أخبار

العراق: البعث يطرد قياديين ويتهم سوريا بالتآمر عليه

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الحزب يعد لمؤتمر يسعى الدوري لعقده في العراق
البعث يطرد قياديين ويتهم سوريا بالتآمر عليه

أسامة مهدي من لندن : بالتزامن مع استعدادات يجريها قادة حزب البعث العراقي المحظور لعقد مؤتمر عام لاختيار قيادة جديدة تخلف قيادة الرئيس السابق صدام حسين اعلن الحزب اليوم عن فصل قياديين نعتهم بالخيانة والتخاذل معارضا عقد مؤتمر لهم في دمشق قال انه غير شرعي متهما السلطات السورية بالعمل مع الاميركان للتآمر على الحزب وشقه .

وعلمت "ايلاف" ان اتصالات تجري بين قياديين في حزب البعث العراقي المحظور لعقد مؤتمر قطري لاعادة ترتيب اوضاع الحزب . وقد تم ترشيح اليمن لعقد هذا المؤتمر حيث تتواجد هناك عناصر قيادية من الحزب واقارب للرئيس السابق صدام حسين . وكانت تقارير لم تؤكد اشارت الى ظهور عزة الدوري نائب صدام في قيادة الحزب والمرشح الاول لخلافته في مجلس عزاء اقامته عائلة صدام في صنعاء عقب تنفيذ حكم الاعدام بحقه في الثلاثين من الشهر الماضي . وتشير مصادر مطلعة الى ان الدوري يصر على عقد المؤتمر القطري على الاراضي العراقية وفي احدى المناطق التي يسيطر عليها المسلحون وخاصة مسلحي الحزب الذين ينشطون في المناطق الغربية وفي العاصمة والمناطق القريبة منها وخاصة في محافظة ديالى شمال شرق بغداد . وتقول المصادر ان اصرار الدوري هذا ياتي من معرفته بالتأثير المعنوي الذي سيتركه انعقاد المؤتمر على الاراضي العراقية على اعضاء ومؤيدي الحزب . ومن المنتظر ان يتم خلال انعقاد المؤتمر انتخاب قيادة جديدة للحزب يكون الدوري امينا عاما لها خلفا لصدام حسين .

وتأتي هذه الاستعدادات اثر تحذيرات وجهتها الحكومة العراقية هذا الاسبوع الى العراقيين من التعاون او الانضمام الى حزب "العودة" وهو الوجه الجديد لحزب البعث في العراق . ودعت وزارة الداخلية المواطنين الى الامتناع عن الانضمام الى حزب العودة الذي وصفته بالمحظور كونه إمتدادا لحزب البعث المنحل. وقالت أنه خلال سير الإجراءات التحقيقية مع الذين القي القبض عليهم من قبل القوات الأمنية مؤخرا ظهرت حالات تؤكد على مفاتحة البعض من كبار موظفي الدولة للالتحاق في صفوف ما يسمى بحزب العودة المحظور والذي يحمل في طياته أجندة سياسية من شأنها نشر الرعب بين صفوف المواطنين وزعزعة استقرار الأمن في البلاد من خلال تنفيذ مخططات دنيئة تهدف إلى عرقلة البناء وإيقاف حركة التقدم والإعمار.

واشارت الوزارة الى انه من أجل الحفاظ على استقرار الأمن ووحدة الصف الوطني "ندعو المواطنين للابتعاد عن كل ما يوفر لهؤلاء الإرهابيين من أزلام النظام الصدامي البعثي المناخ الملائم لقتل الأبرياء ودمار البلد الآمن". وشددت على ان القوات العراقية ستكون بالمرصاد "لكل من يحاول الانخراط في صفوف هذا الحزب الفاشي المهزوم". وينشط حزب العودة في المناطق الغربية التي كان لابنائها نفوذ وامتيازات في عهد النظام السابق وينشطون في العاصمة وحواليها .

