قلق أوروبي على البلقان بعد انتخابات صربيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بروكسل: يبحث وزراء الخارجية الاوروبيون الاثنين نتائج الانتخابات الصربية في ظل القلق على استقرار دول البلقان ومستقبل كوسوفو، والامل في انبثاق حكومة من هذه الانتخابات يقدرون على التفاوض معها.وفي انتظار احتمال تشكيل حكومة ائتلافية، لم يكون امام الوزراء سوى بحث كيفية سير الانتخابات والنتائج الاولى الصادرة عنها، ومناقشة ما قد يترتب عنها، بحسب ما ذكرت مصادر دبلوماسية.
ويدلي الناخبون الصرب باصواتهم اليوم الاحد للاختيار بين الديموقراطيين المؤيدين للانضمام الى الاتحاد الاوروبي والقوميين المتشددين المشككين في جدوى خطوة كهذه.وتفيد آخر استطلاعات الرأي ان الحزب الديموقراطي الذي يتزعمه الرئيس الاصلاحي بوريس تاديتش والقوميين المتشددين في الحزب الراديكالي سيحصلون على اكبر نسبة من الاصوات وتقدر بما بين 28 وثلاثين بالمئة.
ولا تخفي الدول ال27 رغبتها في وصول ائتلاف ديموقراطي مؤيد للاتحاد من شأنه ان يسهل مفاوضات حساسة حول تقارب الاتحاد مع صربيا المدعوة الى الانضمام الى الاتحاد الاوروبي يوما وحول الوضع النهائي لاقليم كوسوفو الذي تديره الامم المتحدة منذ عام 1999.وقال الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا الاربعاء "نأمل في وصول حكومة مؤيدة لاوروبا وملتزمة بالديموقراطية".
وجمدت عملية التقارب بين الاتحاد الاوروبي وصربيا منذ ايار/مايو، بعد ان اعتبر الاوروبيون ان جهود السلطات الصربية من اجل توقيف القائد العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش واحالته امام محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة، غير كافية.واوقف الاتحاد الاوروبي التفاوض مع بلغراد حول اتفاق على ارساء الاستقرار والشراكة، يشكل المرحلة الاولى نحو الانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وجعل من "التعاون الكامل" مع محكمة الجزاء الدولية شرطا لاستئناف المفاوضات.
ويرى المفوض الاوروبي الملكف شؤون توسيع الاتحاد اولي رين ان انبثاق حكومة ديموقراطية من انتخابات الاحد قد ينتج عنه ليونة في الموقف و"التزاما واضحا" للحكومة الجديدة مرفق ب"اجراءات ملموسة ونوعية". الا ان دبلوماسي اوروبي اشار الى ان هذا الليونة المنتظرة لن تحصل الاثنين. وبالتالي، لا بد من انتظار الاجتماع التالي للوزراء في 12 شباط/فبراير بعد تشكيل الحكومة الصربية "لتكوين فكرة اكثر وضوحا".
وفي الوقت ذاته، يكون الموفد الدولي الى كوسوفو مارتي اهتيساري قدم اقتراحاته حول وضع الاقليم، ما يتيح للوزراء الاوروبيين اتخاذ خيارات واضحة.ويشير الدبلوماسيون الاوروبيون الى ان البحث في الوضع النهائي لكوسوفو واستئناف التقارب الصربي الاوروبي مشكلتان مرتبطتان بشكل وثيق بنتائج الانتخابات الصربية.كما ان هاتين المشكلتين حاسمتان من اجل التوصل الى الاستقرار في البلقان الذي بات محاطا بدول اعضاء في الاتحاد الاوروبي.
وقال وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الذي تراس بلاده حاليا الاتحاد الاوروبي الخميس ان الاوروبيين يريدون القيام باي شيء للتوصل الى "تسوية مقبولة" بالنسبة الى سكان كوسوفو الالبان الاصل الذين يشكلون 88% من سكان الاقليم البالغ عددهم مليونان، وايضا بالنسبة الى الاقلية الصربية (8%).
كما يريدون تعطيل معارضة محتملة من روسيا، حليفة الصرب التقليدية المعارضة لاستقلال كوسوفو، في مجلس الامن الدولي الذي يعود اليه القرار النهائي.وانطلاقا من ذلك، تتوقع مصادر دبلوماسية "مفاوضات طويلة" مع بلغراد وبريشتينا بعد تقديم اهتيساري اقتراحاته رسميا في الثاني من شباط/فبراير.وقال دبلوماسي اوروبي ان بعض الدول الاعضاء في الاتحاد "تميل الى اعطاء صربيا مزيدا من الوقت، بينما دول اخرى اعضاء في مجموعة الاتصال (حول كوسوفو) تميل الى الاعتقاد ان صربيا لن توافق ابدا على التفاوض".
وتلتقي الدول الاعضاء في مجموعة الاتصال (المانيا وفرنسا وايطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة وروسيا) الجمعة اي بعد خمسة ايام من الانتخابات الصربية، في فيينا للاستماع الى اقتراحات اهتيساري قبل ان يعلنها رسميا.