المالكي خير الصدريين بين نزع السلاح والمواجهة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبد الرحمن الماجدي من امستردام: قبل ايام من بدء تطبيق الخطة الامنية في العاصمة العراقية بغداد تستعد الوية عراقية للتوجه لبغداد من الشمال والجنوب لتنضم للقوات العراقية المتواجدة اصلا في العاصمة من اجل المشاركة في تطبيق الخطة الامنية التي يعول عليها رئيس الوزراء نوري المالكي في اثبات قوته السياسية والعسكرية بعد تحذيرات اميركية للحكومة العراقية بان صبر الشعب الاميركي اخذ ينفد وان فشل المالكي في فرض سلطته وقمع المسلحين في العاصمة بغداد سيعرض حكومته لفقدان دعم الشعب الاميركي لها وفق خطاب الرئيس الاميركي جورج بوش يوم الاربعاء الماضي الذي شرح فيه إستراتيجيته الجديدة في العراق.
وقد سربت وسائل اعلام غربية وعراقية امس واليوم تحذيرات اوصلها المالكي لحلفائه في تيار الصدر لاجل الاسراع في نزع سلاح ميليشيا جيش المهدي بل البدء بتطبيق الخطة الامنية وخير الصدريين وقادة اخرين لديهم مجموعات مسلحة بين نزع سلاحهم وبين المواجهة التي ستكون حاسمة وتحدد مصير الحكومة وربما مصير البلد لجهة الفوضى او ضبط الامن.
وخشى المالكي من المواجهة مع حلفائه في الموحد التيار الصدري الذي ساهم في ايصال المالكي لرئاسة الوزراء وربما تسببت هذه المواجهة بحرب شيعية شيعية. ووفقا لمقربين من الائتلاف العراقي الموحد تحدثوا لايلاف فان جولات من المباحثات تجري بين الصدريين والمالكي بشكل مباشر او عبر وسطاء من اجل التوصل لصيغة مرضية للطرفين اذ سيتم التوصل لالية نزع سلاح جيش المهدي تكون اولا بتحييد مقاتليه بعدم التعرض للقوات العراقية والاميركية التي تدخل منذ اسبوع كل ليلة الى مدينة الصدر بحثا عن مطلوبين او لاختبار رد فعل جيش المهدي الذي يقول مقربون منه ان لديهم اوامر صارمة بعدم التعرض للقوات الاميركية او العراقية. وهي خطوة يسعى المالكي لتطويرها من اجل تحييد جيش المهدي لتجنب المواجهة معه.
و يصل عدد الالوية التي ستنتشر في العاصمة بغداد الى 18 لواء وفق جريدة الصباح الرسمية. وسيتولى اللواء الاول التابع للفرقة الثانية في الجيش العراقي الذي يستعد لمغادرة مقر تواجده في مدينة اربيل. وترجح الجريدة البغدادية ان تكون مهمته ضمن الخطة الجديدة في مدينة الصدر. لكن قائد اللواء العميد نذير عاصم كوران اعرب في حديث له مع وكالة انباء و اصوات العراق اليوم عن خشيته من حاجز اللغة اذ لايتكلم معظم جنوده اللغة العربية. ونوه العميد نذير عاصم كوران الى أن المعضلة الكبيرة التي تواجههم لحد الان هي مشكلة اللغة ، حيث قال" حوالي 95% ووصفها بالمعضلة الكبيرة. وقال انه ناقش هذه المشكلة مع قيادة الفرقة الثانية في وزارة الدفاع العراقية. مضيفا "نحاول قدر الإمكان خلال التدريبات أن نهيء الجنود نفسيا ومعنويا لمواجهة مثل هذه الظروف الصعبة."
و ستكون مهمة القوات الاميركية اسناد القوات العراقية التي اصر رئيس الوزراء المالكي ان تتولى بنفسها قيادة العمليات في خطة بغداد وفقا لما صرح به وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس امام لجنة القوات المسلحة في الكونغرس امس الاول.
