستمرار وتيرة الضغط الحالية المتبعة" مشيرا الى ان استمرار "الموقف على هذا الشكل فانه سيؤدي بالبلاد الى "ما لا تحمد عقباه ولا اعتقد ان هذا من مصلحة احد وخصوصا الاكثرية الحاكمة". يذكر ان المعارضة اللبنانية بقيادة (حزب الله وحركة أمل) قد بدأت اعتصاما مفتوحا في وسط بيروت منذ مطلع شهر ديسمبر الماضي بهدف اسقاط الحكومة وتشكيل حكومة وحدة وطنية الامر الذي اعتبرته الحكومة "انقلابا على الشرعية".

محادثات مع سفيري السعودية و مصر
من جانب آخر، عرض رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة مع السفير المصري في لبنان حسين ضرار التطورات الراهنة والجهود المبذولة لحل الأزمة في لبنان. واستقبل السنيورة، بعد ظهر اليوم في السراي الكبير، رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، يرافقه الوزيران مروان حمادة وغازي العريضي، وجرى عرض للأوضاع العامة والتطورات.

وقال السفير ضرار بعد اللقاء: "ان الأزمة الحاصلة في لبنان طالت، والمسؤولية تقع على جميع الأطراف، وحالة اليأس والأمل تزداد لدى الناس، لذلك لا بد من التوصل إلى حلول وسط ومقبولة من الجميع، وهناك مبادرة مطروحة تتضمن أفكارا وتعطي لكل فريق حقه. ففي أي نزاع يكون هناك حل وسط ولا غالب ولا مغلوب، وهذا ما اقر به الطرفان". وردا على سؤال حول مصير المبادرة العربية قال: "المبادرة لا تزال موجودة وأفكارها لا تزال مدار نقاش، ولكن الحل لا يمكن أن يأتي بين ليلة وضحاها، وهي طالت لان الاطراف المعنية بالنزاع كثيرة، ونحن نأمل ان تكون ديموقراطية البحث هي سبب هذه الإطالة".

وفي رده على السؤال عن التحذير الذي أطلقه وزير الخارجية المصري مبني على معلومات محددة، قال السفير المصري "هذا التحذير ليس جديدا، وهو تكرار لتحذيرات سابقة، وهو موجه الى الجميع وليس الى طرف، وأنا استغرب علامات الاستفهام التي وضعها البعض في لبنان على هذا التحذير، هناك اهتمام كبير بالملف اللبناني الذي يحتل أولوية متقدمة كبيرة في كل مكان في العالم". وكشف السفير ضرار عن أن عودة ألامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مرهونة بالمستجدات على الساحة اللبنانية وهو التقى في العاصمة الإسبانية مدريد الرئيس أمين الجميل حيث الجلسة الافتتاحية لـ"مؤتمر مدريد بعد 15 عاما"، واستعرض آخر التطورات على الساحة اللبنانية، لا سيما لجهة العراقيل التي تعترض مبادرة الجامعة العربية. كما تم البحث في مجموعة من الأفكار التي من شأنها أن تخرج الأزمة في لبنان من المستنقع الراهن، تمهيدا للزيارة التي سيقوم بها رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة للقاهرة في الأيام المقبلة".

كذلك، التقىالنائب مروان فارس امس الخميس سفير المملكة العربية السعودية في لبنان عبد العزيز الخوجة وعرض معه الاوضاع العامة، وأعلن عن اجتماع موسع يعقد بين وفد من الأحزاب اللبنانية والسفير السعودي لنقل مذكرة إلى المملكة الأسبوع . بعد اللقاء، قال فارس "اكدنا لسعادته ضرورة تشكيل حكومة وطنية في لبنان يشارك فيها جميع الاطراف الحقيقيين للشعب، كما اكدنا له مواقف المعارضة الوطنية في السعي لتشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي للسعي الى كشف الحقائق في مسلسل الاغتيالات التي حصلت، على ان لا تكون المحكمة هذه ذات طابع سياسي فينحصر دورها في مهماتها القضائية. كما كان اللقاء مناسبة للتحضير لاجتماع واسع سوف يعقد بين وفد من الاحزاب الشخصيات الوطنية اللبنانية والسفير عبد العزيز الخوجة لنقل مذكرة تقدم للمملكة في الاسبوع المقبل".

