أوقاف مصر تعدم فتنة عمارة وتجبره على الاعتذار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مؤكدة حرصها على عدم المساس بمعتقدات الأقباط
الأوقاف في مصر تعدم "فتنة عمارة" وتجبره على الاعتذار
نبيل شرف الدين من القاهرة: قررت وزارة الأوقاف المصرية سحب جميع نسخ الكتاب الذي صدر في وقت سابق عن المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية التابع للأزهر، الذي حمل عنوان (فتنة التكفير بين الشيعة والوهابية والصوفية)، لمؤلفه الكاتب محمد عمارة، القريب من "الإخوان المسلمين"، كما أنه عضو بمجمع البحوث الإسلامية .
وقال بيان للوزارة ـ تلقت (إيلاف) نسخة منه ـ إن قرار سحب الكتاب المذكور من الأسواق وإعدام جميع نسخه، يأتي في إطار حرص وزارة الأوقاف على عدم المساس بمشاعر ومعتقدات الأقباط في مصر، ورفضها بشكل قاطع أي إساءة بأي صورة من الصور لأي فرد منهم .
وصعدت دوائر قبطية داخل مصر وخارجها حملة تندد بما احتوى عليه كتاب محمد عمارة مما اعتبروه إساءات بالغة لمعتقدهم المسيحي، وتقدم محامون أقباط ببلاغات للنائب العام لمنع تداول الكتاب في الأسواق، وقال كاهن الكنيسة المعلقة مرقص عزيز "إن هدية الحكومة للأقباط في عيد الميلاد هي تكفيرهم واستحلال دمائهم، وتسفيه معتقداتهم"، وأضاف أن كتاب عمارة ليس أكثر من حلقة جديدة في سلسلة الكتب الحكومية التي تكفر الأقباط صراحة، وتصدر للأسف عن جهة رسمية تتبع الدولة .
هذا وقد أشار بيان وزارة الأوقاف المصرية إلى ما اشتمل عليه الكتاب من نص للإمام أبو حامد الغزالي ـ المتوفى عام 1111 ـ وأثار غضب الأقباط، بعدما تبين ان ما ورد به خاطئ تماماً، ولا يتفق مع تعاليم الإسلام، بل يتناقض معها تناقضا واضحاً"، وفقاً لما ورد في بيان وزارة الأوقاف المصرية .
وفي بداية الأزمة تمسك عمارة بما جاء في كتابه، ووصف المعترضين عليه بأنهم "إما جهلاء أو يريدون الاستقواء بالهيمنة الأميركية ويسعون لإثارة الفتنة"، وقال إن العبارة موضع الاعتراض والتي وردت في كتابه ليست له وإنما هي لحجة الإسلام أبو حامد الغزالي في كتابه" فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة"، والعبارة واردة في صفحة 4 و5 وفيها يعرف الكفر والإيمان فيقول "إن الكفر هو تكذيب الرسول في شيء مما جاء به والإيمان هو تصديقه في جميع ما جاء به"، على حد تعبيره .
اعتذار عمارة
ومضى بيان الأوقاف المصرية قائلاً "إنه فور اكتشاف ذلك الخطأ في الكتاب المذكور، تم الاتفاق مع المؤلف على إصدار بيان واعتذار، يشرح فيه موقفه من هذا النص الخاطئ ويقدم للإخوة الأقباط اعتذارا صريحاً وواضحا وحاسما وهو ما تم بالفعل، وقامت الوزارة بتعميم الاعتذار على الصحف ونشره، وذلك إضافة لما اتخذته الوزارة من إجراءات إدارية لسحب كافة نسخ الكتاب من الأسواق تمهيداً لإعدامها، فضلاً عن تقديم الاعتذار رسمياً عما ورد بهذا الكتاب من إساءة .
ونفى البيان ما نشرته بعض الصحف المحلية في مصر من أن وزير الأوقاف محمود حمدي زقزوق قد دافع عن هذا الخطأ الوارد بكتاب عمارة، واعتبر البيان أن ما نشر "لا أساس له من الصحة على الإطلاق .. ولم يخول الوزير أحدا للتحدث باسمه في هذا الموضوع" .
وناشدت وزارة الأوقاف جميع وسائل الإعلام أن تتحمل مسؤولياتها كاملة في الحفاظ على وحدة شعب مصر بمسلميه وأقباطه، وان تعمل على إغلاق ذلك الملف الذي لن يستفيد من الاستمرار فيه أحد من الجانبين، مؤكدة حرصها على مصلحة الوطن الذي هو للجميع مسلمين وأقباط"، وفق ما ورد في البيان .
كما أشارت وزارة الأوقاف المصرية في بيانها إلى ما أسمته "موقف وصداقة زقزوق للإخوة الأقباط ولقداسة البابا شنودة بصفة خاصة"، قائلة إن هذا ليس مجالا للشك أو المزايدة، حيث أشاد وزير الأوقاف منذ أيام في جلسات مجلس الشورى بمبدأ المواطنة في التعديلات الدستورية، وطالب بتمثيل كافٍ للأقباط في البرلمان .
وذهب البيان إلى القول إنه تقرر طرح طبعة جديدة من هذا الكتاب خلال أيام، بعد أن تحذف أي عبارة قد تكون مسيئة للإخوة الأقباط تصريحا أو تلميحا، مؤكدا أن إسلام المسلم لا يكتمل إلا إذا آمن بجميع رسل الله السابقين، وما أنزل عليهم من كتب سماوية بمن فيهم موسى وعيسى عليهما السلام" .
وأكدت وزارة الأوقاف أنها ستراجع أي كتاب يصدر عن المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية مراجعة دقيقة مهما كانت مكانة مؤلفه، تفادياً لأي خطأ قد يحدث مستقبلاً . يذكر أن المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية التابع لولاية الأزهر ووزارة الأوقاف، يعد أرفع هيئة دينية في مصر، ويرأسه وزير الأوقاف، ويصدر سلسلة كتيبات شهرية لتوضيح المفاهيم والتوعية بصحيح الإسلام، ولم يسبق له من قبل أن أصدر مطبوعات تتضمن إساءات مماثلة، غير أن هناك دور نشر خاصة، تنشر كتيبات توزع على نحو واسع أمام مساجد بعينها، وفي مكتبات محددة، ويرى أقباط ومسلمون معتدلون أنها تتضمن إساءات فجة لمعتقدات المسيحيين وغيرهم .