هيلاري كلينتون تدخل سباق الرئاسة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نيويورك: اعلنت السناتور الديموقراطية هيلاري كلينتون، سيدة البيت الابيض السابقة، اليوم السبت عزمها على دخول سباق الرئاسة، لتصبح، في حال فوزها، اول امرأة تتولى رئاسة اقوى دولة في العالم. فقد اعلنت هيلاري، التي عرفت بمواجهتها للتحديات الصعبة، في فيديو بثه موقعها على الانترنت نيتها العودة الى البيت الابيض ولكن هذه المرة بصفتها رئيسته وليس بصفتها زوجة الرئيس السابق بيل كلينتون الذي غادر البيت الابيض عام 2001.وقالت هيلاري كلينتون في فيديو بثه الموقع "لقد دخلت السباق. ودخلته لكي افوز".
وبهذا الاعلان توجت هيلاري مشوارا امتد ست سنوات تمكنت من خلاله بمهارة من الفوز بمقعد مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك والفوز باعجاب انصارها لتصبح من افضل مرشحي الحزب الديموقراطي للرئاسة الاميركية. وبهذا الاعلان تكون هيلاري (59 عاما) قد دخلت منافسة مع سناتور ايلينوي باراك اوباما الذي يسعى كذلك الى الحصول على ترشيح حزبه الديموقراطي ليصبح اول رئيس اميركي اسود.
وكانت هيلاري، المحامية البارعة الحاصلة على شهادة الحقوق من جامعة ييل المرموقة، نبهت الاميركيين في مستهل الحملة الرئاسية لزوجها بيل كلينتون عام 1992 الى انها "ليس من ذلك النوع من النساء اللواتي يمكثن في المنزل للطهو وصنع الحلويات". الا ان الجمهوريين ازعجتهم فكرة ان الاميركيين سيحصلون من خلال انتخابهم بيل كلينتون كذلك على هيلاري المعروفة بذكائها مما يعد صفقة رابحة للناخبين. وتعد هيلاري من بين الشخصيات القليلة في التاريخ السياسي الاميركي التي اختلفت فيها الاراء اختلافا يصل الى حد النقيض.
وتباينت اراء صحف نيويورك بشانها ففي حين سمت بها بعض هذه الصحف لتجعل منها "القديسة هيلاري" انتقدتها صحف اليمين واعتبرتها امراة شريرة محابية لحقوق المراة تنفث نارا حين تتحدث. وتوقع منها الناس ان تلعب الدور التقليدي للسيدة الاولى بحيث تقتصر واجباتها على اقامة حفلات الاستقبال الانيقة في البيت الابيض ورعاية النشاطات الخيرية. لكنها عندما تسملت دورا شبه رسمي كمستشارة في البيت الابيض واطلقت خطة طموحة لاصلاح الرعاية الصحية، اصطدمت بقوة بحائط السياسة الحزبية والبيروقراطية اضافة الى الافكار غير القابلة للتطبيق.
ومنذ ذلك الوقت وجدت هيلاري نفسها تواجه الفضيحة تلو الاخرى، من تحقيق وايتووتر حول صفقة عقارات مشكوك بها، الى ما يسمى بفضيحة "ترافل غيت" التي اتهمت فيها بتجاوز سلطاتها بطردها موظف في مكتب السفر في البيت الابيض. وبعد ذلك جاءت فضيحة علاقة زوجها بيل مع المتدربة في البيت الابيض مونيكا لوينسكي. وفي البداية دافعت هيلاري بقوة عن زوجها وقالت انه ضحية "مؤامرة واسعة من اليمينيين"، الا انها صدمت باعترافه بحقيقة تلك العلاقة. ومع وقوفها الى جانب زوجها رغم الاقاويل حول احتمال انفصالهما بعد انتهاء فترة رئاسته، الا ان ظهورهما معا اصبح قليلا ومتباعدا على مدى عدة سنوات.
وبعد ذلك كرست هيلاري نفسها للتنافس على مقعد مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك الذي فازت به لتحفر لنفسها اسما على مدى ست سنوات من العمل الجاد كعضو في مجلس الشيوخ تجيد العمل مع الزملاء من الحزبين. وقال توماس مان من معهد بروكنغز ان هيلاري "اتبعت استراتيجية تجعلها سناتور جديرة بالاحترام وليس شخصية من المشاهير في مجلس الشيوخ". واضاف "اعتقد انها تعاملت جيدا مع المجلس وكسبت احترام زملائها". الا انها عرضت مبادئها الليبرالية والتقدمية للخطر عندما ايدت بكل قوة الغزو الاميركي للعراق في اعقاب هجمات 11 ايلول/سبتمبر على الولايات المتحدة.
واثار موقفها هذا استياء التيار اليساري في الحزب الديموقراطي في عام 2006 اثناء محاولاتهم دفع الحزب الى التحرك كحزب واحد ضد ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش.
لكن وعندما تمكنت من الفوز بسهولة بفترة ثانية في مجلس الشيوخ في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، عززت سمعتها كشريكة وقائدة في الحزب بمساعدة المرشحين الاخرين من خلال تقديم الاموال لهم من حملتها الخاصة. ورغم سعى هيلاري للظهور بمظهر الشخص اللين المعشر والطيب القلب، الا انها اشتهرت بانها امراة صعبة المراس وسياسية محنكة. كما انها محاطة بشخصيات نافذة مثل زوجها المعروف باستراتيجيته السياسية الماهرة.