سبرنغفيلد (فيرجينيا): بعد الاشتباكات التي شهدتها شوارع بيروت أمس على خلفية إشكال بين الطلبة بدأ داخل حرم جامعة بيروت العربية، قال السفير الأميركي في لبنان جيفري فيلتمان إن "ثمة من يلعب بالنار في لبنان ويعيد إليه التاريخ المأسوي"، آملا بالعودة الى المؤسسات ومشيرا الى ان "هناك جهودا محددة تهدف الى تأجيج التوتر الطائفي". وأكد فيلتمان مساعدة الجيش، داعيا "دولا احتلت لبنان لفترات طويلة" إلى عدم التدخل في شؤونه.

ما يجري ليس حربا اهلية
فيلتمان الذي تحدث الى قناة الحرة في إطار برنامج "ساعة حرة"، علق على الأحداث الأخيرة في لبنان واستبعد ان يكون ما يجري هو حرب أهلية، وأمل "ألا تؤدي المواجهات إلى المزيد من العنف بل إلى العودة إلى المؤسسات"، وتمنى على اللبنانيين أن يفكروا بالاتجاه الذي يحاول البعض أن يأخذ لبنان إليه. أضاف "هناك جهود محددة تهدف إلى تأجيج التوتر الطائفي في لبنان، ولا يمكننا أن نتفاجأ بما حصل اليوم، وقد حاول الكثيرون عمداً تأجيج التوتر كي تصل الأمور إلى هذه الأحداث".

"دول احتلت لبنان" مسؤولة عما يجري
وعن الجهة التي يقصدها، قال فيلتمان "أقصد كل من يتحالف مع دول احتلّت لبنان لفترات طويلة، ومع من بنى ثروات على حساب لبنان. بعد اغتيال الحريري، الشعب اللبناني قال كفى. وهؤلاء لم يرحبوا بما حصل في السنتين الماضيتين ويريدون إعادة عقارب الساعة إلى الوراء".

وأكد فيلتمان أن مجلس الأمن في القرارين 1559 و1701 والإعلان الرئاسي لمجلس الأمن دعا سوريا إلى أن "تضع حداً لتدخلاتها في لبنان. لا يهم إن كانت سوريا تريد انتخابات مبكرة في لبنان أم لا، المهم ما يريده اللبنانيون وما يقوله الدستور اللبناني، وما هو جدول اللبنانيين. من غير المهم ما تريده أو لا تريده سوريا، إن كانت تريد حكومة وحدة وطنية أو لا. من الواجب أن يكون للبنان علاقات طيبة مع سوريا، ونحن نعترف بالعلاقات العائلية والفردية والاقتصادية، ولكن يجب أن ترتكز هذه العلاقة على الاحترام المتبادل وعلى الاعتراف بمبادئ عدم التدخل في شؤون الآخر الداخلية. ومستقبل لبنان هو للبنانيين".

ملتزمون بمساعدة الجيش
وعن تقويمه لأداء الجيش اللبناني في أحداث الثلاثاء الماضي وأحداث أمس الخميس قال فيلتمان:
"أنا في لبنان منذ سنتين ونصف، وكانت هذه الفترة مأسوية، والقوات العسكرية اللبنانية تصرفت بشكل طيب جداً وقدّمت الأمن للبلاد في ظروف صعبة للغاية. أنظروا إلى الرابع عشر من آذار 2005 وكل التظاهرات التي حصلت. الجيش اللبناني قام بعمل ممتاز، وسجلّه ممتاز. لقد خاب أمل الكثيرين في أداء الجيش اللبناني في الأيام القليلة الفائتة، وأعترف أن أملنا خاب أيضا. الواقع أن هذه المؤسسة هي مؤسسة وطنية تمثل كافة لبنان وتحمّلت مسؤولية كبيرة في الأشهر القليلة الماضية، واتخذت قراراً تاريخياً بالانتشار في الجنوب، وهي تنتشر على الحدود مع سوريا لمحاولة وضع حد لتهريب السلاح، كذلك أُجبر الجيش من جراء حملة المعارضة على التوجه إلى الوسط التجاري وهذا ما لا تقوم به الجيوش عادة، وبالتالي لا يمكنني أن أقول الآن إن أملنا في الجيش خاب. ما حصل نهار الثلاثاء يجعلني ملتزماً بمحاولة مساعدة الجيش ليكون لديه التدريب الكافي والمعدات الكافية لحماية لبنان، وليتحوّل إلى مؤسسة لبنانية نثق بها ويفتخر بها اللبنانيون".