وتشير التسريبات الاعلامية عن الخطة الامنية بان القوات المشتركة في تنفيذها ستدخل الاحياء وتجري تفتيشات دقيقة من منزل لمنزل مع فرض طوق امني شديد حول كل منطقة للحؤول دون هروب المسلحين المطلوبين. ولن تخضع الخطة لاي تدخل سياسي من اي جهة. ولن تغادر القوة التي ستخل كل حي حتى بعد تطهيره من المسلحين .
سكان الرمادي ينضمون إلى الشرطة العراقية
وفي الرمادي التي ستكون قريبة من خطة امن بغداد والتي سيصلها اربعة الاف جندي اميركي فقد تقاطر المئات من الشباب على مركز التجنيد التابع لوزارة الداخلية في الرمادي في انتظار دورهم من أجل تسجيل أسمائهم للتطوع والالتحاق بالشرطة العراقية لمحاربة فلول ااhرهـــاب والمتمردين في مدينة الرمادي. وفقا لبيان للقوات المتعددة الجنسيات وصلت لايلاف نسخة منه جاء فيه:
بعد ثلاثة ايام من الفحوصات وإستكمال إجراءات التوظيف للمتطوعين تمت اللاستجابة لرغباتهم وإلتحقوا بقوات الشرطة العراقية ،واصبحوا منتسبين للشرطة العراقية.في الثامن من كانون الثاني متطوعي الشرطة العراقية تم إرسالهم إلى الأردن إيذاناً ببدء برنامج التدريب الذي سيستمر لمدة خمسة أسابيع.
في وقت ليس ببعيد وبالتحديد في السنة الماضية كانت الكثير من المخاوف الكبيرة والتهديدات للكل من يرغب في الانخراط بسلك الشرطة العراقية مما أدى منع الكثير من مواطنيين الرمادي من الانخراط في سلك الشرطة العراقية.
الجدير بالذكر ان عدد الراغبين والملتحقين بسلك الشرطة العراقية في تزايد يوماً بعد يوم ، ففي الشهر الماضي تم تجنيد 1000فرد ، ومن المتوقع تجنيد 800 فرد اخر في هذا الشهر أيضا وذلك في محافظة الأنبار فقط.
وفي هذا السياق قال المتحدث الرسمي لقوات التحالف في الرمادي الرائد ريكوه بلاير " الوقفة الشجاعة لعشائر الأنبار ضد الارهابيين لاستعادة الأمن لمدينتهم كان لها الدور الكبيرفي دحض تهديدات الارهابيين للمتطوعبن" وأضاف " الأن مئات من قوات الشرطة العراقية يسيطرون على المناطق التي تم تنظيفها من الارهابيين بواسطة قوات الأمن العراقية وقوات التحالف ، حيث كانت هذه المناطق إلي وقت قريب من أسوء المناطق في الرمادي. ويتم فيها الان بناء مراكز شرطة وهناك من التطورات الأخرى التي ستشهدها المدينة على عكس ما كان يهدف إلية المتمردين والارهابيين"
من ناحية أخرى قال العريف أول جيفري إيستيس (الضابط الميداني للكتيبة الثانية لقوات المشاة 152 ، من مدينة قرينفيلد بولاية إنديانا ) " أن هذا لشيئ رائع للعراقيين وللعراق بشكل عام ، وهذا مانحن نسعى إليه وهو تدريبهم من أجل قيامهم بتنفيذ تدريبات أمنية وإستعادة مدينتهم من سيطرة الارهابيين وتوفير الامآن لمواطنيهم ."
وبخصوص إجراءات التجنيد قال " جميع المتطوعين يخضعون لعدد من الاجراءات الخاصة وذلك لتحديد صلاحية الفرد البدنية والصحية والذهنية للإنضمام لقوات الشرطة وقدراة على تحمل وتفيذ المهام التي ستلقى على عاتق وزارة الداخلية العراقية الجهة التي تقوم بوضع هذة المقاييس والاجراءات الواجب إتباعها من قبل أي متطوع ، منها على سبيل المثل أن يكون سن المتطوع مابين 18 - 53 سنة."
