بوش : أنا صانع القرارات بشأن العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن : رفض الرئيس الاميركي جورج بوش يوم الجمعة انتقادات الكونغرس لخطته بشأن العراق بإصراره على انه هو صانع القرارات وحذر الايرانيين من انه سيتم وقفهم اذا هاجموا القوات الاميركية او العراقية داخل العراق. ومع معارضة الاميركيين بشكل ساحق لاستراتيجية بوش لإرسال 21500 جندي اضافي الى العراق قال وزير الدفاع الاميركي روبرت جيتس للصحافيين إن مسؤولين عسكريين يحاولون تخطي قيود لوجستية للتعجيل بإرسال القوات الجديدة الى العراق.
وانتقد جيتس جهود الكونغرس لمعارضة هذه الخطة رسميا.وقال"من الواضح بشكل ملحوظ ان قرارا يقول بشكل فعلي ان الجنرال الذي ستعرض عليه قيادة المنطقة يجب ألا تكون لديه الموارد التي يرى انه يحتاجها لتحقيق النجاح يشجع العدو دون شك."وتحدث بوش الى الصحافيين في الوقت الذي التقى فيه اللفتنانت جنرال ديفيد بتريوس في المكتب البيضاوي بعد فترة وجيزة من تصديق مجلس الشيوخ بأغلبية 81 صوتا مقابل لاشيء على توليه قيادة القوات الاميركية في العراق.
وسيتولى بتريوس تنفيذ خطة أثارت انتقادات حادة من جانب أعضاء الكونغرس الذين يشعرون بقلق من ان بوش يزيد من تورط الولايات المتحدة في العراق في وقت يشعر فيه الاميركيون بضجر من حرب بدأت قبل نحو اربع سنوات ولم تظهر اي علامة على انتهائها.ووصلت رئيسة مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي وهي ديمقراطية من كاليفورنيا ومنتقدة بارزة لبوش الى بغداد على رأس وفد من الكونغرس في مهمة تقصي حقائق سريعة.
واوضح بوش عندما سئل عن قرارات يجري اعدادها في كل من مجلسي الكونغرس لمعارضة خطته انه يملك السلطة لتنفيذها.وقال بوش"أحد الأمور التي وجدتها في الكونغرس هي ان معظم الناس يدركون ان الفشل سيكون كارثة للولايات المتحدة. وفي هذا الصدد فأنا صانع القرارات وعلي ان أضع وسيلة للمضي قدما الى الأمام تمنع حدوث كارثة."
وقال بوش انه يعرف ان هناك تشككا ولكن "البعض يدين خطة قبل حتى اعطائها فرصة للنجاح."وبشأن ايران لم ينف بوش وكبار المسؤولين الاميركيين تقريرا في صحيفة واشنطن بوست قال ان القوات الاميركية لديها سلطة اعتقال او قتل العناصر الايرانية النشطة في مهاجمة الجنود الاميركيين داخل العراق.
وقال بوش "من المنطقي انه اذا حاول شخص ما ايذاء قواتنا أو منعنا من تحقيق اهدافنا او قتل مدنيين ابرياء في العراق اننا سنوقفهم."انه الزام ان نحمي جميعا قومنا وان نحقق اهدافنا."وقال بوش ان اي عمليات ضد الايرانيين ستنفذ داخل العراق فقط.وأثارت تصريحاته قبل اسبوعين عن ملاحقة الشبكات الايرانية العاملة في العراق تكهنات في واشنطن بأن الولايات المتحدة قد تشن هجمات داخل ايران.
وقال"البعض يحاول ان يقول انه لاننا نعزز ونساعد انفسنا في العراق بوقف التأثيرات الخارجية وقتل جنودنا وايذاء الشعب العراقي اننا نريد توسيع ذلك.. هذا افتراض غير صحيح ببساطة."وقال " نعتقد اننا يمكن ان نحل مشاكلنا مع ايران دبلوماسيا ونعمل لفعل ذلك."
وقال الديمقراطي هاري ريد زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ انه يؤيد "اي شيء يتطلبه الامر لحماية" الجنود الاميركيين في العراق "ولكن ان يصعد الرئيس هذا الصراع خارج العراق امر يتعين عليه ان يعود ويطلب منا اذنا لفعل ذلك."واعتقل عدة مسؤولين ايرانيين في ثلاث غارات اميركية خلال الشهر المنصرم.وقال شون مكورماك المتحدث باسم الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة تدرس "جبلا من الادلة" على تورط عناصر ايرانية في انشطة في العراق وتأمل ادارة بوش تقديم بعض منها علانية.
حرب الجزائر لاخذ العبر
وينكب بوش مع كبار المخططين في وزارة الدفاع على دراسة تاريخ حرب التحرير في الجزائر التي يبدو ان لها نقاط تشابه مع الحرب الدائرة حاليا في العراق. وكشف الرئيس الاميركي قبل فترة في حديث مع شبكة التلفزيون الاميركية "سي بي اس" اجراه الصحافي سكوت بيلي، انه ينكب على قراءة كتاب للمؤرخ البريطاني اليستير هورن يحمل عنوان "تاريخ الحرب في الجزائر (1954-1962)".
واكد وزير الخارجية الاميركي الاسبق هنري كيسنجر في حديث الى شبكة التلفزيون "بي بي اس" الاسبوع الماضي انه هو الذي نصح بوش بقراءة هذا الكتاب المرجع عن حرب التحرير في الجزائر والذي نشر عام 1977. وقال كيسنجر الذي غالبا ما يستشيره بوش في امور كثيرة ان هذا الكتاب "يمكن ان يساعده لكي يقارن النزاع الشديد القسوة الذي دخل فيه في العراق مع ما عاناه اخرون" في بلدان اخرى.
واضاف كيسنجر "لا اعتقد ان الوضع الذي كان يواجهه الفرنسيون في الجزائر يمكن مقارنته تماما بوضع الولايات المتحدة في العراق (...) الا انني اعتقد ان هناك ما يكفي من نقاط التشابه والتعقيد والمآسي لدفع الرئيس بوش الى قراءة هذا الكتاب ووضع استنتاجاته الخاصة" بشأن الحرب في العراق.
ووافق المؤرخ اليستير هورن كيسنجر الرأي مشددا على ان الفارق الكبير بين حرب الجزائر وحرب العراق يكمن في ان الاولى لم تكن نزاعا دينيا بل كانت حرب تحرير وطني. وشدد هذا المؤرخ على ان اي هزيمة اميركية في العراق "ستكون بدون ادنى شك اكثر خطورة بكثير على الولايات المتحدة والغرب من الهزيمة في فيتنام". واضاف المؤرخ البريطاني "اعتقد ان نظرية الدومينو تصلح تماما بالنسبة الى الوضع في العراق، وان اي فراغ تتسبب به مغادرة الاميركيين سيؤدي الى حالة كبيرة من اللااستقرار في كامل المنطقة (...) كما سيتأثر التموين بالنفط وهو موضوع اساسي لنا".
وكان هورن قال ايضا للنيويورك تايمز في منتصف كانون الثاني(يناير) الماضي ان بوش ارتكب في العراق الخطأ نفسه الذي ارتكبه شارل ديغول في الجزائر عندما اعتقد ان هيبته (بوش) ستدفع المتمردين العراقيين الى القبول بالهزيمة العسكرية والموافقة على تسوية.
وكتب المراسل العسكري للواشنطن بوست توم ريك في نهاية العام 2006 ان كتاب اليستير حول حرب الجزائر بات الكتاب الاكثر رواجا حاليا بين موظفي البنتاغون منذ الاجتياح الاميركي للعراق عام 2003، وان "الجزائر باتت مرجعا لكل الخبراء الاستراتيجيين في واشنطن المتخصصين في مكافحة حركات التمرد". وكشف ان المسؤولين في البنتاغون شاهدوا فيلم المخرج الايطالي جيلو بونتيكورفو "معركة الجزائر" عام 2003.
ويقيم المؤرخ هورن مقارنة بين اعمال التعذيب في الحربين في اشارة بشكل خاص الى سجن ابو غريب في العراق. وقال "لقد مارس الفرنسيون التعذيب في الجزائر للحصول على معلومات تساعدهم للانتصار في حرب الجزائر، الا انهم في النهاية خسروا الحرب لان هذه الاساليب لقيت استياء واسعا في فرنسا وساهمت في قيام حركة معارضة كبيرة في اوساط المثقفين".
وكشف المؤرخ البريطاني ايضا انه اعطى نسخة من كتابه الى وزير الدفاع السابق دونالد رامسفلد اشار فيه الى المقاطع التي تكلم فيها عن التعذيب. وروى ان رامسفلد وجه اليه رسالة "غاضبة" ردا على الكتاب الهدية.