تحركات عراقية لمحاصرة البعثيين

وتأتي هذه الاستعدادات لعقد مؤتمر لحزب البعث المحظور في وقت تقوم فيه الحكومة العراقية بتحركات عدة لمحاصرة نشاطه وقيادييه في الخارج والداخل .
وفي تصريح له من دمشق امس قال وزير الداخلية العراقي جواد البولاني الذي يرافق الرئيس العراقي جلال طالباني في زيارته الحالية الى سوريا "إن المباحثات مع الجانب السوري تمخضت عن نتائج أمنية هامة تمثلت في التنسيق والتعاون في ضبط الحدود وتبادل المعلومات الأمنية وتبادل المطلوبين والالتزام التام بمكافحة الإرهاب".وأضاف البولاني "إن عملية تبادل المطلوبين خاضعة لاتفاقيات قانونية" مشيرا إلى إن "السوريين قاموا في الفترات السابقة بتسليم السلطات العراقية بعض المطلوبين العراقيين".

ورفض البولاني الرد على سؤال حول ما إذا كان العراق قد حصل على وعود سورية بتسليم أسماء محددة مثل مدير المخابرات السابق طاهر جليل الحبوش وعضو القيادة القطرية لحزب البعث العراقي المحظور محمد يونس الأحمد وعزة ابراهيم الدوري مسؤول الحزب لكنه أوضح بان "جميع الملفات الأمنية طرحت على طاولة البحث ووعدت دمشق بتسليم من ثبت عليه الاشتراك بجرائم ضد العراقيين أو قاموا بعمليات إرهابية" .

وكانت السلطات العراقية دعت الصيف الماضي دولا بينها سوريا والاردن تسليم مقيمين على اراضيها تقول انهم يمولون الارهاب في العراق ضمن قائمة تضم 41 مطلوبا . وقال مستشار الامن الوطني موفق الربيعي ان هؤلاء المطلوبين وراء اشعال الفتنة الطائفية بين الشيعة والسنة والتفجيرات والقتل العشوائي". وقال "لن يهدأ لنا بال حتى نمسك بهم". واكد "لا عفو ولا مصالحة مطلقا مع من ارتكبوا جرائم ضد العراقيين لان الدم العراقي مقدس".
واشار الى ان "هؤلاء المطلوبين هم من طوائف عرقية متنوعة وهم اهم المطلوبين لدنيا واذا ما تم القبض عليهم فان تسعا من مجمل عشر هجمات سوف يتم القضاء عليها".

وطالب الربيعي الدول المجاورة للعراق بتسليم المطلوبين لديها للحكومة العراقية في اشارة الى افراد عائلة صدام بشكل خاص. وقال "على الدول التي تستضيف هؤلاء تسليمهم الى القضاء العراقي" مضيفا "لدينا ادلة قانونية ضد كل فرد منهم".وعلى الصعيد ذاته قال احمد الجلبي رئيس هيئة اجتثاث البعث ان الهيئة اصدرت قوائم جديدة تتضمن استثناءات جديدة بحق عدد من اعضاء حزب البعث المنحل.

واضاف الجلبي في مؤتمر صحفي في بغداد امس ان" الهيئة اصدرت استثناءات جديدة بحق 90 من اعضاء حزب البعث من محافظة صلاح الدين وانهم اعيدوا الى وظائفهم حسب القرارات الاخيرة خلال الايام الماضية." وتوقع ان يتم خلال الشهر المقبل ستثناء عدد كبير من هؤلاء من اجراءات الاجتثاث وسيعادون الى وظائفهم وبهذا تكون محافظة صلاح الدين (تكريت) قد حصلت على استثناء مالايقل على 1500 عضو فرقة من اعضاء حزب البعث.
ووصف الجلبي هذا الرقم بانه " النسبة الكبيرة من اعضاء الفرق من الذين كانوا يعملون في تلك المحافظة اعيدوا الى وظائفهم." وقال "طلبنا من محافظة صلاح الدين ومدينة سامراء ارسال اشخاص للتفاوض معهم حول اجراءات اعادة هؤلاء الى وظائفهم لغرض استكمال الوثائق التي لم تستكمل بعد." واشار الى ان العمل جار بالنسبة للمحافظات الاخرى كما نقلت عنه وكالة انباء اصوات العراق .

