قطر تحمل واشنطن عدم تنسيق استراتيجيتها الجديدة للعراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سياسيون لـ إيلاف: بوش بحاجة لحضن النظام العربي الدوحة، باريس: أخذ وزير الخارجية القطري اليوم على واشنطن عدم تنسيقها مع دول الخليج قبل اقرار استراتيجيتها الجديدة في العراق معتبرا ضمنا ان "سياسات" الولايات المتحدة "الحقت ضررا بالمنطقة". من جهة اخرى، تحدث الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني عن "بوادر طيبة" للتوصل الى اتفاق بين الفلسطينيين، موضحا انه سيلتقي اليوم الاحد وفدا فلسطينيا في الدوحة في اطار تسوية المشاكل بين الفلسطينيين. وقال الشيخ حمد في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الايطالي ماسيمو داليما "اعتقد انه من المهم ان ينسق الاصدقاء الاميركيون في سياساتهم مع دول المنطقة (..) وقبل اقرارها". ورأى ان "دول المنطقة هي اول من سيتاثر بسياساتهم".
وقال الشيخ حمد ردا على سؤال حول التاثيرات المحتملة لخطة الرئيس الاميركي جورج بوش الجديدة للعراق على دول الخليج "حصل تاثير على دول المنطقة بسبب ما يجري في العراق (...) والسياسات التي ادت الى هذا (الوضع) احدثت ضررا بالمنطقة". واضاف الوزير القطري الذي سيشارك الثلاثاء في الكويت في اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والاردن مع نظيرتهم الاميركية كوندوليزا رايس ان "الوضع خطير و يحتاج الى حكمة سياسية من دول المنطقة والى معرفتها لمصالحها واستقرارها". واقر الوزير بوجود "شرخ خطير جدا بين السنة والشيعة" في العراق، مؤكدا انه "يجب رأب هذا الصدع من طرف حكماء وعلماء من الطرفين".
من جهته قال داليما ان الخطة الاميركية في العراق توحي "باستمرار العمل العسكري"، مؤكدا ان "هذا الجانب لا يقنع". وشدد وزير خارجية ايطاليا على ضرورة تامين "عناصر المساعدة السياسية" للعراق داعيا الى "حوار وطني عراقي يكون قادرا على عزل الارهاب ويقدم لسنة العراق امكانية الاندماج".
من جهة اخرى، جدد وزير خارجية قطر الدعوة الى حل الملف النووي الايراني "بالطرق السلمية". وقال "اذا كان برنامج (ايران النووي) سلميا فليس هناك اختلاف واذا كان غير ذلك فهو يحتاج الى حوار بين دول المنطقة وايران".
وفي الموضوع الفلسطيني، دعا داليما الى "الاسراع باتفاق سلام لولادة الدولة الفلسطينية خلال سنة 2007"، مشددا على "الحاجة لاجتماع كل الاطراف بدعم من المجتمع الدولي لمناقشة المسائل المفتوحة كالقدس واللاجئين". كما عبر عن دعمه لجهود رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الرامية "لتشكيل حكومة وحدة وطنية" معتبرا انه "من السليم التوجه لانتخابات مبكرة كمخرج من الازمة". واضاف "نفضل دائما التوصل لاتفاق بين الفلسطينيين كشرط لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل بشكل موحد".
من جانبه قال وزير خارجية قطر الذي قاد في السابق وساطة بين حركتي فتح وحماس ان "هناك بوادر طيبة نتابعها بشكل جدي للتوصل الى اتفاق فلسطيني". واعلن انه سيلتقي اليوم الاحد وفدا فلسطينيا يزور الدوحة في اطار تحريك عملية التوافق الوطني الفلسطيني، بدون ان يضيف اي تفاصيل.
ودعا الشيخ حمد المجتمع الدولي الى "رفع الحصار" عن الفلسطينيين لان من شان ذلك ان يسفر عن "استقرار" وان يؤدي الى "بدء مباحثات سلمية لحل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي".
خطة بوش تثير حيرة الخبراء الاوروبيين
وتثير الاستراتيجية الجديدة التي اعلنها الرئيس الاميركي جورج بوش حيرة الخبراء في الشؤون العسكرية والامنية الذين يرون فيها دواء لا يعالج الداء. وقال باره ميكائيل الباحث في شؤون الشرق الاوسط في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس "انه رد امني من الولايات المتحدة على مشكلة سياسية قبل كل شىء".
واكد هذا الباحث "طالما ان المدير العسكري للشوؤن العراقية لا يتمتع بمصداقية ولا بسمعة طيبة بين السكان، كل الخيارات الامنية لن تكون كافية". ورأى ان مصداقية الولايات المتحدة في الشرق الاوسط تقتضي البحث بفاعلية عن تسوية للنزاع بين اسرائيل والفلسطينيين الذي يشكل "مصدر خيبات الامل والاحقاد في المنطقة".
واعلن الرئيس بوش الاربعاء ان اكثر من عشرين الف عسكري اميركي سيتم ارسالهم الى العراق لتعزيز 132 الف جندي ينتشرون اصلا في هذا البلد. وسيخصص الجزء الاكبر من هذه القوات اي حوالى 17500 رجل لبغداد بينما سينتشر اربعة آلاف آخرين في محافظة الانبار غرب العراق.
لكن من وجهة النظر العسكرية، اعترف ميكائيل بوجود "ترابط في هذه الخطة" بما ان التعزيزات سترسل الى المواقع التي تتركز فيها اعمال العنف. كما رأى في الخطة محاولة "انتخابية" قبل عامين من انتهاء ولاية الرئيس بوش "لاثبات ان الاستراتيجية في العراق استراتيجية رابحة وليست خاسرة".
وقال الباحث في الشركة الالمانية للسياسة الخارجية هينينغ ريكي ان "السعي لجلب مزيد من الامن الى شوارع بغداد عبر نشر عدد اكبر من الجنود فكرة جيدة في الواقع". لكنه اضاف ان "هذه الفكرة تأتي متأخرة جدا"، مشيرا الى ان "عشرين الف جندي اضافي لن يغير الامور في العراق".
ويشاطره زميله في المعهد الالماني للسياسة الدولية والامنية غويدو شتاينبرغ هذا الرأي. ويقول ان "الاميركيين كانوا يحتاجون الى 400 الف رجل منذ بداية العملية في العراق". واضاف ان "تأثير الولايات المتحدة على البلاد اليوم اقل بكثير مما كان قبل عام"، معتبرا ان الاميركيين "يبرهنون على سذاجة عندما يقولون انهم يستطيعون تغيير مسار الامور". وتابع "في عمق القضية، لم اعد اؤمن بحل بل ارى حربا اهلية قد تستمر بين خمسة وعشرة اعوام".
اما فرانسيس تورسا المحرر في مجلة "ديفنس اناليسس" التي تصدر في لندن، فيؤكد ان "بوش سيكون محظوظا اذا نجحت خطته". ويقول ان الاميركيين ارتكبوا خطأ فادحا في الغياب شبه الكامل للعمليات "المدنية العسكرية" في العراق التي تهدف الى تقديم المياه والكهرباء والمساعدة الصحية للسكان بعد العمليات العسكرية. ويتساءل هذا المحلل "لماذا لم يفعلوا ذلك من قبل؟".
الا ان تورسا يدين خصوصا "الطريقة شبه الستالينية التي اتبعها بوش لاقالة سفير الولايات المتحدة في العراق وكل الجنرالات الذين لا يتفقون معه".
ولم يتردد هذا المحلل في تشبيه هذه الاجراءات "بعمليات التطهير في الجيش السوفياتي" خلال الحرب العالمية الثانية، مؤكدا ان هذه القرارات "تبدو غريبة جدا ان لم نقل يائسة". ويتابع "قد يكون بوش في حصن منيع يؤمن بفكرة ان النصر في متناول يده".