أولبرايت وكلينتون تنتقدان السياسة الأميركية في العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت اليوم أن أي خيارات تتخذها الولايات المتحدة للتعامل مع المشكلة العراقية لن تؤدي الى وقف اعمال العنف هناك واحلال الامن والاستقرار في البلاد. وقالت أولبرايت في جلسة استماع امام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب ان " جميع الخيارات المتوافرة ليست جيدة فبامكان الولايات المتحدة حاليا مغادرة العراق او البقاء فيها او تصعيد الحرب او الحد منها او تغيير تكتيكاتها او الابقاء عليها الا ان ايا من تلك الخيارات لن يؤدي الى وقف الاحداث المروعة في العراق".
واضافت ان هدف السياسة الأميركية ينبغي ان يكون تقليص الخسائر في العراق وذلك من خلال تحديد مصالح الولايات المتحدة هناك في البداية وقبل اتخاذ اي قرارات لتحديد الاستراتيجية الأميركية في العراق.
وحذرت من وجود " ثلاثة كوابيس امام الولايات المتحدة اولها ان تمثل العراق مكانا لتجنيد اعضاء جدد للقاعدة وثانيها ان تكون العراق تابعة لايران وثالثها ان يؤدي الصراع في العراق الى اشعال حرب واسعة في المنطقة " معتبرة ان السياسة الأمريكية الحالية تجعل من الاحتمالات الثلاثة قائمة.
وشددت على ضرورة تبني الحل الدبلوماسي في العراق وتخويل السلطات المدنية الأميركية مسؤوليات اكبر هناك بدلا من القوات الأمريكية معتبرة في الوقت ذاته ان " انسحاب القوات الأمريكية من العراق حاليا سوف يكون كارثة كما ان بقاءها سوف يكون كارثة ايضا".
وأكدت أولبرايت أهمية أن " يتحمل العراقيون مسؤولية الأمن في بلدهم لان الولايات المتحدة لا يمكنها ان تؤدي مهمتهم بدلا منهم في ظل عدم وجود امريكيين كافين لتحمل هذه المسؤولية وعدم قدرة الجنود على تحدث اللغة العربية او معرفة الثقافة او امتلاك سلطة دخول المنازل العراقية واصدار الاوامر لسكانها".
ودعت الى اتخاذ اجراءات لتحقيق حل سياسي في العراق عبر اقناع مختلف الاطراف بان ما ستحصل عليه من خلال العملية السياسية يفوق ما ستحصل عليه عبر العنف معتبرة ان تحرك العراقيين في هذا الاتجاه سوف يؤدي الى تحقيق تحسن على الجبهة الامنية هناك ويزيد من صبر الشعب الأمريكي ازاء امكانية بقاء القوات لمزيد من الوقت في العراق.
وحول امكانية اندلاع حرب اقليمية جراء تفجر الاوضاع في العراق قالت اولبرايت انه لا يوجد طرف في المنطقة باستثناء تنظيم القاعدة يرغب في وقوع مثل هذه الحرب محذرة في الوقت ذاته من امكانية انفلات الاوضاع وخروجها عن نطاق السيطرة على نحو قد يقود الى وقوع حرب اقليمية في النهاية.
وتوقعت أولبرايت ان يكون العام الحالي سيئا في العراق وان تستمر مصداقية الولايات المتحدة في التدني لدى دول المنطقة معتبرة ان اعادة احياء عملية السلام في الشرق الاوسط قد يؤدي الى اعادة النفوذ الامريكي هناك.
ووصفت جهود وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس لاعادة المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين بانها " ضئيلة للغاية ومتأخرة جدا" مؤكدة في الوقت ذاته على ضرورة العمل على حل مشكلة هضبة الجولان السورية التي تحتلها اسرائيل.
ودعت أولبرايت الادارة الأميركية الى تجنب مساندة أي طرف من السنة او الشيعة ضد الطرف الاخر سواء كان ذلك في داخل العراق او في الشرق الاوسط بصفة عامة وأن يستمر الكونغرس في دعم جهود بناء المؤسسات الديمقراطية هناك بما في ذلك مسألة اقامة انتخابات محلية . واضافت ان على المسؤولين الأميركيين تشجيع دول اخرى لاسيما الاعضاء في الناتو على زيادة مساعداتهم في انشطة التدريب للجيش والشرطة في العراق فضلا عن دعوة الزعماء الدينيين من جميع الفصائل والديانات الى الوقوف ضد العنف هناك.
وأعربت عن معارضتها لتقليص أي تمويل مقدم للعمليات العسكرية في العراق مشددة في الوقت ذاته على ضرورة العمل على تحقيق تسوية سياسية لانهاء الحرب الأهلية وتقليص مناخ عدم الامان الى مستوى يمكن التعامل معه.
يذكر ان الرئيس جورج بوش أعلن الاسبوع الماضي استراتيجية جديدة لادارته في العراق تضمنت نشر 21 ألفا و500 جندي اضافيين بتكلفة تتجاوز خمسة مليارات دولار في مقابل الزام حكومة نوري المالكي بالاسراع بتنفيذ المصالحة الوطنية وتولي مسؤوليات الأمن بحلول شهر نوفمبر القادم.
"الاولويات المعكوسة" لبوش
في هذا الاطار، وجهت السناتورة الاميركية هيلاري كلينتون انتقادات الى ادارة بوش، متهمة اياها باعتماد "اولويات معكوسة"، ودعت الى تعزيز الوسائل العسكرية في افغانستان بدلا من العراق. وقالت كلينتون "اعتقد ان اولويات واشنطن معكوسة"، وقارنت بين الوضع في العراق والوضع في "افغانستان الذي يعتبر مسألة ناجحة" ويستحق مجهودا عسكريا متزايدا.
واضافت هيلاري كلينتون المرشحة المحتملة للانتخابات الرئاسية في 2008، "بدلا من التصعيد في العراق، من الضروري ان نبدأ بانسحاب تدريجي للقوات الاميركية للضغط على الحكومة العراقية وحملها على القيام بمسؤوليتها الامنية".و"تصعيد" الحرب في العراق هو التعبير المميز الذي يستخدمه المسؤولون الديموقراطيون لانتقاد خطة بوش الجديدة .
واعادت كلينتون الى البيت الابيض احدى ابرز حججه. وقالت ان "رسالة بوش غامضة". واضافت "انتهى به الامر الى القول ان تدخلنا في العراق ليس مفتوحا، لكنه قدم الى العراقيين حضورا عسكريا اميركيا لفترة غير محددة".وقد ادلت هيلاري كلينتون بهذه التصريحات لدى عودتها من زيارة استمرت اربعة ايام في العراق وافغانستان.