تعيين عربي إسرائيلي وزيرا في حكومة أولمرت ونواب يحتجون
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
القدس: أعلن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت انه تم اليوم تعيين عربي اسرائيلي مسلم هو غالب مجادلة للمرة الاولى وزيرا في الحكومة الاسرائيلية عبر حصوله على منصب وزير بدون حقيبة. وقال مصدر حكومي رفيع المستوى ان "كل الوزراء باستثناء افيغدور ليبرمان (وزير الشؤون الاستراتيجية) صوتوا لصالح تعيين راغب مجادلة وزيرا". وسيصبح مجادلة (53 عاما) النائب عن حزب العمل سابع وزير لهذا الحزب وسيحل محل عوفير بينس باز الذي استقال من منصبه في تشرين الاول/اكتوبر احتجاجا على انضمام حزب "اسرائيل بيتنا" المتشدد بزعامة ليبرمان الى الائتلاف الحكومي برئاسة اولمرت.
وكان يفترض ان يحصل مجادلة على الحقيبة نفسها التي كان يتولاها بينس باز، وزير العلوم والثقافة والرياضة لكن اثر ضغوط من رئيس الوزراء الاسرائيلي خصوصا، سيكتفي في الوقت الراهن بمنصب وزير بدون حقيبة.
وقال مجادلة "خلال اسبوعين سيجري اتفاق بين رئيس الوزراء ايهود اولمرت ورئيس حزب العمل عمير بيرتس على تسمية وزير الحقيبة السابعة (وزارة العلوم والثقافة والرياضة) التي سوف اشغلها". وعبر عن تفاؤله في ان يتم ذلك، مؤكدا ان "تعيين وزير عربي مسلم للمرة الاولى في تاريخ دولة اسرائيل يعتبر مؤشرا للمواطنين العرب لتحقيق ودفع القضايا العربية الاجتماعية نحو المساواة وعلى المسار السياسي العام". كما رأى ان ذلك يمكن ان يساهم في "دفع عجلة السلام وتسوية النزاع الفلسطيني الاسرائيلي".
ومجادلة مولود في 1953 في بلدة باقة الغربية في اسرائيل ولا يزال يعيش فيها. وقد عمل سكرتير الشبيبة العاملة التابعة لحزب العمل الاسرائيلي في باقة الغربية ونشط في اتحاد نقابات العمال الاسرائيلية (الهستدروت). وهو متزوج وأب لاربعة اولاد.
محمد بركة: مجادله وزير لحزب العمل وليس للعرب
بدوره اعتبر عضو الكنيست العربي محمد بركة عن الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة ان تعيين غالب مجادلة وزيرا في الحكومة الاسرائيلية ليس خطوة باتجاه المساواة حيث انه "ليس وزيرا للعرب انما هو وزير لحزب العمل". وقال محمد بركه لوكالة فرانس برس "ان تعيين مجادلة لم يكن خطوة باتجاه المساواة انما هي لتعزيز مواقع (وزير الدفاع الاسرائيلي) عمير بيريتس الانتخابية". واضاف "لا يعقل ان يحل وزير عربي محل وزير يهودي خرج من الوزارة واستقال من وزارته احتجاجا على العنصرية".
وشدد بركة على ان مجادلة "ليس وزيرا للعرب انما هو وزير لحزب العمل، بمعنى ان مرجعيته ستكون حزب العمل وسيسجل اسمه على كل سياسة التمييز ضد العرب وكل الجرائم التي ارتكبت منذ النكبة وحتى الان بحق العرب، لان حزب العمل هو الذي كان في السلطة اثناء ارتكاب هذه الجرائم".
وفي رد على سؤال حول ان تعيين وزير عربي مسلم جاء لدعم عمير بيرتس في انتخابات رئاسة الحزب في ايار(مايو) المقبل، قال مجادلة "اعتقد ان علينا التركيز على الموضوع التاريخي بالتعامل مع العرب وترك المواضيع الجانبية".
وعن جلوسه بجانب الوزير افيغدور ليبرمان المعروف بمواقفه العنصرية ومعاداته للعرب، قال مجادلة "ان موقفنا في الوقوف ضد ايدولوجية مثل ايدولوجية ليبرمان لم يتغير واعتراضنا الشديد لها لم يتغير، ودخولنا الى الحكومة اليوم يثبت اقوالنا ونهجنا وبما نؤمن به".
من هو غالب مجادلة؟
ولد غالب مجادلة في 5 نيسان/أبريل 1953 في بلدة باقة الغربية في اسرائيل، ولا يزال يعيش فيها، وهو متزوج وأب لاربعة اولاد. بدأ مجادلة حياته السياسية كسكرتير للشبيبة العاملة التابعة لحزب العمل الاسرائيلي في باقة الغربية، ونشط في مجال القيادةالقطرية للهستدروت، اكبر نقابة عمالية في اسرائيل، وشغل منصب رئيس قسم المعارف (التربية والتعليم) في مجالي الثقافة والرياضة مرتين. ويتقن الانكليزية الى جانب العربية والعبرية.
ويتولى مجادلة مناصب عدة في لجان الكنيست الحالية. فهو رئيس لجنة الداخلية وشؤون البيئة، وعضو في لجنة العلم والتكنولوجيا، وعضو في لجنة خاصة لمشكلة العمال الأجانب، وعضو في لجنة العمل والرفاه والصحة. وكان ناشطا في الكنيست السابقة حيث كان عضوا في لجنة الداخلية وشؤون البيئة، ومن ثم تراس هذه اللجنة وكان عضوا في لجنة التربية والتعليم وفي لجنة شكاوى الجمهور ولجنة العمل والرفاه والصحة.
