أخبار

السعودية توجه دعوة لمنظمة مراسلون بلا حدود لزيارتها

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قبول الهاجري من الرياض: وجهت هيئة الصحافيين السعوديين دعوة لمنظمة "مراسلون بلا حدود" ، وهي منظمة دولية تعنى بحرية واستقلال الصحافة، للقيام بزيارة إلى الرياض في إعلان قاطع لرفضها المرتبة التي حققتها في عام 2006، حيث حصلت السعودية على المرتبة 161 من أصل 168 دولة شملها التقييم، لتحل بذلك في ذيل القائمة عربياً ودولياً.

جاء ذلك على لسان رئيس هيئة الصحافيين في السعودية تركي السديري رئيس تحرير صحيفة الرياض، وقال السديري" أنا أتعهد أن نعلم المنظمة بالدعوة وأن تتفضل هي وأي فريق يريد أن يرافقها." وكان ذلك في لقاء على قناة العربية لمناقشة النتائج التي حققتها الدول العربية في تقرير المنظمة وكان على الطرف الآخر السيد جان فرانسوا جوليار أحد مسؤولي منظمة "مراسلون بلا حدود" ان يدعي أن السبب الذي دفع السعودية للتقهقر إلى ذيل القائمة هو عدم السماح للمنظمة بالتواجد على الأراضي السعودية واستقاءها للمعلومات بناء على استفتاءات أرسلتها إلى عدد من الصحافيين والإعلاميين. في حين نفى السديري علمه بأي استفتاءات أو إحصائيات عملت في السعودية.

وامتداداً للجدل المرافق لنتائج هذا التقرير استغرب تركي السديري في مقاله اليومي في صحفية الرياض من مصطلح الحرية الذي ينشدونه في الإعلام وقال" هل هذه الحرية تصميم جاهز يمكن أن يستقدم من أسواق بريطانيا أو اليابان أو كندا ثم يفرض بمستوى واحد على شعوب متباينة المشاكل والظروف.. ولا يجب أن يكون رأياً نشازاً لو أنا أشرت إلى صعوبة تطبيق حرية نشر كاملة في مجتمعات تنام داخلها محرضات التخاصم" مؤكداً أن"لكل الحريات أياً كان نوعها سقف يتناسب مع حالة النمو في المجتمعات"

على نفس الصعيد "إيلاف" استطلعت آراء عدد من الصحافيين والإعلاميين السعوديين حول النتيجة التي حققتها السعودية ومدى استحقاقها لهذا التصنيف. واكد عدد من الصحافيين أنه مهما كانت حدود الرقابة المفروضة في السعودية إلا أنها لا تبرر "هذا التقهقر المؤسف" على حد قولهم. وأرجع بعضهم أن يكون سبب التقهقر "عمداء الإعلام" من "رؤوساء التحرير" في "الخطوط الحمراء" التي يفرضونها ، لحرص كل رئيس تحرير أن يظل نجماً أوحد في مطبوعة.

عبدالله القبيع مدير تحرير الوطن أكد في أول جملة جاءت في إجابته لـ"إيلاف" أن"لهم حريتهم ولنا حريتنا" وتابع " أن كل مجتمع ملزم بالعمل بما تقتضيه المصلحة العامة" وتساءل "ما هي حدود الحرية التي نتبعها لأحقق نتائج إيجابية في هذا التصنيف". وأكد الفبيع أن حرية الصحافة في السعودية هي بحسب ما يتوافق مع ثقافة المجتمع. وأن الحرية الصحفية في السعودية مقارنة مع بعض دول الخليج هي أفضل بكثير وتتقدم عليهم بمراحل. وحول مساحات الحرية الممنوحة في الصحافة السعودية قال" ان أكبر دليل على الحرية في الإعلام السعودي هي الصحافة الرياضية التي تحولت بقدرة قادر إلى صحافة أحزاب تتناقل شتى الآراء من أطفال الشوراع وحتى الأكاديميين وتنقل عباراتهم بحذافيرها"

