الكونغرس لمساءلة بوش عن الحرب في العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: تعهدت القيادة الديمقراطية الجديدة للكونغرس اليوم بمساءلة الرئيس جورج بوش على سياساته في العراق مشددة على أن الرئيس بوش لا يمتلك سلطة شن عمل عسكري ضد ايران دون الحصول على تفويض بذلك من الكونغرس . وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي في مؤتمر صحافي مشترك مع زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ السيناتور هاري ريد ان "الشعب الأميركي أظهر بشكل واضح رغبته في تبني اتجاه جديد في العراق" وذلك خلال عبر الانتخابات الاخيرة للكونغرس التي جرت في شهر نوفمبر الماضي واسفرت عن فوز الحزب الديمقراطي بالغالبية في الكونغرس بمجلسيه.
واعتبرت بيلوسي أن الحرب في العراق تسببت بمقتل عشرات الألاف من الضحايا وكلفت مئات الملايين من الدولارات واضرت بموقع الولايات المتحدة في المجتمع الدولي كما تسبب ضغطا على الجيش الاميركي على نحو قلص من قدرته على الاستجابة لأي تحديات أخرى ما يشكل تهديدا للامن الأميركي.
ورأت أن تعزيز القوات الاميركية في العراق عبر ارسال 500ر21 الف جندي اضافي لن يغير من الاثار السلبية للحرب في العراق بل سيفاقمها مؤكدة ان الحلول التي تتطلبها مشكلات العراق هي حلول سياسية ودبلوماسية وليست عسكرية معتبرة ان دول الجوار العراقي تتحمل المسؤولية الأكبر في مناخ انعدام الامن والاستقرار في العراق. واضافت رئيسة مجلس النواب الامريكي ان اسراع العراقيين بتحمل مسؤولياتهم سيسرع من عملية انسحاب القوات الامريكية متحدثة عن تاييد بعض اعضاء الحزب الجمهوري لمشروع قرار في مجلس الشيوخ يعتبر زيادة التدخل العسكري في العراق امرا ليس في صالح الولايات المتحدة.
من ناحيته قال زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ السيناتور هاري ريد أنه "على الرغم من التكلفة الباهظة والتضحيات الكبيرة للولايات المتحدة في العراق الا ان هذه الحرب جعلت أمريكا أقل امنا". واعتبر ريد ان القوات الأميركية انجزت كل المهام التي اوكلت اليها محملا ادارة الرئيس بوش مسؤولية الفشل في العراق على نحو يتطلب ضرورة تغيير الاستراتيجة المتبعة هناك.
ورأى ريد أن الاستراتيجية الجديدة للرئيس بوش تعد استمرارا للسياسة المتبعة في العراق لافتا الى ان القادة العسكريين والشعب الامريكي وعددا متزايدا من اعضاء الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي يعتبرون زيادة اعداد القوات خطأ كبيرا. واشار الى انه ووفقا لشهادات كبار قادة الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط فان العراق يشهد حربا اهلية عنيفة والعمل على ارسال المزيد من القوات لن ينهي مثل هذه الحرب التي بالامكان انهائها فقط من خلال تسوية سياسية شاملة من جانب الحكومة العراقية.
وشدد ريد على اهمية البدء بسحب القوات الأمريكية من العراق في فترة اقصاها ستة اشهر "لجعل العراقيين يدركون انه ينبغي عليهم تولي المبادرة في تحمل مسؤوليات الامن ورسم مستقبلهم". واعتبر ان انسحاب القوات الاميركية على مراحل من العراق سوف يسمح للولايات المتحدة باعادة بناء الجيش الامريكي وزيادة عدد القوات اللازمة لتعقب زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن وتحقيق الاستقرار في افغانستان.
وشدد ريد على ضرورة اشراك دول الجوار العراقي في جهود تحقيق الاستقرار هناك مشيرا الى ان مثل هذه الخطوة لن تكون سهلة "لحكومة فشلت في العمل الدبلوماسي الذي تحتاجه الولايات المتحدة فعليا". واقر بأن "ايران وسوريا تلعبان دورا في زعزعة الاستقرار في العراق الا انه اعتبر أن ذلك الدور لا يحول دون الاتصال بالدولتين ضمن اطار عمل اقليمي شامل.
وكشف ريد عن وجود خطة للحزب الديمقراطي للتعامل مع الحرب في العراق لافتا الى ان تلك الخطة "سوف تقوم بما لم يستطع الرئيس بوش تحقيقه حيث ستجعل العراق للعراقيين وتقوم بسحب القوات الامريكية". ولم يفصح ريد عن تفاصيل تلك الخطة او ما اذا كان سيتم طرحها بشكل رسمي الا انه اكد ان الكونغرس سوف يعمل على تحقيق تلك الاهداف التي صوتت من اجلها غالبية الأمريكيين في انتخابات نوفمبر الماضي.
