محاكمة لويس ليبي تبدأ الثلاثاء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: تبدأ المحكمة الفدرالية في واشنطن اعتبارا من الثلاثاء المقبل محاكمة المسؤول الكبير السابق في البيت الابيض لويس ليبي المتهم بالكذب على القضاء، في اطار محاكمة تشكل تحولا في مسلسل سياسي اعلامي طويل. تعود جذور هذه القضية الى تموز/يوليو 2003 عندما اتهم السفير الاميركي السابق جوزف ويلسون ادارة الرئيس جورج بوش بالمبالغة بشأن التهديد العراقي لتبرير اجتياح العراق.
وبعيد ذلك كشفت مقالات صحافية نقلا عن مصادر في البيت الابيض ان زوجة الدبلوماسي فاليري بليم عميلة في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه). وكشف هوية عميل سري يعتبر جريمة فدرالية. وكلف مدع خاص هو باتريك فيتزجيرالد باجراء التحقيق لكشف هذه المصادر على خلفية شائعات عن تآمر البيت الابيض ضد ويلسون.
لكن القضية التي احيطت بضجة براجعت تدريجيا. وفي ايلول(سبتمبر) اقر المساعد السابق لوزيرة الخارجية ريتشارد ارميتاج انه كان سهوا وراء التسريبات. والمدعي الخاص الذي تمكن من سجن الصحافية التي تعمل في صحيفة "نيويورك تايمز" جوديث ميلر نحو ثلاثة اشهر صيف 2005 لرفضها التعاون في هذه القضية، ارتأى في اخر المطاف عدم ملاحقة احد في اطار هذه التسريبات.
ويبدو لويس ليبي (56 عاما) المدير السابق لمكتب نائب الرئيس ديك تشيني ضحية جانبية. فهو ملاحق لتقديمه تحت القسم تقريرا غير صحيح عن مقابلات عدة مع صحافيين في تموز(يوليو) 2003. ويتهم ليبي بالادلاء بشهادة كاذبة والحنث باليمين وعرقلة عمل القضاء ويواجه لذلك عقوبة السجن قد تصل الى ثلاثين عاما. وهو يدفع ببراءته من هذه التهم.
وستبدأ المحاكمة الثلاثاء على ان تكرس ايام عدة لانتقاء افراد هيئة المحلفين الاثني عشر، 12 محلفا اصيلا و4 بدلاء. ويفترض ان تبدأ المداولات الاثنين الواقع في 22 كانون الثاني(يناير) وتتواصل خلال اربعة الى ستة اسابيع على ما اوضح متحدث باسم المحكمة شيلدون سنوك.
وخلال جلسات تمهيدية لا تحصى اوضح الدفاع انه يعتزم اثبات ان ليبي ارتكب ببساطة خطأ نظرا للمواضيع العديدة المثيرة للقلق التي كانت تشغل تفكيره في تموز(يوليو) 2003 وتعتبر اكثر اهمية بكثير من مجرد تصريحات دبلوماسي. لذلك اعلن المحامون خصوصا انهم سيطلبون دعوة تشيني كشاهد. ولم يؤكد مكتب نائب الرئيس اي دعوة محتملة لكنه ذكر بالتزامه ب"التعاون كليا" مع القضاء.
وفي هذا الصدد قال الخبير ستيفن هيس من معهد بروكينغز "لا اتذكر اني رأيت في حياتي نائب رئيس يواجه (الرجل الذي كان بمثابة) ذراعه اليمنى تهمة ويأتي هو للادلاء بشهادة لمصلحته". ورأى ان القضية اصبحت هامشية لكنها لن تخلو من عنصر التسلية. لكن المدعي لا يحظى بفرص كبيرة للحصول على ادانة ليبي.
ورأى هيس ان "واقع انه كذب، اذا اردنا تسميته هكذا او على الاقل قال نصف الحقيقة، فان ذلك لا يميزه عن عدد اخر من المسؤولين السياسيين في هذه المدينة على غرار باريس او لندن". ولتلافي ان تتحول المحاكمة الى عرض مسرحي اكد القاضي المكلف القضية ريجي والتون انه عازم على حصر المداولات فقط بالوقائع المنسوبة بعيدا عن قضية بليم-ويلسون والحرب على العراق.
وكان القاضي والتون اوضح في حزيران(يونيو) اثناء احدى الجلسات التمهيدية انه لو ان الامر رجع اليه فقط لكان خفص الاشهر الثمانية من محاكمة او.جي سيمسون في 1995 الى ثلاثة اسابيع فقط.
سكوتر" ليبي العقل المدبر سابقا في فريق ديك تشيني
لويس ليبي الملقب ب"سكوتر" والذي سيمثل اعتبارا من الثلاثاء المقبل امام المحكمة في واشنطن بتهمة الكذب على القضاء، كان العقل المدبر لنائب الرئيس الاميركي ديك تشيني. وهذا الرجل الوسيم والانيق ينتمي الى حركة المحافظين الجدد ويعتبر من كبار المهندسين لسياسة ادارة الرئيس جورج بوش في مجال الامن القومي.
وفي البيت الابيض حيث عمل منذ تسلم الرئيس جورج بوش مهامه حتى استقالته يوم توجيه الاتهام اليه في تشرين الاول/اكتوبر 2005، كان ليبي يجمع بين ثلاثة وظائف ضمنها منصب مستشار الرئيس. واعتبر الصحافي السياسي بوب وودوارد في كتابه حول دخول الحرب ضد العراق بعنوان "خطة هجوم" ان "سكوتر "كان لوحده مركزا للحكم وبالتالي شكل دفعا قويا لبرنامج وافكار تشيني" في 2001.
وهو احد اكثر المتحمسين المدافعين عن فرضية وجود اسلحة دمار شامل في العراق التي لم يعثر على اي اثر لها على الاطلاق. وهو الذي اعد محصلة حول تسلح الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين التي استند اليها وزير الخارجية في تلك الاونة كولن باول في خطابه امام مجلس الامن الدولي في شباط(فبراير) لتبرير شن الحرب على العراق.
وكان ليبي الذي تخرج من جامعة يال التي درس فيها قبله وبعده تشيني وبوش، جاء للمرة الاولى الى واشنطن في 1981 بدعوة من بول ولفوويتز الذي يتولى حاليا رئاسة البنك الدولي، للالتحاق بوزارة الخارجية. وعمل في المحاماة ثم انضم الى مراكز فكرية قبل ان يصبح مستشار الجمهوريين.
وهذا الرجل الظل الذي يكاد ان لا يظهر في صور نائب الرئيس ديك تشيني ودائما في الصف الخلفي، ينتمي على حد قول بوب وودوارد "الى فئة مميزة من مسؤولي واشنطن.. فهو الرجل الحاضر دوما في الكواليس". وقبل عشر سنوات كتب ليبي المولع بممارسة رياضة التزلج رواية تدور وقائعها في قرية يابانية نائية في 1903، بعنوان "المتدرب المبتدىء". ونالت الاستحسان في الملحق الادبي لصحيفة نيوريورك تايمز ووصفت ب"نثر مرهف ومقتطفات وصفية مؤثرة".