كما اجتمع الجميل مع موفد الأمين العام للامم المتحدة لمتابعة تنفيذ القرار 1595 تيري رود لارسن، وبحث معه في آخر التطورات على صعيد تطبيق القرارات الدولية في شأن لبنان. كما تم التوقف عند تداعيات الأزمة الحكومية الراهنة وتأثير ذلك على تطبيق القرار الدولي 1701، لا سيما على قوات الطوارىء الدولية في الجنوب وضرورة دعم الحكومة اللبنانية في مبادراتها السياسية والاقتصادية عشية انعقاد مؤتمر باريس 3-.

وكان الرئيس الجميل ألقى كلمته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "مدريد بعد 15 عاما" المنعقد في العاصمة الاسبانية، أشار فيها الى ان النزاع السوري - الاسرائيلي بقي معلقا من دون حل، رغم هدوء جبهة الجولان على مدى ثلاثة عقود، فكان التوافق الموضوعي لمصالح النظام في سوريا واسرائيل ان ينزلق النزاع بينهما الى الساحة اللبنانية. أضاف "وتفاقمت أزمة النظام السياسي العربي ليس فقط بفعل ظاهرة الراديكالية الاصولية، وإنما أيضا بفعل الصعود غير المتوقع لايران كقوة اقليمية ذات امكانات وزخم اديولوجي غير مسبوق مع طموح لتصدير الثورة الخمينية، وما يحمله ذلك من دلائل مذهبية الى الطموح للعب دور في النزاع العربي - الاسرائيلي في شكل مباشر وعبر تحالفات من جنوب لبنان الى غزة. وفي لبنان تم حصر المقاومة في اطار "حزب الله" وما يحمله من اقصاء لبقية الاطراف اللبنانية من حقها في تحرير الارض، مما ادى الى تناقض داخل الكيان اللبناني حول من يمسك بقرار الحرب والسلم، حتى نشوء ظاهرة الدولة ضمن الدولة التي استمرت الى ما بعد التحرير في العام 2000 على نحو ادى الى تفجير الحرب في صيف العام 2006 المنصرم.

وختم بالقول ان التحديات امام رؤية مدريد بعد 15 عاما تبدو جسيمة، وتحتاج الى مقاربة مختلفة مما يستدعي انعقاد مؤتمر جديد للشرق الاوسط يكون من عناوين النظام الدولي الجديد. ووقوفا عند المسألة اللبنانية كنقطة ساخنة في أزمة الشرق الاوسط، وتبقى وليدة مأزق السلام العربي - الاسرائيلي. فكما ان حل النزاع العربي - الاسرائيلي هو المدخل الصحيح لحل الازمة اللبنانية، كذلك ان حل الازمة اللبنانية والحفاظ على لبنان مستقل ديموقراطي ومتعدد هو الضمانة لقيام الدولة الديموقراطية الحديثة في العالم العربي القادرة وحدها على حفاظ ديمومة السلام في الشرق الاوسط. إن دعم مسيرة السلام العالمي وحوار الناس مع بعضهم البعض يقضي أولا بمساعدة لبنان على تجاوز محنته، ودعمه لتحقيق أمنه وسلامه الداخلي في وجه كل التدخلات والاختراقات الخارجية، وثانيا تشجيع أهله على المزيد من التلاقي والحوار الوطني في إطار استراتيجية دولية ترمي الى إشاعة ديناميكية التواصل السلمي بين الناس والشعوب والدول".

لحود يرى الحل في عقد مؤتمر دولي

في غضون ذلك، قال الرئيس اللبناني اميل لحود ان الفرصة مواتية حاليا لعقد مؤتمر دولي على غرار مؤتمر مدريد لوضع اسس لحل عادل وشامل في المنطقة. وقال بيان رئاسي ان الرئيس لحود اكد خلال استقباله اعضاء السلك القنصلي المعتمدين في لبنان اهمية المحافظة على "قوة تسمح بالوقوف بوجه اسرائيل الى حين التوصل الى سلام شامل ودائم في المنطقة".