واوضح الجلبي ان" الهيئة ستقوم بمقاضاة عدد من المحافظين ومن اعضاء مجالس المحافظات الذين يقومون بمنع الاشخاص المستثنين من اجراءات البعث من العودة الى اعمالهم." واضاف ان تصرفات هؤلاء المسؤولين"غير مقبولة وأن الهيئة اقامت دعاوى لدى المحاكم العراقية ضد المحافظين واعضاء مجالس المحافظة في بعض المحافظات لكي يكون هناك قرار قانوني لاعادة الذين حصلوا على استثناء من اجراءات اجتثاث البعث الى وظائفهم في الوقت المناسب." واشار الى ان الهيئة اعدت مسودة مشروع قرار يعني بتعديل اجراءات اجتثاث البعث لغرض عرضة على مجلس النواب للمصادقة عليه. واوضح ان هذه التعديلات تمت بالتنسيق مع رئيس الوزراء وان هذا الاجراء ينخرط ضمن مشروع المصالحة الوطنية الذي تبنته الحكومة العراقية. واضاف الجلبي"سنطلب بعقد اجتماع لمجلس الامن السياسي لعرض الموضوع عليه من اجل الحصول على تاييده على الموضوع ."

خلافات وطرد اعضاء ومعارضة مؤتمر

ومن الواضح ان عملية اعدام صدام حسين قد اثرت على مواقف القياديين البعثيين ازاء المرحلة المقبلة من نشاط الحزب .ففي الوقت الذي تجري فيه محاولات لعقد مؤتمر للبعث على الاراضي العراقية فان قيادة الحزب القومية المسؤولة عن تنظيماته في الدول العربية رفضت بشدة في بيان اليوم عقد مؤتمر يعد له قياديون قالت انهم مفصولون من الحزب .

واتهمت هؤلاء القياديين بالتخاذل وقالت " وردتنا معلومات تشير الى ان بعض المفصولين من الحزب او من سجلوا موقفا غير مشرف عند حصول الغزو قد دعوا الى عقد مؤتمر قطري غير شرعي للحزب في دمشق وفي مقدمة هؤلاء المفصول محمد يونس الاحمد والمتخاذل مزهر مطني عواد الذي ترك الحزب بعد الاحتلال نتيجة جبنه ومعهم خائن الامانة غزوان الكبيسي حيث نسقوا مع السلطات السورية التي تعد الحزب عدوا لها لعقد مؤتمر غير شرعي ولا يمثل الحزب باي شكل من الاشكال" .

واضافت " ان مؤتمرا كهذا يجب ان تتم الدعوة اليه بالطرق الاصولية وليس بتمرد فردي على المؤسسة الحزبية ولا تحت رعاية نظام معاد للحزب كما يعرف الجميع. ان مجرد احتضان النظام السوري لهذه الدعوة يؤكد انها جزء من مؤامرة الاحتلال لتصفية رمز نضال العراق ضد الاحتلال وهو الحزب ودمجه بالنظام السوري الحليف الطبيعي للنظام الصفوي في طهران". وقالت "لذلك فان القيادة القومية للحزب تعلن فصل الخائن غزوان الكبيسي من الحزب لتمرده عليه وتامره مع الخونة الذين لم يحترموا دم الشهيد القائد صدام حسين الذي لم يجف بعد، ولا منعتهم مصلحة العراق الوطنية من التعاون مع مخابرات النظام السوري وهذه الخيانة للوطن والحزب تعود اساسا لاصرارهم على عقد مؤتمر غير شرعي مع انه مؤامرة مفضوحة دبرها الاحتلال الاميركي لشق الحزب تاتي بعد اغتيال الامين العام للحزب الشهيد صدام حسين".

ودعت القيادة اعضاء الحزب خارج العراق - لان التامر هذا يجري في خارجه فقط والداخل متماسك - كما قالت .. للتصدي "لهؤلاء المتامرين مع الاحتلال والمخابرات السورية وعزلهم والتمسك بالشرعية الحزبية لانها هي صمام الامان لحماية الحزب من الاختراق الاستخباري".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف