لقاء عباس مشعل لم يثلج صدور الفلسطينيين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بهية مارديني من دمشق- سمية درويش من غزة: : تجنب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل اثر اجتماعهما اليوم الحديث عن النقاط الخلافية بينهما ، وكان واضحا ان الاجتماع انتهى دون الوصول الى حل للازمة الفلسطينية ، واكد عباس ومشعل في مؤتمر صحافي وبيان مشترك على ضرورة استمرار الحوار والمشاورات بين الطرفين بشان تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، وعلى ضرورة وقف الحملات التحريضية ، وجدد عباس تصريحاته حول رفض الدولة المؤقتة ، واشار الى ان اجتماعه مع مشعل دار حول تشكيل حكومة فلسطينية وتفعيل منظمة التحرير.
الحوار الوطني الفلسطيني ينطلق الثلاثاء القادم
رسالة من القذافي الى الاسد و عباس و مشعل
من جهته، نقل مشعل ان حماس اكدت خلال الاجتماع على تحريم الدم الفلسطيني ، وعدم المس بالحقوق الوطنية الفلسطينية.و قال مشعل "اعبر عن سعادتي انا واخواني في قيادة حركة حماس بلقائنا ابو مازن والوفد من فتح ونعلم ان مثل هذا اللقاء له اهميته ونطمئن ابناء شعبنا في الداخل والخارج وجماهير امتنا الفلسطينية روحنا الفلسطينية ستظل هي السائدة بييننا".واضاف "ما زلنا في مرحلة تحرر، نؤكد على ان نلجأ دائما الى الحوار والحوار وحده وتجنب كل ما يؤدي الى تنازع او اقتتال. هذا خطاب موجه الى كل ابناء شعبنا وخاصة في حركتي حماس وفتح".واكد مشعل على "اننا مدعوون باستمرار الى انجاز حقوقنا الوطنية وتجنب اي مشاريع يمكن ان تنتقص من هذه الحكومة وخاصة دولة ذات حدود موقتة".وقال "نحن في حماس وكذلك فتح نرفض اي دولة ذات حدود موقتة، اننا متمسكون بحقوقنا ونص هذه الحقوق في وثيقة الوفاق الوطني".
وتابع يقول "خطونا خطوات الى الامام في هذا السياق لا يزال هناك نقاط خلافية في حوارنا لكن سسنتكملها حتى ننجز حكوكة وحدة وطنية على هذا الاسس".واضاف "نؤكد ان لغة الحوار هي اللغة الوحيدة المسموح بها في معالجة خلافاتنا السياسية. من الطبيعي ان نختلف لكن ليس من الطبيعي ان نقتتل".
وقال مشعل ايضا "توجد نقاط خلافية في حوارنا سنستكملها حتى ننجز حكومة وحدة وطنية فلسطينية ونسعى الى انجاز اهدافنا وحقوقنا". وجدد الطرفان تأكيدهما على "استمرار الحوار في قطاع غزة باسم لجنة الحوار".
وصدر عن المجتمعين بيان مشترك تلي في ختام المؤتمر الصحافي وجاء فيه ان اللقاء كان "اخويا وايجابيا استعرضت فيه اخر التطورات على الساحة الفلسطينية وخاصة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية".واكد البيان "رفض وتحريم الاقتتال الداخلي الفلسطيني ووقف الحملات التحريضية الاعلامية" و"استكمال الحوار وجهود تشكيل حكومة الوحدة الوطنية خلال الاسبوعين القادمين".وشدد البيان على "على التمسك بحقوقنا وثوابتنا الوطنية ورفض الدولة ذات الحدود المؤقتة".
ووجه الرئيس عباس والوفد المرافق له ومشعل ووفد حماس "الشكر الى سوريا الشقيقة رئيسا وشعبا وحكومة على جهودها الكبيرة في دعم القضية الفلسطينية والجهود الرامية لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية".
و كان عباس عقد مساء اليوم اجتماعا موسعا مع مشعل لمناقشة سبل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وشارك في الاجتماع الذي أعقبه اجتماع ثنائي بين عباس ومشعل، وفد حركتي فتح وحماس الذي يضم كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ، والمستشار السياسي والاعلامي للرئيس الفلسطيني نبيل عمرو ، ونائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسى ابومرزوق ، وعضو المكتب السياسي محمد نزال .و يصر عباس على ان تلتزم الحكومة الفلسطينية الجديدة بالاتفاقيات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل ، في حين تقول حماس انها تحترم هذه الاتفاقيات ، ولكنها غير ملتزمة بها . وتسود حالة من التوتر بين فتح وحماس منذ اعلان عباس في منتصف كانون الاول/ديسمبر الماضي عزمه الدعوة الى انتخابات مبكرة بعد فشل ستة اشهر من المباحثات لتشكيل حكومة وحدة وطنية.وقد اوقعت المواجهات بين انصار الجانبين منذ منتصف كانون الاول/ديسمبر 30 قتيلا غير انها تراجعت كثيرا في الاونة الاخيرة.
لقاء عباس مشعل لم يثلج صدور الفلسطينيين
في الأراضي الفلسطينية، خيب اجتماع الرئيس الفلسطيني محمود عباس برئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في العاصمة السورية ، آمال الفلسطينيين الذين توقعوا أن يتوج بإعلان اتفاق حول تشكيل حكومة وحدة وطنية. وكان لقاء عباس مشعل ، قد شغل بال قطاعات واسعة من الفلسطينيين ، حيث علقت أمالها على نتائج هذا اللقاء الذي يمكن أن يجنب الساحة الفلسطينية شبح الحرب الأهلية ، بعد شهور من الصراع الدامي بين أطراف النزاع ، وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وقال المحلل السياسي محمود سعيد لـ"إيلاف" ، في معرض تعقيبه على وقائع المؤتمر الصحافي المشترك للرئيس عباس وخالد مشعل ، " يبدو أن اللقاء كان بهدف التقاط الصور " ، مشيرا إلى أن الجانبين لم يخرجا بإعلان الاتفاق حول تشكيل حكومة وحدة وطنية . ولفت المحلل السياسي ، إلى أن الشارع الفلسطيني ترقب طويلا ما سيسفر عنه هذا اللقاء الذي يبدو - بحسب سعيد - أن ضعوطات خارجية مورست لعقده ، متسائلا في الوقت ذاته ، " لماذا لم يعلن الزعيمان بأنه تم الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية ، مكتفيان بالإشارة إلى ان الحوار حول تشكيل الحكومة سيستكمل بغزة".
من جهته قال المحلل السياسي سميح خلف لـ"إيلاف" ، بان الشعب الفلسطيني ينتظر خطوات فاعلة من أجل حل كل المشاكل العالقة ، والتي أخرت تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ، وإعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية . هذا وقد أعربأيمن شاهين أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر ، عن استيائه لما جاء في وقائع المؤتمر الصحافي المشترك للرئيس عباس ومشعل ، موضحا بان الشارع الفلسطيني كان ينتظر لسماع شيء جديد.
وقال شاهين ، بان " الحديث حول الاقتتال الداخلي وحرمة الدم الفلسطيني ليس بشيء جديد حيث طالما تحدث فيه كثيرا ، مشيرا إلى أن الجميع كان يتوق لان يسمع اتفاق حول تشكيل حكومة وطنية ، بدلا من الإشارة إلى استكمال الحوار بغزة من اجل تشكيل الحكومة.
وأشار شاهين لصوت الشباب المحلي ، إلى أن حماس حققت انجازا في هذا اللقاء دون أن تعطي مقابل ، حيث قال ، " تم الاتفاق على تفعيل منظمة التحرير لدخول حماس في إطارها ، بينما لم تقدم الأخيرة أي تنازلات لصالح تشكيل حكومة وحدة وطنية "، بحسب تعبيره.
وكان النائب مصطفي البرغوثي الأمين العام للمبادرة الفلسطينية ، قد ابلغ الصحافيين لدى عودته من العاصمة السورية ، أن معظم الخلافات القائمة بين حركة حماس والرئيس عباس ، بشأن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية تم تذليلها ، مشيرا إلى أن النقطة الوحيدة العالقة هي الالتزام بالاتفاقيات الموقعة ، خاصة بعد الاتفاق على تسلم شخصية فلسطينية مستقلة لحقيبة الداخلية .
وأوضح فايز أبو يوسف ناشط يساري في اتصال هاتفي مع "إيلاف" ، بان لقاء عباس مشعل ، لم يخرج باتفاق حول تشكيل حكومة وحدة وطنية ، غير أنهما تحدثا في عبارات كثر الحديث حولها. وقال يوسف ، بان الشارع الفلسطيني كان يتوق ليسمع بأنه تم الاتفاق بين قطبي النزاع على تشكيل حكومة وحدة وطنية ، وان كافة العقبات تم تذليلها ، ولم يخف الناشط تشاؤمه من فرص نجاح تشكيلة الحكومة المنتظرة .
بعد اقليمي لسوريا
على صعيد متصل، اعتبرت مصادر سورية ان زيارة محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية الى دمشق مهمة للجانبين السوري والفلسطيني ، واضافت ان هذه الزيارة التي التقى من خلالها عباس مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماسيرّسخ البعد الاقليمي المهم لسوريا في العديد من الملفات.
وشككت مصادر فلسطينية تحدثت لايلاف بتصريحات عباس بعد لقائه بوزيرة الخارجية الاميركية كوندليزا رايس والمتعلقة برفضه الدولة بالحدود المؤقتة
، وقالت ان ضغوطا هائلة على عباس جعلته يوافق عليها ، واضافت المصادر ان تصريحات عباس المعلنة تختلف عما تسرب اثر اجتماعه مع رايس، ورجحت المصادر ان يطلب مشعل من عباس ان يعلن رفضه للدولة في الحدود المؤقتة في بيان ختامي مشترك ، وتوقعت المصادر ان هذا ما اخر اجتماع مشعل عباس كل هذا الوقت.
واكدت المصادر ان عباس لم يطلب من الرئيس السوري بشار الاسد الضغط على حماس لتليين مواقفها ، وخاصة فيما يتعلق بملف الداخلية ، واشارت الى ان الخلاف بين فتح وحماس لايتعلق بهذا الملف فقط بل بالكثير من المواقف ، من بينها اسلوب فك الحصار ، اضافة الى تنسيق الحل على الساحة الداخلية الفلسطينية.
سوريا تقف على مسافة واحدة من الفصائل الفلسطينية
كذلك، اكدت مصادر سورية مطلعة لـ"ايلاف" ان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ووزير الخارجية السوري وليد المعلم اكدا خلال لقائهما مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل كلا على حدى لتقريب وجهات النظر بينهما، وهو ماتم تتويجه بنجاح الوساطة السورية وعقد اجتماع اليوم بين مشعل وعباس،واكدا "على تشجيع الحوار الفلسطيني الفلسطيني لتعزيز جهود المصالحة الوطنية ، وشددا على ان الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني خط احمر" .
وكان الرئيس السوري بشار الاسد نصح عباس في لقائهما امس باعتماد لغة الحوار في الملف الفلسطيني الداخلي.
واكدت المصادر السورية على "رفض الدولة بالحدود المؤقتة"، ونقلت تشديد المسؤولين السوريين على ان "دمشق تقف على مسافة واحدة من جميع الفصائل الفلسطينية لتعزيز جهود المصالحة الوطنية"، واشارت المصادر الى "وجوب التمسك بخيار الشعب الفلسطيني الذي اوصل حركة حماس الى الحكومة الفلسطينية والتمسك بالثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين" ، واوضح المسؤولون السوريون ضرورة ان يكون الحل الفلسطيني نتيجة الحوار الداخلي البناء ، وليس نتيجة املاءات او ضغوطات من الخارج ايا كانت جهتها ، واكدت المصادر" الموقف السوري في دعم التوجه نحو عقد مؤتمر دولي للسلام يشمل كافة المسارات ".