غيتس يعود الى واشنطن بعد اختبار استراتيجية بوش

واشنطن: عاد وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الى بلاده اليوم السبت وهو يحمل تطمينات بان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يفي حتى الان بوعوده ازاء دعم الحملة الجديدة لوقف العنف الطائفي.وتستعد ثلاث فرق من الجيش العراقي للتوجه الى العاصمة بغداد بموجب الوعد الذي قطعته الحكومة العراقية للولايات المتحدة، كما شنت القوات الاميركية في اربيل عملية اعتقلت خلالها خمسة ايرانيين للاشتباه في انهم "ضالعون في نشاطات تستهدف العراق وقوات التحالف".واضافة الى ذلك اعتقلت القوات العراقية بدعم اميركي عددا من زعماء فرق الموت بمن فيها احد المسؤولين في جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.

وصرح الجنرال جورج كايسي القائد الاعلى للقوات الاميركية في العراق للصحافيين امس الجمعة في قاعدة التليل الجوية في جنوب العراق بعد جولة سريعة على المرافق العسكرية في البصرة والتليل "حتى الان الامور تسير على ما يرام".وقال كايسي في ختام لقائه غيتس في القاعدة ان "الاعتقالات الاخيرة التي طالت قادة فرق الموت تؤكد ان رئيس الوزراء نوري المالكي بدأ فعلا في اتخاذ خطوات وعد بها لحل الميليشيات الشيعية".

وقام غيتس خلال جولته المكثفة التي استمرت اسبوعا، بجس النبض لامكانية تطبيق افكاره المتعلقة بتعزيز مكانة الولايات المتحدة الضعيفة في العراق والمنطقة والتي تركز بشكل واضح على استعراض القوة العسكرية والدبلوماسية الاميركية رغم الضغوط التي تتسبب بها الحرب الطويلة في العراق.

والتقى غيتس حلفاء بلاده في حلف شمال الاطلسي في اوروبا وصادق على طلبات قادته بارسال مزيد من القوات الى افغانستان واجتمع مع قادة السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي وناقش معهم مخاوفه المتعلقة باستغلال ايران للصعوبات التي تواجهها الولايات المتحدة في العراق.

وقال غيتس في ختام جولته "مهما كانت الاراء حول كيف وصلنا الى هذه المرحلة في العراق، ففي هذه اللحظة الحاسمة، هناك اتفاق واسع بان الفشل سيكون وبالاعلى المصالح القومية الاميركية ومصالح العديد من الدول الاخرى".

وفي اختلاف واضح عن سلفه دونالد رامسفلد الذي كان يعمل بوتيرة قاسية بالنسبة لهم وللمرافقين له، قال غيتس، مدير وكالة الاستخبارات الاميركية المركزية (سي آي ايه) السابق، انه تعلم على الاقل حقيقة واحدة وهي "ان تقدمي في العمر لا يسمح لي بزيارة سبع دول خلال خمسة ايام ونصف اليوم".وبعد شهر واحد فقط على تسلمه منصبه، قال غيتس انه يبحث عن "الحقيقة على الارض" بالنسبة للوضع في العراق وافغانستان ومنطقة الخليج.

وهيمن التشكيك الملطف على ردود فعل حلفاء الولايات المتحدة واصدقائها خلال الجولة حيث تمنى له زعماء تلك الدول النجاح، الا انهم لم يقدموا له اي التزامات ملموسة لسياسته الجديدة.اما البريطانيون، اقرب الحلفاء الى الولايات المتحدة في الحرب في العراق، فقد ابلغوا غيتس انهم ينوون المضي في سحب عدة الاف من قواتهم من العراق خلال الاشهر المقبلة.وسترسل الولايات المتحدة نحو 20 الف جندي اضافي الى العراق في محاولة لخفض العنف الطائفي في بغداد، الا ان البريطانيين قالوا ان الوضع في جنوب العراق الذي تهيمن عليه غالبية من الشيعة هو اكثر هدوءا وبالتالي فان وضع القوات البريطانية المتمركزة هناك مختلف.

وفي الرياض، استمع العاهل السعودي الملك عبد الله الى دعوات غيتس للحصول على المزيد من مساعدات اعادة الاعمار والتنمية في العراق، الا انه لم يقطع اية التزامات واعرب عن قلقه من حكومة المالكي، حسب مسوؤلين اميركيين.

وخلال زيارة غيتس الى قطر، مقر القيادة الاميركية الوسطى في المنطقة والبلد الذي يستضيف قاعدة جوية كبيرة تستخدمها القوات الجوية الاميركية، بقي الصحافيون في قاعدة جوية "في منطقة ما في جنوب غرب اسيا" اثناء اجتماع غيتس مع امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.وركز غيتس خلال جولته على القلق الاميركي المتزايد من التوسع الايراني.

وقال انه قبل عامين كانت ايران تلعب دورا بناء اكثر في العراق وافغانستان. وبوجود القوات الاميركية على حدودهم الشرقية والجنوبية، لم يعد الايرانيون متاكدين مما سيحدث تاليا.واضاف ان الايرانيين الان يعتبرون ان "الولايات المتحدة في موقف ضعيف بسبب الوضع في العراق"، لافتا الى ان الصعوبات التي يواجهها الاميركيون في هذا البلد اتاحت "للايرانيين فرصة تكتيكية، لكن الولايات المتحدة قوية جدا".

واوضح غيتس ان قرار ارسال حاملة طائرات ثانية هي "يو اس اس جون ستينيس" لتنضم الى حاملة الطائرات "دوايت ايزنهاور" في مياه الخليج يندرج في هذا الاطار، وتابع "نحن هنا (في الخليج) لوقت غير قصير"، مشددا رغم ذلك على ان واشنطن لا تتمنى خوض نزاع مع ايران و"لا تحتاج اليه".وامر الرئيس الاميركي جورج بوش بنشر بطاريات صواريخ مضادة للصواريخ في منطقة الخليج لحماية حلفاء الولايات المتحدة العرب.