خطة كوسوفو أمام ممثلي الدول الأوروبية الكبرى

سراييفو: عرض الوسيط الدولي لشؤون اقليم كوسوفو الرئيس الفنلندي السابق مارتي اهتساري امام ممثلي دول لجنة الاتصال الدولية لكوسوفو خطته التي تتضمن منح استقلال مشروط للاقليم الذي سيوضع مؤقتا تحت رعاية الاتحاد الاوروبي.واشار المتحدث باسم مكتب الوسيط الدولي ريمي دورلو في اتصال هاتفي مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) من فيينا بان الخطة تاتي بعد مشاورات واتصالات واسعة وهي حل وسط يعتمد على الحقائق والاوضاع الراهنة ومستقبل المنطقة.

واوضح المتحدث ان خطة اهتساري لا تفي بجميع المطالب لاي من الطرفين الالباني والصربي لكنها تاخذ بعين الاعتبار ان الغالبية العظمى من سكان اقليم كوسوفو هم من الالبان الذين يصرون على الاستقلال والسيادة التامة كبقية جمهوريات يوغسلافيا السابقة الاخرى.وذكر ان الخطة تاخذ بالاعتبار مصالح جميع سكان الاقليم وخصوصا الاقلية الصربية التي تعارض الاستقلال وتتخوف على مستقبلها مما يتطلب السماح للبلديات التي يقطنها الصرب اقامة علاقات وثيقة مع صربيا المجاورة.

لكنها تعطي كوسوفو ممارسة السيادة الذاتية والاستقلال واقامة علاقات ثنائية وفتح بعثات دبلوماسية في عواصم الدول الاخرى لكن عضويتها في الامم المتحده ستظل مفتوحة بعض الوقت لكنه لم يحدد الفترة الزمنية التي يلزم ان تنتظرها كوسوفو حتى تحصل على العضوية الكاملة في الامم المتحدة.

لكن المتحدث اوضح ان حكومة كوسوفو ستستطيع حسب الخطة اقامة علاقات دبلوماسية وفتح سفارات فيها ضمن اتفاقيات ثنائية مع الدول ذات الاهتمام.وكشف المتحدث بان ممثل روسيا في الاجتماع ابدى التحفظ على الخطة طالبا موافقة بلغراد عليها ومطالبا باستئناف المفاوضات بين حكومتي صربيا وكوسوفو "لربما تستطيعان التوصل الى اتفاق ومواقف مشتركة".واضاف ان الاتصالات الثنائية بين موسكو و واشنطن التي هي اكبر المتحمسين لاستقلال كوسوفو تجري الان على قدم وساق بهدف "تليين" الموقف الروسي الذي يعارض استقلال كوسوفو لاسباب خاصة اخرى اهمها التخوف من تشجيع هذه "السابقة" لجمهوريات روسيا الفيدرالية وخصوصا جمهورية الشيشان بالحصول على ذات الحق.

واعتبر المتحدث ان خطة اهتساري واقعية وعملية وتعطي جميع الاطراف الحد الادنى من مطالبها حيث تعتبر "حلا وسطا" يفترض ان يلاقي القبول من الاطراف المعنية.وشدد على ان المجلس الوزاري لحلف شمال الاطلسي الذي يجتمع حاليا في بروكسل قد استعرض الخطة التي لم تعلن رسميا بعد فيما سيضع الحلف قواته في كوسوفو في حالة التاهب القصوى تخوفا من اعمال عنف متوقعة من جانب متشددين من الالبان والصرب لان الخطة لن تفي بجميع مطالبهم.