أخبار

حرب النجوم بدأت مع تجربة الصين الفضائية الجديدة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بروكسل: يرى الخبراء ان قيام الصين بتدمير قمر صناعي صيني بصاروخ كما كشفت واشنطن الجمعة لا يقوض التوازن الاستراتيجي بل قد يعيد اطلاق "حرب النجوم".واعتبر سايمون ويزمان الخبير الهولندي في شؤون التسلح في معهد ستوكهولم الدولي للابحاث حول السلام ان التجربة الصينية التي جرت في 11 كانون الثاني/يناير بحسب اجهزة الاستخبارات الاميركية، اتت نتيجة متوقعة الى حد ما لنشاطات الولايات المتحدة في الفضاء" منذ عشرين عاما.

وترى الصين منذ فترة طويلة ان الاقمار الصناعية الاميركية العديدة للتجسس الالكتروني والمراقبة بواسطة الرادار او بواسطة الاجهزة ما دون الحمراء او مجرد التنصت التي تحلق بصورة دائمة، تشكل تهديدا مباشرا.في المقابل تعتبر واشنطن ان هذه المراقبة التي لا تستهدف الصين ليست سوى تدبيرا وقائيا لمواجهة اي خصم محتمل في خضم الازدهار الاقتصادي والعسكري.ويبدو ان واشنطن، المتفوقة حاليا في الفضاء خصوصا وان روسيا فقدت معظم وسائلها، قلقة في الواقع من طموحات بكين العسكرية في الفضاء الذي تريد ان تحظره على اي دولة مناهضة للمصالح الاميركية.ويملك الجيش والاستخبارات الاميركية سلسلة كبيرة من الاقمار الصناعية للتجسس والاستطلاع تستخدمها في عمليات قتالية وتسمح لها بمراقبة تحركات القوات ورصد تجارب نووية وغيرها.

وفي هذا السياق قالت تيريزا هيتشنز مديرة مركز الاعلام حول الدفاع ان الصينيين يأتون "وراء الولايات المتحدة وروسيا لجهة قدرتهم على استخدام الفضاء لغايات عسكرية" لكنهم "يملكون برنامجا جديا يرمي لتطوير قدراتهم. وبعد عشرين عاما سيصبحون على الارجح قوة فضائية عظمى".وتكثر تكهنات الخبراء في الولايات المتحدة بشأن النوايا الصينية في هذا المجال.وبرأي هيتشنز فقد تكون الصين "ردت على الارجح على السياسة الاميركية التي تهدد ايضا الاقمار الصناعية" التي تعود لدول اخرى وترفض النقاش في تجريد الفضاء من السلاح.

وقد اعتمد الرئيس الاميركي جورج بوش العام الماضي استراتيجية جديدة فضائية تدعو الى "حرية تحرك" الولايات المتحدة وحقها في حظر الفضاء اذا لزم الامر على اي دولة "مناهضة للمصالح الاميركية" وترفض اي معاهدة تمنع الاسلحة في الفضاء. وفي كانون الاول/ديسمبر الماضي برر مساعد وزيرة الخارجية المكلف مراقبة التسلح روبرت جوزف رفض تجريد الفضاء من السلاح بالتهديد الذي تمثله دول قد تسعى لمهاجمة الاقمار الصناعية الاميركية.

ويعتبر مايكل كريبون الخبير في مركز هنري ال. ستيمسون المتخصص بالمسائل الدفاعية ان التجربة الصينية قد تسبق هجوما دبلوماسيا لبكين من اجل التفاوض بشأن حظر الاسلحة في الفضاء.وتشاطره الرأي هيتشنز التي قالت "من الممكن ان تكون الصين اعتبرت من الضروري توجيه رسالة وعرض قدراتها لحمل الولايات المتحدة الى طاولة المفاوضات".لكن ثمة فرضية اخرى اخطر بالنسبة للولايات المتحدة. وفي هذا الخصوص قالت هيتشنز "ان هذه التجربة قد تدل على ان الصين مصممة على تهديد الاقمار الصناعية الاميركية" وذلك "قد يكون بداية سباق جديد للتسلح في الفضاء. وسيتعلق الامر كثيرا بما سيكون عليه رد الفعل الاميركي" على حد قولها.

لكن حتى وان قالت بكين ان برنامجها للابحاث المضادة للاقمار الصناعية هو محض دفاعي، فان دولا اخرى تعتبره عاملا مزعزعا لاستقرارها وحتى هجوميا كما يتبين من ردود الفعل الدبلوماسية المستنكرة للتجربة الصينية.ولفت ويزمان الى ان اطلاق صاروخ صيني على قمر صناعي قديم "لا يثبت بحد ذاته تقدما تكنولوجيا مميزا للصين".ويجمع الخبراء على الاقرار بان التجربة الصينية لا تنتهك اي معاهدة قائمة حتى ان بريطانيا نفسها اعترفت بذلك عند انتقادها مبادرة بكين.

فمعاهدة الفضاء المبرمة في 1967 تحظر عسكرته ووضع اسلحة نووية او اي شكل اخر لاسلحة الدمار الشامل في مدار الارض ونصبها على القمر او تخزينها في الفضاء. لكنها "لا تحظر اسقاط قمر صناعي" على ما اكد ويزمان.وتملك الولايات المتحدة نفسها برنامجا واسعا لمنظومات الاقمار الصناعية بدءا من مدافع الليزر وصولا الى الاقمار الصناعية المدمرة للاقمار الصناعية.ويخشى هذا الخبير من ان "تعتمد الالة العسكرية الاميركية كثيرا على الاقمار الصناعية. فبدونها يشعر الاميركيون انهم محرومون من البصر. والمبادرة الصينية قد تدفعهم لتفسير المعاهدة التي تحظر عسكرة الفضاء على طريقتهم".واوضح "ان الولايات المتحدة التي تعتبر ان المعاهدة لا تحظر سوى الاسلحة +الهجومية+ قد تسعى الى تجهيز اقمارها الصناعية بقدرة +دفاعية ذاتية+ ما من شأنه ان يطلق سباقا في التدابير والتدابير المضادة".

خلافا لذلك، يرى جان بيار مولني مساعد مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس انه بما ان الدفاع عن الاقمار الصناعية غير المحصنة تحديدا، يكلف كثيرا، فان "هذه التجربة قد تؤدي الى تفكير متعقل حول طريقة تجنب عسكرة غير مباشرة للفضاء بدلا من سباق التسلح".وقال "ان الصينيين سيعلمون الاميركيين انهم يملكون القدرة على تدمير اقمار صناعية والتعويض بذلك عن تأخرهم في هذا المجال بينما سيؤكد الاميركيون بشكل علني علمهم بان الرسالة تم تلقيها في الجانبين".

وفي حلف شمال الاطلسي اكد خبير عسكري غربي ان التجربة الصينية "مثيرة للقلق بالنسبة للاميركيين على الاقل لجهة ما تعطيه من افكار لاخرين، لانهم يعتمدون كثيرا على اقمارهم الصناعية المخصصة للمراقبة والاتصال لقيادتهم وقيادة عملياتهم".وتقدر الميزانية العسكرية الصينية بحوالى 80 مليار دولار بحسب التقديرات الاكثر ارتفاعا، مقابل حوالى 30 مليارا بحسب الارقام الرسمية التي تعلنها بكين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف