تقرير عن محادثات سلام سرية بين سوريا وإسرائيل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ولم يذكر التقرير الصحافي مصدر الخبر الخاص بالمفاوضات السرية كما أسرع مسؤولون إسرائيليون إلى نفيها. وقال ديفيد بيكر المسؤول في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي: "إن الحكومة الإسرائيلية لا تعرف شيئا عن مثل هذه الاجتماعات". وبناء على ما جاء في التقرير، فقد اجتمع ممثلون إسرائيليون وسوريون بشكل سري مرات عديدة في أوروبا فيما بين سبتمبر/ أيلول 2004 ويوليو/ تموز 2006. وأضاف التقرير أن الزعيمين الإسرائيلي والسوري كانا على علم بتلك التحركات.
يذكر أن اتفاقا كهذا من شأنه أن ينهي أصعب نزاع في الشرق الأوسط. فسوريا تحتضن مقري حركتي حماس والجهاد الإسلامي، كما أنها الحليف القوي لحزب الله، الميليشيا اللبنانية المناوئة لاسرائيل. لكن سوريا لم تبادر إلى إصدار أي تصريح حول الخبر.
وأفادت الصحيفة أن الطرف الإسرائيلي الذي شارك في المفاوضات تمثل في شخص آلون ليال، وهو دبلوماسي بارز متقاعد، كما أن رئيس الوزراء السابق، ارييل شارون، كان على علم بمحتوى الاجتماعات. غير أن خليفته، إيهود أولمرت، لم يتم إطلاعه على المفاوضات.
وقال سيلفان شالوم، الذي شغل منصب وزير الخارجية الإسرائيلي في معظم تلك الفترة إنه لم يطلع على تلك المحادثات إلا عن طريق الصحيفة يوم الثلاثاء. وقال الوزير إن آخر اتصال بين سوريا وإسرائيل يعلم به كان قد حدث في 2003، فيما صرح دوف ويسجلاس، أحد كبار مساعدي شارون، لراديو الجيش الإسرائيلي بأن شارون لم يسمح ولم يكن على دراية بالمحادثات التي ذكرها التقرير.
وذكرت الصحيفة أن اليال لا يرغب في الحديث لوسائل الإعلام، وأنه لن يتحدث عن التقرير. أما الطرف الذي مثل سوريا في المفاوضات السرية، فتزعم الصحيفة أنه كان إبراهيم سليمان، وهو مواطن أميركي كان زار القدس وقدم رسالة تضمنت مطالب سورية في التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل.
وواصل التقرير يقول إن الرئيس السوري، بشار الأسد، أعطى الضوء الأخضر لبدء المحادثات، وإن وسطاء أتراك أقاموا الاتصالات الأولية بين الطرفين. وجاء في التقرير أن وساطة الأتراك توقفت في صيف 2004، عندما استلم مهمة الوساطة أوروبي لم يُكشف عن هويته. وأضافت الصحيفة أن أميركيا يدعى جيفري ارانسون، من مؤسسة السلام في الشرق الأوسط التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، قد شارك في المباحثات.
يشار إلى أن مفاوضات السلام بين إسرائيل وسوريا انهارت عام 2000 وسط خلافات حول انسحاب إسرائيل من الجولان التي تعتبر هضبة إستراتيجية تطل على إسرائيل. وقد أرادت حينها سوريا من إسرائيل الانسحاب كليا من الهضبة، امتدادا إلى بحيرة طبرية من الجهة الغربية، غير أن إسرائيل رفضت إعلان التزامها بذلك حتى يتم تسوية الوضع الأمني والعلاقات بين البلدين. ويزعم أن البلدين قد أجريا محادثات عبر طرف ثالث تمثل في مبادرات شخصية أو بعلم ضمني من المسؤولين. لكن إيتامار رابينوفيتش، كبير المفاوضين الإسرائيليين مع سوريا السابق قلل من شأن التقرير الصحافي الصادر الثلاثاء. وقال: " إن ما نراه هنا هو محاولة أخرى لخلق قناة اتصال جديدة بين إسرائيل وسوريا. واستنادا إلى الموقف الرسمي لكل من سوريا ذاتها وإسرائيل والولايات المتحدة، أشك في أن يؤدي ذلك إلى أي شيء". وأضاف: "إنه حسب المعهود، يجب أن تبقى (المباحثات) غير رسمية وسرية. فمن لحظة الكشف عن سر مثل هذا، ينتهي الأمر".
يذكر أن الرئيس الأسد كان قد أطلق إشارات توحي برغبته في مواصلة مفاوضات السلام مع إسرائيل، إلا أن رئيس الوزراء الاسرائيلي أولمرت قال إن المفاوضات لن تستمر حتى توقف سوريا دعمها للميليشيات الفلسطينية وتقلل من تحالفها مع إيران. هذا ويتهم البيت الأبيض سوريا بإيواء زعماء من الجماعات المسلحة السنية التي تعمل في العراق، كما أنه رفض دعوات لضم سوريا إلى المساعي الدبلوماسية لحل الأزمة.
ووفقا لتقرير هاريتس، إذا قطعت سوريا اتصالاتها مع حزب الله وحماس وأبعدت نفسها عن إيران، ستسحب اسرائيل قواتها إلى غاية بحيرة الطبرية، لكنها ستبقي قبضتها على مياهها. وسيتم تحويل جزء كبير من هضبة الجولان إلى حديقة لفائدة كل من الإسرائيليين والسوريين على حد سواء، فيما يتم إخلاء الحدود من الجانبين من الجيش، على حد قول الصحيفة. وأضافت هاآرتس أنه لا تزال هناك خلافات بين الطرفين. فعلى سبيل المثال، طلب المفاوض السوري أن يتم الانسحاب على مدى خمس سنوات، فيما طلب الإسرائيليون أن يستغرق ذلك خمس عشرة سنة.
وقد نشرت الصحيفة الإسرائيلية نص وثيقة الاتفاق إلا أنه لم يظهر أي موقعين عليها. وزعمت الصحيفة أن الوثيقة أعدت في أغسطس/ آب وتم تحديثها خلال الاجتماعات التي عقدت لاحقا في أوروبا، كان آخرها بين إسرائيل وحزب الله الذي عقد إبان الحرب بين هذين الطرفين في الصيف الماضي.