و طوال اليوم استمرت عربات الأميركيين في نقل المتطوعين من مركز التجنيد إلى جوار معسكر بلو دايمند حيث يقوم جنود من قوات المارينز بعملية الفحص. والمرشح للإلتحاق بسلك الشرطة العراقية يتم فحصه صحياً قبل فحص اللياقة البدنية والتي تشمل قيام المتطوع ب 10 شناوا ، و 20 قرفصة وركضة مائة متر.، ومن الاسئلة التي يتعين على المتطوع الاجابة عليها وتحديد موقفه منها ، تخص المستوى العلمي للمتطوع، خبرة العملية السابقة ، إنتمائة العشائري ، وهل هناك أي إجراءات أمنية اتخذت ضده كحبس وما شابهه ذلك، كما يتوجب عليه توقيع مستندا يعلن فيه انه يشجب ويتخلى عن أي إرتباط سابق بحزب البعث وقائده المقبور صدام حسين.
الكابتن ميتشيل مورفي ، الضابط الأمني في الفرقة الأولى مدرع قال " بالنسبة للخبرات العملية السابقة للمتطوع عدم وجودها لن يؤدي إلى الحرمان من الانضمام لسلك الشرطة ، وسيخضع كل مجند لعملية فحص دقيقة وعن خلفية السلوكية ، على ضوء هذا التحقيق سيتم تحديد إمكانية قبوله من عدمها." وأضاف " معنى هذا ان المتطوع الذي يريد أن يعيل اسرة ويحصل على مصدر دخل لهم ومن اجل قيامة بحماية اسرته ومنطقته ومدينته ولكن ظهر في الفحص ان له بعض المخالفات البسيطة سابقاً ، فان ذلك لن يؤثر على فرصة إلتحاقة بالشرطة وتصحيح مسار الحياة والانظمام إلى المجتمع الذي يطمح لبناء العراق الحر الديمقراطي"واستطرد قائلاً " إذا كان هناك عراقي كان منتمياً لحزب البعث ويمكنه توفير الوثائق والمستندات التي تؤكد أن عدم رضائه عن إنضمامة السابق في حزب البعث ، مثل هذا الشخص يمكن ايضاًَ ان يتم قبوله وإنخراطة في قوات الشرطة العراقية ، وهذا لا يعني اننا نأخذ او نقدم على مخاطر بهذة العملية." وأضاف" إذا وجدنا ما يثبت ان المتطوع غير لأئق أو مرتبط بجماعة تخريبة أو متمردة خلال الفترة من 2003 وإلى الأن ، فأنة سيتم رفضة وعدم تجنيدة."
من المصعاب التي تواجه هذه العملية وتؤدي إلى رفض طلب المتطوع للتطوع هو عدم إجتيازة المتقدم لامتحان معرفة القراءة والكتابة ، خاصة وان فترة التدريب والعمل تتطلب هذه المعرفة.
وبعد إجتياز المتقدمين للتطوع جميع الفحوصات يتم إرسالهم إلى الأردن لمدة خمسة أسابيع لتلقي التدريبات الأساسية لقوات الشرطة ، وبعد عودتهم وإجتيازهم لفترة التدريب يبدؤن العمل جنبا إلي جنب مع فريق نقل المهام ومنسق العمل العراقي ، ويتم تسلمهم بندقية ومسدس بالاضافة إلي منحة مالية عبارة عن مرتب شهر كامل.
من الجدير ذكره انه خلال هذه الثلاثة الأيام لولا الجهود البناءة وإسهام المسؤولين من الشرطة والجيش العراقي في هذا المضمار لما تمكنا من انجاح وتجنيد هذا العدد الكبير من المتطوعين.
وقال الكابتن ميتشيل مورفي ايضاً " في خلال الشهر والنصف القادم سيتم بناء مراكز شرطة في المناطق التي لا توجد بها مراكز شرطة ، وتزويد هذه المراكز بالادارة وقوات الأمن الكفؤة والقادرة على تنفيذ المهام بنجاح."