تونس: المجموعة تنتمي للسلفية الإرهابية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وزير الداخلية يكشف ملابسات أحداث 3 يناير
تونس: المجموعة تنتمي للسلفية الإرهابية
إيهاب الشاوش من تونس: بعد عشرة أيام من آخر المواجهات التي دارت بمدينة سليمان(25 كلم جنوب العاصمة التونسية)، بين قوات الأمن، و مجموعة مسلحة كانت وصفتها وزارة الداخلية التونسية بـ "مجموعات إجرامية"، كشف اليوم رفيق الحاج قاسم وزير الداخلية التونسي، ملابسات المواجهات، مقرا بانتماء هذه المجموعة الى السلفية الإرهابية.
وزير الداخلية
وقال رفيق الحاج قاسم، ان مجموعة من ستة افراد تسللت الى تونس عبر الحدود الجزائرية كانت معهم بعض الاسلحة النارية. واضاف الوزير في مداخلته خلال ندوة إطارات التجمع الدستوري الديموقراطي(الحزب الحاكم في تونس)، ان المصالح الأمنية، كانت تعرف هؤلاء الأشخاص وأسماءهم وانتماءاتهم السلفية الإرهابية و"استمرت عندما دخلوا الى التراب التونسي ترصدهم لغاية التعرف على بقية اعضاء المجموعة في تونس وعلى اغراضهم وصلاتهم المحتملة بعناصر اخرى" على حد قوله.
واوضح وزير الداخلية، انه بمتابعة هذه المجموعة من قبل مصالح الأمن سجل التحاق أشخاص آخرين بها، مشيرا الى ان "هؤلاء الأشخاص معروفون ايضا لدى المصالح الامنية وهم بدورهم محل متابعة".
الوزير الذي كان يتحدث امام اطارات التجمع، اكد ايضا، ان عدد هذه العناصر بلغ21 لتصبح المجموعة تضم 27 نفرا. وفي عرضه لمجريات الأحداث، قال قاسم "وعندما تمركزت المجموعة متفرقة في منطقة قريبة من قرمبالية(40 كلم عن العاصمة)، وبعدما تبين لمصالح الأمن من خلال ما توفر لديها من معطيات وإرشادات ان المجموعة اكتملت من حيث العدد وأنها ستشرع في تنفيذ اعمالها الإجرامية، وقعت محاصرتها بالتعاون مع وحدات من الدفاع الوطني ثم تمت مهاجمتها في أماكن تمركزها بداية من 23 ديسمبر 2006 والى غاية 3 يناير الجاري تاريخ انتهاء العملية بشكل تام".
وافاد الوزير انه سجل خلال هذه العملية وفاة اثنين من افراد وحداتنا وجرح 3 آخرين منهم أثناء تصديهم للمجموعة الإرهابية. كما اسفرت العملية عن مقتل 12 من افراد المجموعة الإجرامية وإيقاف البقية وعددهم 15. وبين وزير الداخلية والتنمية المحلية انه تم من خلال التحقيقات العثور على رسوم موقعية لبعض السفارات الاجنبية كما تم حجز وثائق تتضمن اسماء بعض الديبلوماسيين الاجانب المقيمين بتونس وكمية من المتفجرات من الصنع التقليدى المحلي.
واضاف ان مصالح الامن تواصل الابحاث والتحريات اللازمة بالتنسيق مع المصالح المختصة في البلدان الشقيقة والصديقة. وجدد وزير الداخلية والتنمية المحلية في خاتمة عرضه حرص قوات الامن على الترصد اليقظ والتدخل الناجع من اجل حماية تونس، من كافة أشكال الجريمة والتطرف والإرهاب خاصة انه "لم يعد هناك اي بلد بمناى عن هذه الأخطار".
