أخبار

اختطاف واغتصاب فتية في أميركا:اختلاط الواقع بمقاربات هوليودية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

اختطاف واغتصاب فتية تشغل الرأي العام الأميركي
بين التعاطف والتشكيك: حين يختلط الواقع بمقاربات"هوليودية"

الشرطة الاميركية تعيد مراهقا بعد 4 سنوات من اختطافه ..طوعا إيلاف من واشنطن: قد لا يعلم ذوو الشاب شون هومبك قصة اختطاف ابنهما كاملة ،فلا تزال "النقطة العالقة" تؤرق مضجع الوالدين السعيدين باسترجاع طفلهما بعد اختطاف دام لاربع سنوات ."والنقطة العالقة" التي طغت على الخبر نفسه واستحوذت على قسم كبير من اهتمام الرأي العام الأميركي هي الأسباب التي دفعت بهذا الصبي الى عدم الاتصال بعائلته او محاولة الهروب خلال تلك السنوات الاربع على الرغم من الحرية الكاملة التي كان يتمتع بها حينها حيث أكد جيران شون في مرحلة اختطافه أنه كان يلعب مع اصدقائه يوميًا امام الشقة التي تبعد ساعة فقط من منزل اهله الحقيقيين.

شون وعائلته بعد لقائهم مع اوبرا وينفري وكانت الشرطة قد عثرت على شون ، بعد اربع سنوات من البحث و التحري ، صدفة يوم الجمعة الماضي في شقة في مدينة سان لويس الاميركية خلال عملية بحثهم عن بن اونبي (13 سنة) الذي كان قد تم اختطافه هو ايضا قبل اسبوع لدى عودته من المدرسة الى منزله. جيران الخاطف مايكل دفلن (41 سنة) اعتبروا القصة بكاملها مفاجأة كبيرة كونهم لم يشكوا يوما بموظف مطعم البيتزا .فمايكل بالنسبة إليهم كان والد شون دفلن كما كان يعرف عن نفسه وليس هومبك.

وعلى الرغم من اقتناع والدة شون وزوجها بأهمية البحث بمسألة عدم محاولته الاتصال بهما، الا أنهما لم يخفيا انزعاجهما من التعليقات التلفزيونية التي فسرت الامر"بسذاجة" على حد قولهما وتوصيف الحالة بأن شون المختطف كان يفضل العيش عند دفلن على ان يعود الى والديه لانه كان يشعر بسعادة اكبر مع خاطفه.

ويعلق زوج والدة شون على تحليلات فوكس نيوز معتبرا أنها استفزازية ومهينة وغير مراعية لشعورهم او شعور شون نفسه الذي استاء من التلميحات المتكررة عن تلكؤه بالهرب خلال سنوات اختطافه ويضيف" لقد اختطف حين كان في الحادية عشرة من عمره وفي هذه السن يمكن التلاعب بعقل الطفل بسهولة. شون اخبرنا أنه كان خائفا جدا طوال تلك السنوات".

يافطة ترحيب بشون لكنه لم يفسر الى الان سبب هذا الخوف الكبير الذي منعه من الهرب وان كان والداه يشكان في تعرضه الى الاغتصاب او التحرش الجنسي ،هذا الاستنتاج لم يبن كما يقول كريغ اكيرز زوج الوالدة على تصرفات محددة قام بها شون او اشارات او دلالات وانما قام على الاحصاءات المتعلقة بهكذا قضايا" منذ اختطاف شون شاركنا في اكثر من40 قضية اختطاف وكانت معظمها تتضمن اغتصابًا".

ويضيف " ان حقيقة ان شون لم يتصل بنا على الرغم من حريته في استعمال الهاتف والتنزه على دراجته دليل على ان امرا ما مهولا وبشعا قد حدث له ..ما برأيكم السبب الذي قد يدفع رجلا ما الى اختطاف طفل .الا يعود ذلك الى هوس ما بالاطفال".

وان كان "الشك" حول احتمال تعرض ابنهما للاعتداء الجنسي يمكن حسمه بسهولة من خلال سؤاله ببساطة عن الامر او إخضاعه لفحص طبي او عرضه على طبيب نفسي مختص وما الى ذلك من حلول ، الا ان ذوي شون ما زالا "يتكهنان" ما حدث معتبرين انه اليقين "المنطقي" لنهاية القصة المأسوية في حين يتفادى الصبي "المحرر" التطرق الى تفاصيل سنواته الاربع.

بات شون اليوم بطلا للبعض وشخصا مشكوكا بروايته للبعض الاخر وضحية لفئة اخرى اما عائلته فتراه " محاربا تمكن من الخروج من عملية اختطاف مأسوية ومخيفة قويا متماسكا".

شون وبن محامي مايكل دفلن خاطف الطفلين رفض الرد على احتمال قيام موكله بعملية اغتصاب او إرغام شون على الممارسات الشاذة معه مكتفيا بالقول انه لا دليل يثبت ذلك وما سمعه الى الان لا يتعدى كونه اتهامات لا اكثر.يذكر ان في التقارير الأولية للشرطة لا دلالات على تعرض الولدين لتحرش جنسي او لمعاملة سيئة.

تسترجع العائلة السنوات التي مرت بمرارة ،شون من جهته يتفادى الخوض في تفاصيل تلك الحياة وان كان قد ابدى استعداده للمساعدة في قضايا اطفال مختطفين ويروي القليل عن حياته السابقة فهو امضى وقتا طويلا نائما _ في كل مرة يشعر بالخوف او اليأس _ اما والدته فتحكي قصة تواصل "عرضي" تم بينهما خلال السنوات الماضية حين دخل ابنها للموقع الذي قامت بإنشائه للبحث عنه وترك رسالة "الى متى ستبحثون عنه".

لا يخفي شعوره بالامتنان الى اونبي (الطفل الذي كانت الشرطة تبحث عنه حين تم العثور على شون) ويعتبر ان وجوده هناك كان نعمة له وان كان لا يتمنى لاي طفل ان يعاني ما عاناه مع دفلن.

تحاولوالدته حاليا التعويض عن السنوات الفائتة ،فشون وان كان قد تم العثور عليه باقراط موزعة في أنحاء وجهه، إلا أنه لم يرتاد المدرسة طوال فترة اختطافه.وتخطط العائلة للتعويض عن سنوات تخلفه الدراسي كما تخطط لحياة افضل لهم جميعا. فهي تحاول قدر المستطاع اخضاعه لعدد من القواعد والقوانين التي لم يكن خاضعا لها باي شكل من الاشكال."لقد استعاد علاقته مع فتاة كانت صديقته قبل اختطافه ..علاقتهما حاليا رسمية لكن تم وضعه في اجواء ضرورة مراعاة بعض الاعتبارات عند زيارتها او حين تزوره اذ يمنع اغلاق باب الغرفة او لقاؤهما وحدهما في المنزل. هناك بعض القواعد التي عليه ان يعتاد عليها والتي لم يكن دفلن يخضعه لها".

الحياة العادية قد تشق طريقها لهؤلاء الاشخاص الذين عايشوا أربع سنوات من القلق والخوف والحزن. شون سيبدأ بممارسة الامور الطبيعية في الحياة قريبا من خلال ارتياده المدرسة والخروج مع اصدقائه او الذهاب الى السينما .يضحك زوج والدته قائلا" وسنكون معه دائما..وعلينا ان نعتاد على المواعيد الغرامية المزدوجة هذه الفترة"..ثم يستدرك قائلا"حتى نعتاد على فكرة أننا لن نفقده مجددا"

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف