بغداد: قيادة بعثية تفك ارتباطها بسلطة صدام

وسط انشقاقات وعمليات طرد تضرب البعث العراقي
بغداد: قيادة بعثية تفك ارتباطها بسلطة صدام

مؤتمر المصالحة لمنظمات المجتمع المدني العراقية أسامة مهدي من لندن: وسط معلومات تؤكد حصول انشقاقات في قيادة حزب البعث العراقي المنحل اكد وزير وزير الدولة العراقي لشؤون الحوار الوطني رئيس الهيئة العليا للحوار والمصالحة الوطنية اكرم الحكيم ان الحكومة العراقية تراقب بدقة مايحصل من تطورات في صفوف البعث واشار الى ان مجموعة كبيرة من البعثيين العراقيين عقدت مؤتمرا قطريا جديدا في دولة عربية مجاورة واتخذت موقفا حاسما من رموز السلطة العراقية السابقة المتورطين بجرائم ضد الشعب العراقي وانتخبت قيادة قطرية جديدة واضاف ان خليفة الرئيس العراقي السابق صدام حسين في قيادة الحزب المطلوب عزت الدوري يسعى الى خلط الاوراق وكيل الاتهامات الى سوريا واتهام رفاقه بالامس بالعمالة للاجنبي وايران.

واشار الحكيم الى ان السلطات العراقية تراقب وتتابع بدقة وبمسؤولية عالية التطورات التي تحصل في حزب البعث العراقي وخاصة بعد ان وصلت "معلومات دقيقة من مصادرنا الخاصة في اكثر من عاصمة عربية تؤكد وجود حركة داخلية واسعة تهدف الى اعادة تقييم ما جرى خلال فترة حكم البعث في العراق (1968 - 2003 ) واعادة صياغة موقف جديد من العملية السياسية المدعومة شعبياً وكذلك محاولة فك الارتباط برموز السلطة الصدامية والمتورطين بجرائم ابادة تجاه الشعب العراقي وجرائم حرب ضد الشعوب المجاورة".

بعثيون يفكون ارتباطهم برموز السلطة السابقة
وقال الوزير العراقي في تصريح صحفي وزعه مكتبه اليوم ان المعلومات تشير الى قيام مجموعة كبيرة من البعثيين العراقيين بعقد مؤتمر قطري جديد قبل اربعة ايام في عاصمة دولة عربية مجاورة في اشارة الى دمشق واتخاذ موقف حاسم من رموز السلطة البائدة المتورطين بجرائم بحق الشعب العراقي وانتخاب قيادة قطرية جديدة . وقال "ان البيان المنسوب الى المطلوب للعدالة عزة الدوري قبل يومين جاء ليؤكد صحة معلوماتنا وتوقعاتنا مع سعيه كعادته الى خلط الاوراق وكيل الاتهاملت الى حكومة عربية واتهام رفاقه بالامس بالعمالة للاجنبي وايران" .

ومعروف ان القوات الاميركية ترصد مبلغ عشرة ملايين دولار لم يدلي بمعلومات تقود الى اعتقال الدوري الذي قال الرئيس العراقي جلال طالباني هذا الاسبوع انه موجود في اليمن التي نفت ذلك بعد ذلك . وتشير تقارير الى ان الدوري يقود مجموعات مسلحة من عسكريين وبعثيين سابقين تقوم بعمليات مسلحة ضد القوات العراقية والاميركية وتنفيذ عمليات اغتيال ضد المسؤولين العراقيين والشخصيات المنخرطة في العملية السياسية .

تعامل بمسؤولية
واوضح الحكيم انه "ليس من مهماتنا التدخل في الشأن الداخلي للاحزاب السياسية الا اننا نتعامل بمسؤولية كبيرة مع تطورات حزب البعث في العراق للاسباب التالية:

1. قيادة هذا الحزب في السلطة العراقية لفترة تزيد على ثلاثة عقود وهي الفترة التي تميزت بأبشع واوسع انتهاكات لحقوق الانسان وكبت الحريات العامة وتأجيج الصراعات الجانبية وهدر المال العام لشن الحروب ونشر التوتر بالمنطقة.

2. لا يزال عدد من اعضاء وقيادات هذا الحزب من المدنيين والعسكريين ( وكما تشير ادلة ووثائق قطعية ) مسؤولين عن ادارة شبكات تحريض وتعبئة وتجنيد وتنفيذ عمليات ارهابية بحق ابناء العراق من المدنيين ومن موضفي الدولة العراقية تؤدي الى سقوط العشرات من الشهداء والجرحى يومياً.

3. تسعى وزارة الحوار الوطني والهيئة العليا للحوار والمصالحة الوطنية الى بلورة سياسيات حكومية رسمية تتعامل وفق قيم العدالة والمصالحة الوطنية وتأمين حقوق المواطنة مع شريحة واسعة من البعثيين من الذين لم يتورطوا بجرائم ضد شعبهم.

من هذا المنطلق وللمرة الثانية والثالثة نؤكد في وزارة الدولة لؤون الحوار الوطني على النقاط التالية:

اولاً: ليس من مهماتنا ولا من صلاحياتنا التدخل في الشؤون الداخلية لآي حزب او تيار سياسي في العراق و لا السعي للتأثير في توجهاته الحالية والمستقبلية , لان هذا الامر من حقوق اعضائه وقاعدته الشعبية .
ثانياً: ولكن ومن منطلق السعي الجاد لدى الجكومة العراقية وغالبية الكتل البرلمانية الموجودة في مجلس النواب لتقيق مصالحة وطنية تؤسس لشراكة سياسية حقيقية وتؤسس لعراق حر مستقل ومزدهر ينعم فيه كل العراقيين بفرص عادلة لنيل حقوق المواطنة دون تمييز على اسس قومية او دينية او مذهبية او حزبية".