لا وجود لشباب التوحيد والجهاد
الى ذلك، نفت تونس وجود تنظيم يسمى بـ"شباب التوحيد و الجهاد" على أراضيها، كان اصدر بيانا على الإنترنت بخصوص المواجهات التي حصلت بالضاحية الجنوبية لتونس بين قوات الأمن، و عناصر مسلحة تنتمي الى السلفية الإرهابية، ،أسفرت عن مقتل 12 و إيقاف 15آخرين حسب المصادر الرسمية.
و أفاد بيان لمصدر رسمي، نقلته اليوم وكالة الأنباء التونسية، انه تبين بعد البحث والتحري أنه لا وجود للتنظيم المزعوم، وان هذا البيان تمت صياغته وبثه على شبكة الانترنت وعلى بعض وسائل الإعلام من قبل شخصين مقيمين في تونس. وأضاف المصدر، انه تم الكشف عن هويتهما وإيقافهما، من قبل السلطات التونسية "حيث اعترفا أنهما توليا صياغة وبث نص البيان المذكور من باب الدعابة غير المسؤولة والسمجة ومغالطة وسائل الإعلام والرأى العام" حسب المصدر ذاته.
و استغربت السلطات التونسية تسرع بعض وسائل الإعلام في نشر وبث هذا البيان المنسوب لتنظيم "وهمي" "دون تحر أو تثبت مثلما تستدعيه الضوابط المهنية المتعارف عليها". ويضيف المصدر انه"من البديهي أن التسرع في بث مثل هذه البيانات لا يخدم مصداقية العمل الصحفي، أو حق الرأي العام في المعلومة الصحيحة والدقيقة.مضيفا "أن عدم الانتباه للاستعمالات الخاطئة والإجرامية لوسائل الاتصال الحديثة ووسائل الإعلام من شأنه أن يساهم، في الترويج للأفكار المتطرفة التي تحث على العنف والإرهاب".
المواجهات
وكانت المواجهات اندلعت بتونس ليلة 23 ديسمبر ،2006 بين ما وصفتهم وزارة الداخلية التونسية ب"مجموعة من المجرمين الخطيرين، أسفر في البداية عن مقتل عنصرين من تلك المجموعة وإلقاء القبض على عنصرين آخرين منها وجرح عوني امن. غير ان المواجهة الأشرس حسب شهود عيان من منطقة سليمان (25 كلم جنوب العاصمة التونسية)، تمت بسليمان، حيث تمت الاستعانة بأسلحة ثقيلة للقضاء على المسلحين.
و عقب المواجهات،قالت وكالة الأنباء التونسية إنه "مواصلة لعمليات البحث التي انطلقت على إثر تبادل لإطلاق النار ليلة 23 ديسمبر/كانون الأول الماضي بين قوات الأمن الوطني ومجموعة خطيرة من المجرمين، تمت صباح اليوم الأربعاء بالضاحية الجنوبية للعاصمة مطاردة عناصر متبقية من هذه المجموعة نتج عنها تبادل لإطلاق النار أدى إلى مقتلهم".
وقالت صحيفة (الشروق) اليومية وفقا لمصادر وثيقة الاطلاع، إن "المسلحين استخدموا قاذفات من نوع (آر بي جي) خلال اشتباكهم مع قوات الأمن بالقرب من الضّاحية الجنوبية لتونس العاصمة"، مضيفة أن "المواجهات كشفت عن امتلاك العصابة المسلّحة لبنادق ومسدّسات آلية". وأضافت الصحيفة أن "القوات الأمنية التونسية تمكّنت من إصابة قائد هذه المجموعة المسلّحة، الذي يدعى الأسعد ساسي وأسره قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، نتيجة الإصابات التي تلقاها خلال المواجهات" مضيفة أن "القوات الأمنية تمكّنت أيضا من قتل مساعد قائد المجموعة، ويدعى ربيع وينحدر من مدينة "سليمان" (30 كلم جنوب العاصمة التونسية).
وكثفت قوات الشرطة الحواجز على الطرقات المؤدية الى منطقة سليمان، وأخضعت الشاحنات والباصات والسيارات الكبيرة للتفتيش. وانتشر الجيش في المناطق الزراعية والجبال المتاخمة للمدينة.