مصر تؤيد خطة بوش العراقية ببعض التحفظ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نبيل شرف الدين من القاهرة: في أول تعليق من قبل مسؤول أميركي على إعدام اثنين من أبرز مساعدي الرئيس العراقي السابق صدام حسين، أعربت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس عن "خيبة أملها" إزاء الطريقة التي تم بها إعدام برزان التكريتي وعواد البندر، مشيرة إلى انه كان يمكن القيام بذلك بشكل "أكثر صونا للكرامة". أما وزير الخارجية المصري فقد أكد تأييد بلاده لخطة الرئيس الأميركي بوش الخاصة بالعراق قائلاً "إننا نتفهم الديناميكية والحاجة من أجل الوصول إلى هذه المحصلة الاستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة"، وأعرب عن أمله بأن تسفر هذه الخطة عن توفير استقرار ووحدة العراق، وقال "إننا نشعر بالأمل في أن الفكرة ستؤدي إلى تفكيك أي عصابات وجماعات إرهابية أو أي جهة تريد أن تؤثر على العراق ".وكشف وزير الخارجية المصري عن اتفاق مع نظيرته الأميركية على زيارة سيقوم بها إلي الولايات المتحدة بصحبة عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية، بالإضافة لعدد من الوزراء لإجراء مناقشات معمقة حول الوضع في الشرق الأوسط أو العلاقات الثنائية المصرية ـ الأميركية.
تصريحات أبو الغيط
وفي الشأن الفلسطيني رحبت رايس خلال المؤتمر الصحافي بفكرة دخول الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في مناقشات غير رسمية أولاً، وعدم الإسراع في الدخول في محادثات رسمية قبل أن يتم إعداد الارضية اللازمة لذلك دون أن يعني ذلك عدم التحرك بجدية لإحراز تقدم مؤكدة كذلك انها تفضل أن تكون المفاوضات والمناقشات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على المستوى الثنائي بينهما ولا تتدخل واشنطن إلا في اوقات محددة. وأكد أبو الغيط أن هدف الجهود المصرية في عملية السلام يظل دائما هو ضمان إقامة دولة فلسطينية في الأراضي التي احتلت عام 1967، مشيرا إلى أنه حتى يحدث ذلك على ارض الواقع فلابد من أن يكون هناك مفاوضات ومناقشات تمهيدية قبلها تتم في مرحلة اسماها مرحلة استقراره.
ووصف وزير الخارجية المصري اللقاء مع رايس بأنه "بصفة عامة كان ايجابيا وبناء، واتفقنا على استمرار هذا المستوى من اللقاءات في زيارة قادمة أقوم بها واللواء عمر سليمان (رئيس المخابرات المصرية)، ومجموعة من الوزراء للمناقشة العامة سواء حول الوضع في الشرق الأوسط أو العلاقات الأميركية الثنائية ، وهي علاقات نرى أنها مستقرة وإيجابية تتسم بالصداقة والدعم المتبادل بينهما".وعودة لتصريحات وزير الخارجية المصري بشأن العراق التي قال فيها إن الأمر هناك "يقتضي إجراء بعض التعديلات على الدستور العراقي حتى يسمح لجميع أطياف العراق وجميع فئات العراق والقوى السياسية بالمشاركة في عملية الحكم بالعراق ، ونحن نشعر بالأمل في أن هذه الخطة ستؤدي إلى ما ذكرناه بالنسبة لإنجاح خطة العراق".
ومضى وزير الخارجية المصري قائلاً إن هناك اقتناعاً مصرياً بخطة الرئيس بوش للتعامل مع الوضع في منطقة بغداد ، ونأمل ان تؤدي إلى هذا القدر من الاستقرار المطلوب في العراق ، مشيرا إلى ان الجانب الأميركي شرح عناصر هذه الخطة والاسس التي تقوم عليها والمنطق الذي تدور حوله.ولفت أبو الغيط إلي أن المشاورات مع رايس تطرقت أيضاً إلي قضايا إقليمية أخرى، منها الوضع في الصومال ودارفور، وكيف نستطيع أن نؤمن هذا القدر المطلوب من الاستقرار في إقليم دارفور السوداني، مشيرا إلى أن المسألة اللبنانية لم تكن بعيدة عن هذا النقاش . وأكد وجود حاجة لتحقيق التهدئة في لبنان وتمكين الحكومة اللبنانية من المضي في طريقها وتأمين النجاح لمؤتمر "باريس 3ـ " ، الذي نرى أهمية نجاحه وتأمين العملية السياسية في لبنان.