مؤتمر باريس 3

نحو 8مليارات لبيروت المغطاة بالسواد

باريس ثلاثة جمع بين السياسة والإقتصاد

باريس 3 تحدى الصعوبات وانطلق بموعده
إجماع دولي على دعم لبنان

أميركا تتعهد بمساعدة لبنان

ثقة دولية بالجيش
وعما إذا كانت "خيبة الأمل" من أداء الجيش ستنعكس على المساعدات الأميركية للجيش قال:
"المجتمع الدولي يثق بالجيش اللبناني. الجيش اللبناني لديه مسؤوليات كبيرة تقضي بتقديم الحماية إلى لبنان، ونحن نريد أن يكون لبنان آمناً ومستقراً ولذلك يجب أن نساعد لبنان وهذا ما نقوم به، ولكن أشير إلى أن السمّ الذي يدسّه البعض في لبنان لتأجيج التوتر الطائفي سيؤثر على الجيش. الجنود يعودون كل يوم إلى منازلهم ويأتون من كافة أنحاء لبنان، وهذا السمّ لا يمكن إلا أن يؤثر على الجيش. ولذلك حان الوقت للتوجه إلى الحوار السلمي والخروج من الشوارع".

مصلحة لسوريا في ما يجري
وعن الأدلة على تدخّل سوريا في لبنان، قال السفير الأميركي: "أعتقد أننا نرى البراهين حولنا اليوم، ورأيناها هذا الأسبوع". وتساءل "مِن مصلحة مَن محاولة إبعاد الأنظار عن الدعم الدولي للبنان اليوم؟ ليس من مصلحة الشعب اللبناني أن تُصرَف الأنظار عن باريس 3. ومِن مصلحة مَن أن توضع الحواجز على الطرقات لمنع الناس من التوجه إلى أعمالهم والطلاب إلى مدارسهم؟ هذا ليس من مصلحة الشعب اللبناني. السؤال هو: لمصلحة من تحصل هذه الحوادث في لبنان؟ وأعتقد أن التاريخ قد أظهر أن قوات خارجية كسوريا قامت بذلك من قبل. لا يمكنني أن أعطي براهين صلبة، لكن من الواضح أن سوريا بدأت تعمل مجدداً في لبنان". فيلتمان

تأكيد على المحكمة الدولية
وعن إمكانية تعديل مشروع إنشاء المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس الحريري قال فيلتمان: "إن الولايات المتحدة كانت بين الدول التي رعت القرار الذي أدى إلى إنشاء المحكمة الخاصة بلبنان. ونحن مقتنعون أن هذه المحكمة ستنشأ وهذا أمر جيد ومن مصلحة لبنان وسيساعد اللبنانيين على أن يصلوا إلى الحقيقة في ما يتعلق باغتيالات كثيرة، وأولها اغتيال الرئيس الحريري. وستردع المحكمة الاغتيالات الأخرى. وفي ما يتعلق بالوثائق فقد تمت مناقشتها بين اللبنانيين والأمم المتحدة وفي إطار مجلس الأمن. لكنها وثيقة لبنانية أممية، وإنني مقتنع أنه بإمكاننا أن ننظر في أي تعديل في حال كان هناك توافق في لبنان حول هذا التعديل. لكن السؤال هو هل إن اللبنانيين هم الذين يتكلمون عن بعض التعديلات أو التغييرات، أم أن البعض في لبنان وخارجه يريد أن يضع حداً للمحكمة برمتها؟".

المبادرة العربية
وعما إذا كانت واشنطن تدعم الوساطات العربية لحل الأزمة اللبنانية قال فيلتمان:
"نحن ندعم جهود الأمين العام عمرو موسى ولكن أساس الحل في لبنان يجب أن يكون بمبادرة لبنانية. العالم الخارجي وكل أصدقاء لبنان سيساعدونه، لكن العنصر الأساسي الذي سيسمح لنا بالمساعدة هو أن يقرر اللبنانيون أنه حان الوقت لحلّ هذه المشاكل وتخطّيها".

التعليقات