وفي الشأن الداخلي لفت الرئيس لحود الى ان "الاوان لم يفت بعد حول الاتفاق على حكومة وحدة وطنية يكون للجميع كلمة في داخلها داعيا الى الكف عن الاستقواء بالخارج". ورأى ان من حق "الشريحة الكبرى من اللبنانيين ان يكون لها نسبة الثلث زائدا واحدا في الحكومة لتتمكن من المشاركة وليس للتعطيل والتهديد بالاستقالة كما يدعي البعض" معتبرا الحكومة الحالية "غير موجودة ولا يمكنها بالتالي تسيير الاعمال". وعن المؤتمر العربي والدولي لدعم لبنان (باريس 3) كرر موقفه الداعم لهذا المؤتمر ولكن على اساس ان يكون للمعارضة اللبنانية كلمتها في الموضوع.

الحكومة ترد على "حزب الله"

و في هذا الاطار و ردا على بيان حزب الله حول الورقة الاصلاحية للحكومة التي تزمع تقديمها الى مؤتمر (باريس 3)، اكدت الحكومة اللبنانية انه ليس هناك اي التزامات سياسية ستترتب على عقد المؤتمر العربي والدولي لدعم لبنان (باريس 3). و جاء التأكيد في بيان اصدره المكتب الاعلامي في رئاسة الوزراء.

وقال البيان ان الحكومة " لمست في بيان (حزب الله) جدية طيبة في التعاطي مع الورقة الاصلاحية وهي تقدر هذه المبادرة البناءة وتجد فيها رغبة حقيقية في الحوار والنقاش ما سيؤدي بالتأكيد الى ما فيه مصلحة المواطن اللبناني ومصلحة الاقتصاد اللبناني" مشيرا الى ان الحكومة "تؤكد انه لا التزامات سياسية سوف تترتب على عقد هذا المؤتمر من اي نوع كان وهو أمر ليس مطروحا بالمطلق للمساومة من قبل الحكومة ولا من قبل اللبنانيين".

واشار الى ان "رئاسة الوزراء لاحظت على بيان حزب الله عدم تطرقه الى بعض الجوانب الأساسية من الجهد الذي بذل في تحضير هذه الورقة وكذلك بقية البرامج والمشاريع الاصلاحية التي تستند اليها وتنطلق منها هذه الورقة".

وكان حزب الله اعلن الأربعاء ترحيبه بأية مساعدة مالية او تقنية من قبل الجهات الدولية المانحة تؤدي الى تعزيز تنافسية وتوازن الاقتصاد اللبناني الا انه نبه الى "عدم قبول أية التزامات سياسية يمكن أن ترتبط بها". واكد حزب الله اهمية اخضاع الورقة الاصلاحية التي اقرتها الحكومة اللبنانية الخميس الماضي الى "نقاش اوسع" مستغربا توقيت طرح هذه الورقة في ظل الازمة السياسية التي يشهدها لبنان.

واوضح وزير المالية اللبناني جهاد ازعور اليوم ان الهدف من مؤتمر (باريس 3) رفع مستوى النمو ومعالجة المديونية لا سيما ان لبنان يرزح تحت دين عام يبلغ اكثر من 40 مليار دولار امريكي.

هذا و أكد مسؤولون اوروبيون دعمهم للبنان واستعدادهم للمشاركة الفعالة في المؤتمر العربي والدولي (باريس 3) المقرر عقده في العاصمة الفرنسية في ال25 من الشهر الجاري. وقال المكتب الاعلامي للسنيورة في بيان ان ذلك التأكيد جاء خلال اجراء رئيس الوزراء اللبناني اتصالات بنظيره الايطالي رومانو برودي ومفوض الأمن والشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ووزيرة الخارجية اليونانية دورا باكوياني.

واشار الى انه جرى خلال الاتصالات عرض التحضيرات والاستعدادات التي أجرتها الحكومة للبنانية للمؤتمر الذي سيترأسه الرئيس الفرنسي جاك شيراك.

يذكر ان السنيورة يستعد للقيام بجولة على سبع دول عربية يبدأها السبت المقبل من مصر في مهمة لحشد الدعم للبنان في المؤتمر الذي يشارك فيه نحو 31 بلدا من اوروبا والشرق الاوسط واعضاء مجموعة الثمانى الصناعية الكبرى بالاضافة الى المؤسسات المالية الكبرى (البنك الدولي وصندوق النقد الدولي).

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف