انتخابات تشريعية حاسمة لمستقبل صربيا الأوروبي اليوم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ويشرف على هذه الانتخاباتأكثر من 4000 مراقب محلي وأجنبي وسط اهتمام بلقاني وأوربي كبير فيها. وذلك بسبب توقيت هذه الانتخابات من جهة وبالنظر لكون نتيجتها ستحدد صورة صربيا المستقبلية واتجاهات التطور اللاحق فيها من جهة أخرى.
ودعي حوالى 6،6 ملايين ناخب للاقتراع من اجل انتخاب نوابهم الـ250 من بين 3799 مرشحا ينتمون الى عشرين حزبا وتحالفا. وبعد اقل من اسبوع من هذا الاقتراع، يفترض ان يعلن وسيط الامم المتحدة مارتي اهتيساري في 26 كانون الثاني/يناير اقتراحاته المتعلقة بوضع كوسوفو الذي يطالب سكانه ومعظمهم من الالبان بالاستقلال وترفض صربيا مطلبهم هذا.
جاء تنظيم هذه الانتخابات بعد إقرار دستور صربي جديد في نهاية تشرين أول أكتوبر الماضي تحتم وضعه كنتيجة مباشرة للتطور السياسي الأبرز الذي حدث العام الماضي، وتمثل بالطلاق المخملي بين صربيا وجمهورية الجبل الأسود.
وعلى الرغم من أن هذه الانتخابات تعتبر السابعة التي تنظم في صربيا منذ العمل بنظام تعدد الأحزاب، غير أنه يجري النظر إليها باعتبارها الأهم وذلك لكون صربيا تتواجد الآن أمام مفترق حاسم. ويرى الرئيس الصربي بوريس تاديتش أن هذه الانتخابات ستحدد الصورة التي ستكون عليها صربيا بعد 20 عاما. وان الصرب سيختارون فيها بين المستقبل الأوربي وبين العودة إلى " الماضي المظلم "غير البعيد أي إلى حقبة سلوبوان ميلوشوفيتش متوقعا أن تفوز بها الأحزاب الديمقراطية والسياسة التي " لها هدف واحد وهو ضم صربيا إلى الاتحاد الأوربي وتحسين مستوى معيشة المواطنين ".
وتفيد آخر استطلاعات الرأي ان الحزب الديموقراطي الذي يتزعمه الرئيس الاصلاحي بوريس تاديتش والقوميين المتشددين في الحزب الراديكالي هم الاوفر حظا للفوز بما بين 28 وثلاثين بالمئة من الاصوات. وهم يتقدمون بذلك على حزب صربيا الديموقراطي الذي يقوده رئيس الوزراء فويسلاف كوستونيتشا.
وسيكون خيار الناخبين حاسما لمستقبل صربيا الاوروبي بينما علقت المفوضية الاوروبية في ايار/مايو الماضي مفاوضاتها للتقارب مع صربيا. وجاءت خطوة المفوضية بسبب عجز السلطات الصربية عن اعتقال الجنرال الفار راتكو ملاديتش الزعيم العسكري السابق لصرب البوسنة المتهم من قبل القضاء الدولي بارتكاب جرائم حرب وابادة.
وقال الرئيس تاديتش ان "هذه الانتخابات تشكل مفترق طرق بين ماض بال ولا جدوى منه واستراتيجية ستحل المشاكل (...) وتقود صربيا الى الاتحاد الاوروبي". لكن استطلاعات الرأي تشير الى ان اي حزب لن يتمكن من الحصول على عدد الاصوات تؤهله تشكيل الحكومة المقبلة بمفرده ويتوقع ان تجري مشاورات صعبة بين تاديتش وكوستونيتشا حول حكومة تحالف.
وقال محللون ان عددا كبيرا من الناخبين سيختارون الامتناع عن التصويت للتعبير عن خيبة املهم حيال السياسيين بعد ستة اعوام من سقوط نظام الرئيس الراحل سلوبودان ميلوسوفيتش، خصوصا بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد.
وهذه الانتخابات هي الاولى منذ استقلال صربيا القسري العام الماضي عن حليفتها مونتينيغرو التي اختارت في استفتاء تاريخي الانفصال عنها. وتجري هذه الانتخابات باشراف حوالى 500 مراقب دولي وخمسة آلاف مراقب محلي هذه الانتخابات التي يتوقع اعلان نتائجها الاولى مساء اليوم.