ادانة ممارسات صدام شرط لانخراط البعثيين في المصالحة

واضاف الحكيم انه يجب تذكير البعثيين العراقيين بما يلي:

1 بموت صدام ماتت والى الابد كل قيم وسياسات واجهزة ورموز تلك الحقبة السوداء التي ادت ولا تزال الى تدمير العراق وانزال الكوارث فيه ولا مستقبل لكل من يريد اعادة العراق الى الوراء الى اجواء تلك الحقبة المأساوية.

2 يسعى من اعوان ( صدام ) من الذين شاركوا وبفاعلية بجرائم الظام السابق الكبرى , وفي مقدمتهم المطلوب للعدالة ( عزة الدوري) الى محاولة استغلال الاطر الحزبية والامنية السابقة للتحرك بما يضمن لهم دور في الحياة السياسية الجديدة في العراق , وقد حاول مراراً من خلال وسطاء تأمين عفو حكومي عن جرائمه السابقة.

وهنا نؤكد على ان ليس من مصلحة اي طرف ان يكون مع اولئك المطلوبين للعدالة , والذين ينتضرهم القضاء العراقي المستقل لمحاسبتهم على جرائمهم الوحشية ضد العراقيين.

3 ان من شروط الانخراط في الحياة السياسية الجديدة في العراق هو ادانة الحقبة السابقة وادانة الجرائم التي تم ارتكابها بأسم ( البعث العربي الاشتراكي). وان من شروط النجاح في المساهمة البنائة في العراق الدستوري الديمقراطي الاتحادي هو تنقية الفكر والثقافة من كل ما يؤدي الى ترسيخ نزعات الدكتاتورية والفاشية والعنصرية والطائفية وامتهان حقوق الانسان.

4 واذا كان البعض وفي مقدمتهم ( حزب البعث ) في العراق لم يعرف في تاريخهم سوى الاغتيالات السياسية والانقلابات العسكرية كوسائل للوصول الى السلطة وللتأثير في الحياة السياسية فعليه ان يعرف ان قواعد التحرك في الساحة العراقية قد تغيرت جذرياً, وتبقى صناديق الاقتراع في العراق الدستوري والانتخابات العامة المباشرة هي اليات التغيير والتأثير الوحيدة في الحياة السياسية العراقية المعاصرة.

وشدد وزير الدولة لشؤون الحوار الوطني بالقول " اننا نمد ايدينا لجميع الذين يريدون المشاركة الصادقة في الحوار الوطني وفي مساعي تحقيق المصالحة الوطنية وفي انجاح العملية السياسية .. لا خطوط حمراء لدينا للحوار مع ضرورة احترام ثوابتنا الوطنية والدستورية.

مؤتمر لقيادة البعث ضد ممارسات النظام السابق
وياتي تصريح الحكيم في وقت عقد في دمشق الاحد الماضي اول مؤتمر قطري لحزب البعث العربي الاشتراكي - قيادة فطر العراق بعد اعدام صدام. وتباينت ردود فعل البعثيين العراقيين المقيميمن في العاصمة الاردنية عمان ازاء انعقاد المؤتمر القطري لحزب البعث فقد رحبت مجموعات كبيرة منهم بانعقاد المؤتمرلاواعتبرته احياء لحزب كاد يموت تماما من خلال ماعلق به من اخطاء جراء سياسة نظام صدام حسين.

وكان المؤتمر الذي حمل اسم "مؤتمر قطري لحزب البعث العربي الاشتراكي - قيادة فطر العراق" عقد في دمشق الاحد الماضي. وتمخض المؤتمر عن انتخاب "قيادة قطرية جديدة ضمنت العديد من الاسماء البعثية المعروفة من بينها كل من محمد يونس الاحمد و مزهر مطني عواد و غزوان الكبيسي و طعمة اضعيف كيطان و شبيب المجيد وغيرهم . وكان جناح البعث العراقي الذي يتزعمه عزة الدوري اصدر مؤخرا قرارا طرد فيه كل من محمد يونس الاحمد وغزوان الكبيسي ومزهر مطني من الحزب بتهمة التبعية للنظام السوري. لكن حزب البعث الاردني على شرعية امين سر قيادة قطر العراق عزة الدوري لقيادة حزب البعث في العراق.

ووصف امين سر القيادة العليا لحزب البعث العربي الاشتراكي الاردني الدكتور تيسير الحمصي في بيان اصدره االيوم المؤتمر الذي عقده مجموعة من البعثيين العراقيين في سورية بانه مؤتمر انشقاقي يسعى الى شق وحدة الحزب في هذه المرحلة التي تتطلب توحيد الجهود لمواجهة المحتل واعوانه. وقال "ان الذين يقفون وراء هذا المؤتمر يمثلون اجندة سياسية خارجية تفوح منها رائحة المحتل الذي فشل حتى الان في النيل من وحدة البعث وموقفه فذهب للاستعانة ببعض الاسماء المشبوهة".

واشار الحمصي الى ان قائد الانشقاق مفصول من عضوية الحزب منذ اكتر من عام بسبب مسلكيته التي تتعارض مع مواقف حزب البعث العربي الاشتراكي وثوابته مؤكدا على ان مجموعة المنشقين تفتقر الى الشرعية التنظيمية وان شرعية البعث تؤكدها اليوم بنادق مقاتليه على ارض المعركة الذين يقودهم امين سر قيادة قطر العراق عزت الدوري.