وقال زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ ان الكونغرس بمجلسيه سيشهد عمليات تصويت على الخطة الجديدة للرئيس بوش في العراق مؤكدا في الوقت ذاته انه لن يتم تقليص الميزانية المخصصة لتوفير احتياجات الجنود في العراق. واشار ريد الى ان "المتطرفين في افغانستان يعودون الى الظهور مرة اخرى بعد خمس سنوات من هزيمة حركة طالبان" متحدثا عن زيادة انتاج المخدرات وتصاعد الهجمات على القوات الامريكية وحلف شمال الاطلسي (ناتو) ما يدل على احتمال فقدان السيطرة على الاوضاع في افغانستان.
ودعا الرئيس بوش الى اتخاذ اجراء فوري للحؤول من دون عودة افغانستان الى ما كانت عليه قبل سقوط نظام طالبان ملاذا للارهاب الدولي.
وحول تعامل الادارة الامريكية مع الملف النووي الايراني شدد ريد على ان "الرئيس بوش لا يمتلك سلطة شن عمل عسكري ضد ايران من دون الحصول على تفويض الكونغرس اولا" مؤكدا ان التفويض الذي حصل عليه بشن الحرب في العراق لا يتضمن سلطة محاربة ايران ايضا.
وقال ريد ان "النظام الايراني يشكل واحدا من اكبر التهديدات في القرن الجديد" معربا عن اسفه لعدم وجود استراتيجية لدى ادارة الرئيس بوش للاتصال بالاجيال الشابة من الاصلاحيين في ايران. واضاف ان ايران تحصل على مليارات الدولارات من الغرب ثمنا لصادراتها النفطية وهو ما "يمنح الولايات المتحدة فرصة لقلب المائدة على ايران من خلال تقليص الاعتماد على النفط".
واعتبر انه في حال قيام الولايات المتحدة بقيادة العالم نحو تطوير بدائل جديدة لتكنولوجيات الطاقة فان ذلك سيؤدي الى ايجاد وظائف جديدة وتصدير منتجات مستحدثة وتقليص ارتفاع درجة حرارة الارض وخفض النفوذ الايراني على الساحة الدولية.
بوش عازم على تحقيق النصر في العراق
فيغضون ذلك، اعلن البيت الأبيض ان الرئيس جورج بوش سيؤكد في خطابه عن حال الاتحاد ضرورة هزيمة الارهابيين في العراق وتحقيق النصر هناك.
ومن المقرر ان يلقي الرئيس بوش خطاب "حال الاتحاد" امام الكونغرس الثلاثاء المقبل في اول خطاب له في المجلس عقب سيطرة الديمقراطيين عليه وفي ظل استمرار الجدل حول خطته الجديدة في العراق.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو في لقاء مع الصحافيين ان "الرئيس بوش سوف يتناول عزمه على هزيمة الارهابيين الذين يعدون جزءا من حركة متطرفة اكثر اتساعا تفعل كل ما تستطيع لهزيمة الولايات المتحدة في العراق". واضافت انه "وفي حال فوز المتطرفين في العراق فان الشعب الأميركي سوف يكون اقل امنا كما ان اعداء الولايات المتحدة سوف يصبحون اكثر جرأة وفتكا".
واوضحت ان الرئيس بوش سوف يتطرق كذلك الى قضايا اخرى بجانب الحرب على الارهاب منها الطاقة والهجرة والتعليم والرعاية الصحية ومناقشة وسائل العمل مع الكونغرس بتشكيلته الجديدة على نحو غير حزبي خلال العامين المتبقيين من فترة رئاسته.
وانتقدت بيرينو تصريحات رئيس مجلس النواب نانسي بيلوسي والتي قالت فيها ان الرئيس بوش يقوم بارسال المزيد من القوات الاميركية الى "طريق الأذى" في العراق لعلمه بأن الكونغرس لن يقلص من الموارد المخصصة للجنود الأمريكيين هناك. ووصفت تصريحات بيلوسي بأنها "مسممة" كونها تفترض ان الرئيس بوش يعرض الجنود الامريكيين للخطر لاهداف سياسية تكتيكية موضحة ان قرار الرئيس بوش بنشر المزيد من القوات الامريكية في العراق نابع من قناعته بان ذلك هو القرار الصائب.
واعتبرت الخطط المعلنة في الكونغرس بشأن انسحاب القوات الامريكية في العراق "لا تضع في اعتبارها العواقب الناجمة عن انهيار بغداد" واكدت ان تأمين العاصمة العراقية هو الطريق نحو تحقيق اصلاحات سياسية واقتصادية مثلى في العراق.
كما اكدت ان انهيار العاصمة العراقية سوف يؤدي الى تدخل ايران بصورة اكبر وتقوية الميليشيات المسلحة على نحو قد يؤدي الى سقوط الحكومة العراقية وتفكك الجيش وحدوث المزيد من العنف وزيادة وتيرة التطرف وعمليات التجنيد التي تتم لصالح تنظيم القاعدة.