أما الكاتب والصحافي في صحفية الحياة ميسر الشمري فأثنى في حديثه لـ"إيلاف" على تعامل منظمة"مراسلون بلا حدود" مع قضايا الصحافيين حول العالم وخصوصاً في مناطق النزاعات والحروب ووصفها بالنزاهة والحياد. ونوه إلى أن حصول السعودية على ترتيب متأخر في عام 2006م وعدها من الدول الأكثر قمعاً لحرية الصحافة،هو أمر وارد،فبتشخيص الحال الصحافية للسعودية يتضح جلياً أن الدولة أكثر شفافية من رؤوساء التحرير والمسؤولين عن الإعلام،لدرجة أن الصحفيين يقفون قبل الخط الأحمر بأميال،في الوقت الذي كان يجب عليهم ملامسته ،و هذا بسبب"حذر رؤساء التحرير"المبالغ فيه،وقال الشمري"هو حذر مقبول فيما لو كان يتعلق بالجوانب الوطنية وحماية الوطن،لا أن يتحول إلى حذر يصفنا في ذيل القائمة".

أما الصحفي شاكر أبو طالب أكد أنه ليس من المستغرب أن تحتل السعودية ترتيباً متأخراً في "حرية الصحافة" وذلك لعدة أمور منها:أن مفهوم حرية الصحافة مرتبط بالفلسفة الليبرالية، غير الموجودة في السعودية، وثانياً لأن المركز (161) في 2006 امتداد لما قبله، حيث احتلت المركز (154) في 2005، و(159) في 2004، وذلك بسبب الملاحظات المتراكمة على حالة الصحافة في السعودية، وفق معايير خاصة بالمنظمة.

وأشار أبو طالب إلى أن عام 2006 حمل عدد من الملاحظات حول الصحافة في السعودية، لعل أبرزها استمرار احتكار الحكومة للتلفزيون والإذاعة والإنترنت، والمضي قدماً في حجب كثير من المواقع الإلكترونية، وإيقاف صحيفة "شمس" لفترة سابقة بسبب إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، إلى جانب إيقاف بعض الكتاب الصحافيين، ومنع توزيع بعض الصحف الأجنبية، والاجتماعات الدورية التي يجريها وزير الثقافة والإعلام برؤساء التحرير.

أما مساعد العصيمي مدير تحرير مجلة المجلة فأشار في حديثه لـ"إيلاف" إلى أن ضعف الخطاب الإعلامي السعودي وقلة تواجد الصحافي السعودي في ظل سيطرة الإعلام السعودي على أكبر نسبة من الإعلام الفضائي في العالم العربي هو السبب في تراجع السعودية لمراكز متأخرة،وذلك لسيطرة المثاليات والخضوع لمعيار العاطفة في النقد.ويضيف العصيمي إلى أن الإعلام السعودي في الفترة الماضية اصبح قادر على الإطلاع على أمور ظاهره في الوسط السعودي لكن الرقيب الثقافي أو الإقليمي الموجود المحقون داخل كل قلم حد من انطلاقة الإعلام السعودي وفقاً لمساحات الحرية التي تمنحها الدولة أو بعض رؤساء التحرير.

ومن جانبها شككت الصحافية سوسن الحميدان من صحفية الشرق الأوسط في مصداقية التقرير نظراً لسياسة السعودية التي أصبحت تتبنى مبدأ سياسة الإعلام المفتوح وخصوصاً في عهد الملك عبدالله الذي أشار في أكثر من مناسبة إلى أهمية التعاون مع وسائل الإعلام لما فيه مصلحة الوطن والمواطن.وتابعت أن أكبر دليل على ذلك هو التغطية الصحافية الشاملة التي نالتها قضية الإرهاب في السعودية معززة بالأرقام من مصادرها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف