مؤتمر الدوحة يتحول لسجال بين السنة والشيعة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الدوحة: افتتحت في الدوحة اليوم السبت اعمال مؤتمر حول المذاهب الاسلامية انتقد خلاله الداعية الاسلامي السني الشهير الشيخ يوسف القرضاوي بشدة ايران التي اتهمها بمحاولة نشر المذهب الشيعي في بلدان سنية في حين اتهم رجل الدين الايراني اية الله على تسخيري اسرائيل بالوقوف وراء الفتن المذهبية في لبنان والعراق.وقال الشيخ القرضاوي الذي يتسلم رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في كلمة امام "مؤتمر الدوحة لحوار المذاهب الاسلامية" "لا يجوز ان يحاول مذهب نشر مذهبه في بلاد خالصة للمذهب الاخر" في اشارة لايران. وتساءل "ماذا ينفعكم ان تدخلوا بلدا سنيا مثل مصر او السودان او المغرب او الجزائر وغيرها من بلاد خالصة للشافعية والمالكية وان تحاولوا ان تكسبوا افرادا للمذهب الشيعي؟".
واضاف "هل ستكسبون 10 او 20 او 100 او 200 ولكن بعد ذلك تنجزون فتنة في البلد، وسيكرهكم الناس ويلعنونكم بعد ذلك". وحول الوضع في العراق قال الشيخ القرضاوي "اهل السنة يهجرون من مناطقهم والان يحاولون ان يفرغوا بغداد من اهل السنة، لذلك لا ينبغي ان نسكت" مضيفا "ان فرق الموت والميليشيات تدخل على الناس وتقتلهم في بيوتهم وهذا يدل على ان هناك حقدا اسود" مستطردا "هؤلاء يجب ان يتبرأ منهم الشيعة".
واكد القرضاوي ان "ايران لها نفوذها في العراق وتستطيع ان توقف هذه الفتنة وتطفئ هذه النار التي ستاكل الاخضر واليابس". كما دعا القرضاوي الى ترك "المستفزات" بين الشيعة والسنة وقال "هناك اشياء تستفز كل مسلم ومنها سب الصحابة" مضيفا "لا يمكن ان نلتقي بوضع يدي في يدك وانا اقول عمر وعائشة رضي الله عنهما وانت تقول لعنهما الله".
في المقابل اتهم آية الله محمد علي تسخيري الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب في ايران اسرائيل بالوقوف وراء الفتن المذهبية في لبنان والعراق مشيرا الى "استغلال العدو للخلافات الطبيعية الاجتهادية بين الشيعة والسنة وتحديدا العناصر التكفيرية وكذلك المتطرفة من الجانبين". وقال تسخيري "ينسى المسلمون اسرائيل ومخاطر الاستعمار، ليعود السني ينظر الى الشيعي -وبالعكس- باعتباره اكبر تحد له، ولتعود حالات التكفير والتبديع تمزق جسد الامة ووحدتها".
وحذر من "الخطة الماكرة التي تحول مؤشر البوصلة الاسلامية من عدوه الحقيقي الى عدو وهمي الجمهورية الاسلامية الايرانية التي سعت لتطبيق الاسلام على كل حياتها وحمت القضية الاسلامية كلها مدافعة عنها دونما نفس طائفي او قومي او استعلائي". واضاف تسخيري ان "عقد الاجتماعات الطائفية واطلاق التهم القديمة التي اكل عليها الدهر وشرب والتنابذ بالالقاب واستغلال النزاعات السياسية في لبنان والعراق والباسها لبوسا طائفيا ودس عملاء لتفجير اماكن عبادة الطرفين وقتل شخصياتهما يمثل ردا تفجيريا اخطبوطيا متدرجا على التفجير الاهوج الذي وقع في الحادي عشر من ايلول/سبتمبر" في اشارة الى الاعتداءات التي استهدفت الولايات المتحدة عام 2001 ونسبت الى تنظيم القاعدة.
من جهته شدد النائب الثاني لرئيس الوزراء القطري عبد الله بن حمد العطية في كلمته الافتتاحية على ضرورة "تجاوز الخلافات المذهبية ذات الجوهر السياسي التي توظف الدين للاغراض السياسية". وقال العطية ايضا ان الحقائق "تدلل على ان الدعوة للتفرقة سببها سياسي لا علاقة لها بالدين والفقه" معتبرا ان "التخلف المتمثل في النزاع العرقي والطائفي والمذهبي بين ابناء الامة يعتبر اخطر التحديات المعاصرة".
كما اعتبر احسان الدين اوغلو امين عام منظمة المؤتمر الاسلامي ان "الصراع بين المذاهب الاسلامية اضحى حقيقة دامغة في عقر دارنا" ودعا الى "تحريم تكفير المسلمين ومناهضة التجرؤ على الفتوى دون التقيد بالمذاهب". وتنظم هذا المؤتمر جامعة قطر بالتعاون مع وزارة الخارجية القطرية وجامعة الازهر بمصر والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية. ويشارك فيه اكثر من 216 عالما ومفكرا من مختلف المذاهب الاسلامية ينتمون الى 44 دولة.
وينعقد المؤتمر لثلاثة ايام تحت شعار "دور التقريب في الوحدة العملية للامة" بهدف "تفعيل الحوار والنقاش بين المفكرين من مختلف المذاهب والتوصل الى آليات واجراءات عملية لترجمة فكرة التقارب ومحاربة كل اشكال العنف والاقصاء والتكفير" بحسب المنظمين.