بان كي مون: الإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة على الخط نفسه

بروسكل: خص الامين العام الجديد للامم المتحدة بان كي مون اليوم الاربعاء قادة الاتحاد الاوروبي باول زيارة دولية معربا لهم عن شكره لمساهمتهم السياسية والمالية الاساسية في نشاط الامم المتحدة عبر العالم. واعلن كي مون ان "الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة يقيمان شراكة مميزة" مؤكدا ان "الاتحاد الاوروبي قدم مساهمة مالية وسياسية لكافة عمليات الامم المتحدة". يشار الى ان الدول الاعضاء ال27 في الاتحاد الاوروبي تقدم اكبر دعم مالي للامم المتحدة.

وشدد على اهمية هذه المساهمة الاوروبية طالبا "مساعدة" الاوروبيين في اصلاح الامم المتحدة من اجل "المزيد من الفعالية". وبعد ان شدد على ان العلاقة بين الكيانين "ليست مالية فقط" ابرز رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل دوراو باروزو اهمية التمويل الاوروبي. وقال "ان المفوضية تقدم اكثر من مليار يورو للامم المتحدة سنويا". وتتجاوز مساهمة خمس دول (المانيا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا واسبانيا) فقط من ال27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي، في ميزانية الامم المتحدة، مساهمة الولايات المتحدة التي تعتبر اكبر ممول بنحو 22% من المجموع.

من جانب اخر وعشية مؤتمر باريس3 الدولي لدعم لبنان، قررت المفوضية الاوروبية، وهي من اكبر ممولي التنمية بشكل عام، منح هذا البلد 400 مليون يورو لاعادة اعماره لترفع مساهمتها الى 500 مليون منذ الصيف الماضي. من جهة اخرى اكد الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا ان الاتحاد سيواصل دعمه الامم المتحدة التي تجسد "تعدد الاطراف" العزيز على الاوروبيين. وخلص بان كي مون الى القول "اننا على الخط نفسه" قبل ان يذكر دون الخوض في التفاصيل بعض القضايا الدولية الملحة المطروحة على جدول الاعمال خلال زيارته الى اوروبا ومنها الشرق الاوسط وافريقيا والبلقان.

وقبل يومين من التقرير الذي سيرفعه وسيط الامم المتحدة لكوسوفو مارتي اهتيساري حول وضع اقليم كوسوفو الصربي الانفصالي، قال بان كي مون "لست في افضل موقع للتكهن بالنتائج بشان كوسوفو". واوضح انه سيلتقي اهتيساري الخميس في باريس على هامش مؤتمر لبنان. واتاح هذا اللقاء الاول بين بان كي مون وقادة الاتحاد الاوروبي ايضا التطرق الى عمليات تعاون فيها الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة بشكل وثيق. وقال سولانا "تحدثنا عن جمهورية الكونغو الديموقراطية التي سيزورها الامين العام" السبت معربا عن "سعادته لتطور الوضع نحو التحسن" في ذاك البلد.

وتعتبر بعثة الامم المتحدة في جمهورية الكونغو الديموقراطية حاليا اكبر عملية حفظ سلام تقوم بها المنظمة حيث تنشر نحو 19 الف شخص بين مدني وعسكري. وكان الاتحاد الاوروبي نشر بناء على طلب من الامم المتحدة، وتفاديا لاي تجاوزات خلال الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي جرت بين حزيران/يوينو وتشرين الثاني/نوفمبر 2006، نحو 1500 جندي لمساعدة جنود الامم المتحدة. كذلك تناول اللقاء، قبل ايام قليلة من انعقاد قمة الاتحاد الافريقي في اديس ابابا بحضور بان كي مون، افريقيا وبشكل خاص ازمتي الصومال ودارفور (السودان).

وفي هذين البلدين ينتظر المجتمع الدولي والامم المتحدة الكثير من الاوروبيين لا سيما مواصلة تمويلهم بعثة السلام التابعة للاتحاد الافريقي في دارفور قبل ان تحل محلها قوة مشتركة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي وللمساهمة ايضا في حفظ السلام في الصومال.

وفيسياق اخر اعلن الناطق باسم امين عام الامم المتحدة فرحان حق ان بان كي مون اعرب للسلطات السودانية عن قلقه من تطورات الوضع في دارفور خلال الايام القليلة الماضية. وصرح فرحان حق للصحافيين انه خلال محادثات اجراها في نيويورك الثلاثاء قبل التوجه الى اوروبا ثم افريقيا، مع مطرف صديق وكيل وزارة الخارجية السودانية، اعرب بان كي مون عن "انزعاجه الشديد من نزوع الحكومة السودانية الى القصف الجوي لعدة مناطق في شمال دارفور وعن قلقه من انباء تفيد عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين".

واضاف المتحدث ان بان "اعرب ايضا عن قلقه من اعتقال عشرين شخصا من بينهم موظفون في الامم المتحدة ومنظمات غير حكومية والاتحاد الافريقي في نيالا في جنوب دارفور الجمعة". واكد ان امين عام الامم المتحدة "ينتظر تحقيقا سريعا في هذا الحادث لا سيما ان عددا كبيرا من هؤلاء الاشخاص تعرضوا للضرب واصيبوا بجروح خطيرة قبل الافراج عنهم".

وكانت بعثة الامم المتحدة في السودان اعلنت الاثنين ان شرطة دارفور اعتقلت عددا من موظفيها وضربتهم. وتقول الامم المتحدة ان الحرب الاهلية الدائرة رحاها في دارفور (غرب السودان) منذ شباط/فبراير 2003 وما ترتب عنها اسفرت عن سقوط 200 الف قتيل ونزوح مليوني شخص لكن السلطات السودانية تطعن في هذه الارقام.

ويفترض ان يحضر بان كي مون بعد زيارته الى بروكسل اليوم الاربعاء، قمة الاتحاد الافريقي في اديس ابابا الاثنين والتي ستخصص لدارفور والصومال وينوي بهذه المناسبة التحادث للرئيس السوداني عمر البشير.