تصريحات رايس
من جانبها أكدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليز رايس عمق العلاقات الأميركية ـ المصرية التي تقدرها كثيرا متوجهة بالشكر إلى الرئيس مبارك لاستقبالها وتخصيص مساحة كبيرة من وقته للتحدث معها عن القضايا ذات الاهتمام المشترك في الشرق الأوسط .وأوضحت أن المحادثات مع المسؤولين المصريين تناولت القضايا الثنائية بين البلدين، وبعض التطورات الداخلية في مصر، فضلا عن التباحث حول المشاورات التي أجرتها مؤخرا مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأعربت رايس عن أملها في أن تؤدي هذه المشاورات إلى المزيد من العمل لتسريع تنفيذ خطة خارطة الطريق وبما يؤدي في نهاية المطاف إلى تأسيس الدولة الفلسطينية خاصة عندما تلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" قريبا ، لافتة إلى تقديرها لنصائح ومشورة الرئيس مبارك في هذا الصدد، وأضافت أنها تتوقع استقبال عمر سليمان خلال الاسابيع القادمة في واشنطن ، مشيرة إلى أن هذه الفترة تتسم بمشاورات مكثفة حول قضايا الشرق الأوسط.
وفي الشأن العراقي، وردا على سؤال بشأن حديث الرئيس الأميركي جورج بوش في خطابه حول العراق عن تعاون الدول المعتدلة في الشرق الأوسط مع خطته في العراق، قالت رايس " اننا جميعا نتحمل المسئولية .. وأعتقد أننا نرى هذا كنوع من الحقائق .. فهناك مخاطرة ومسئولية نتشارك فيها سويا لان هذه المنطقة من العالم ستتأثر بالنتيجة التي ستحدث في العراق ..ان تفسير قول الرئيس بوش هو التعاون مع أصدقائنا هنا ، واؤلئك الذين نؤمن بأنهم يشاركوننا في المصلحة المشتركة".
وأضافت أنه " بالنسبة لما يجب أن نفعله لدعم العراق فان علينا التعامل مع جميع العراقيين من السنة والشيعة والأكراد وأن يكون هناك تعامل بالتساوي في العراق .. أعتقد أن هؤلاء الذين يجب أن نبدأ في العمل الدبلوماسي معهم وأن يكون هناك استراتيجية مشتركة للسير قدما إلى الأمام".
وأشارت رايس إلى أن هذا الأمر لم يكن انتقادا بأي شكل من الاشكال، بل هو اعتقاد وقناعة حقيقية بأن هؤلاء هم الحلفاء الطبيعيين بالنسبة لنا لكي يساعدوننا في وضع استقرار أكثر في العراق وأن يكون العراق موحد يستطيع أن يدافع عن نفسه ضد النفوذ الخارجي بما فيه النفوذ الذي قد يؤثر على العراق من ايران.
تصريحات موسى
من جانبه قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ان وزيرة الخارجية الاميركية استمعت إلى اجندة أفكار عربية واضحة حول كافة القضايا المطروحة. وأعرب موسى في تصريحات للصحافيين عقب اجتماعه مع رايس بمدينة الاقصر عن أمله في أن يغطي الاجتماع الثلاثي المقترح بين رايس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس عملية دفع السلام في الشرق الأوسط.
وذكر موسى أنه استمع من الرئيس مبارك إلى مجموعة من الأفكار الخاصة بالقضية الفلسطينية مشيرا إلى أن الرئيس مبارك سيناقش هذه الأفكار معه، ورفض موسى الإفصاح عن تلك الأفكار أو مضمونها وقال ان "عملية السلام لم تبعث بعد موتها حتى الآن".واضاف أن جولة رايس بالمنطقة فرصة للاستماع إلى الشرح الأميركي بشأن القضية العراقية وكيفية انقاذ الموقف في العراق مضيفا أنه ستكون فرصة أيضا بعد جولة رايس للمناقشة حول هذا الطرح الأميركي.
وأكد أن الدول العربية لها وجهة نظرها الخاصة بهذا الوضع " وتتلخص في ضرورة انقاذ العراق من الموقف الخطير الحالي حيث أخطر ما فيه الطائفية" مشددا على أن التأييد العربي موجه للعراق بصفة أساسية والعمل على انقاذه. ووصف موسى استراتيجية بوش بالنسبة للعراق بأنها "مهمة" وأن الولايات المتحدة وبوش يطرحان شيئا معينا حول قضية تهم العرب جميعا وهو موضوع مهم يجب أن تدور حوله مشاورات مؤكدا أن العرب لهم رأي وشأن وموقف في هذا الأمر، والأهم من ذلك أن يؤيد موقفنا لوقف الطائفية في العراق"، حسب تعبيره.