وصوت مسؤولو حزب العمل قبل نحو اسبوعين باغلبية ضئيلة لصالح اقتراح رئيس الحزب وزير الدفاع عمير بيريتس تعيين مجادلة وزيرا في حكومة ايهود اولمرت الائتلافية. وجاء التصويت لتعيين غالب مجادلة اثر تقديم اوفير بينيس باز وزير العلوم والثقافة والرياضة الاسرائيلي من حزب العمل استقالته احتجاجا على ضم افيغدور ليبرمان المعروف بمعاداته للعرب ومواقفه العنصرية الى الائتلاف الحكومي. والمفارقة انه في الوقت الذي خرج وزير يهودي من الحكومة لانتقاده مواقف عنصرية لاحد الوزراء، يدخلها وزير ينتمي الى المجموعة العربية التي تناضل ضد التمييز الذي يمارس بحقها في المجتمع الاسرائيلي.
ويبلغ عدد العرب الذين تحدروا من نحو 160 الف فلسطيني بقوا في اراضيهم بعد نزوح معظم السكان العرب سنة 1948، 1،3 مليون نسمة من اصل 7 ملايين هم سكان اسرائيل. ولا يؤدي العرب الخدمة العسكرية لكنهم يتمتعون بحق التصويت ولديهم عشرة نواب في الكنيست من اصل 120.
وعلى الصعيد الاجتماعي، يعيشون مستوى حياة افضل بعشر مرات تقريبا من فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة، لكنهم يشكون من انهم لا يحصلون على حقوقهم كاملة. فالبلديات العربية تتلقى اقل بكثير من الاموال الحكومية لبرامج التنمية والتطوير مقارنة مع البلديات اليهودية، كما تحد السلطات كثيرا من رخص البناء الممنوحة لهم.
كما يعاني العرب الاسرائيليون من مصادرة اراضيهم بعد ان استولت السلطات الاسرائيلية على كامل اراضي البلديات العربية تقريبا لاقامة مساكن للمهاجرين اليهود عليها. وفي تقرير نشر في ايلول/سبتمبر 2003 بعد تحقيق استمر سنتين ونصف السنة، وجهت لجنة حكومية انتقادات الى السلطات لانها "لا تفعل ما يكفي لوقف مظاهر التمييز (التي يعاني منها العرب) ولاعطائهم حقوقهم كاملة، او فرض القانون والنظام في مجتمعاتهم".
وفي قرار اثار ضجة نشر في تموز/يوليو 2000، اقرت المحكمة العليا الاسرائيلية بتعرض الاقلية العربية للتمييز ولا سيما في ما يتعلق بالتوظيف.
غضب النواب العرب
واثار تعيين غالب مجادلة اول وزير عربي مسلم في الحكومة الاسرائيلية غضب نواب عرب في الكنيست اعتبروا هذا التعيين مناورة سياسية لحزب العمل و"يعطي شرعية للعنصرية والتمييز" الذي يعاني منه العرب في اسرائيل. واعلن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اليوم الاحد تعيين مجادلة وزيرا بلا حقيبة في الحكومة الاسرائيلية عن حزب العمل.
وقال مصدر حكومي رفيع المستوى ان "كل الوزراء باستثناء افيغدور ليبرمان (وزير الشؤون الاستراتيجية) صوتوا لصالح تعيين راغب مجادلة وزيرا". وسيصبح مجادلة (53 عاما) سابع وزير لحزب العمل حيث يحل محل عوفير بينيس باز الذي استقال من منصبه في تشرين الاول(اكتوبر) احتجاجا على انضمام حزب "اسرائيل بيتنا" المتشدد بزعامة ليبرمان المعروف بمواقفه المعادية للعرب وعنصريته الى الائتلاف الحكومي بزعامة حزب كاديما.
واعتبر جمال زحالقه عضو الكنيست العربي عن حزب التجمع الديمقراطي ان "مجرد دخول مجادلة بدلا من بينيس عار عليه، لان بينيس رفض اعطاء شرعيه للعنصرية، وكان مبدئيا". وتابع زحالقه "ان تعيين مجادلة يضر بمصلحة المواطنين العرب، لانه لا يحدث اي تغيير في سياسة التمييز بل ان وجوده في الحكومة يعطي شرعيه لهذه السياسة، ففي الوقت الذي ندعو فيه العالم لمقاطعة ليبرمان ياتي وزير عربي ليجلس معه". واكد زحالقه "ان عمير بيريتس يريد ادخال وزير عربي كمناورة سياسية ليس لها علاقة بحقوق العرب او المساواة، ويريد ان يحظى باصوات في الانتخابات التمهيدية لرئاسة حزب العمل القادمة بعد ان ارتكب كل الجرائم في لبنان".
وبالمثل راى عضو الكنيست العربي محمد بركة "ان تعيين مجادلة لم يكن خطوة باتجاه المساواة انما هي لتعزيز مواقع عمير بيريتس الانتخابية". واضاف "لا يعقل ان يحل وزير عربي محل وزير يهودي خرج من الوزارة واستقال من وزارته احتجاجا على العنصرية".
وشدد بركة على ان مجادلة "ليس وزيرا للعرب انما هو وزير لحزب العمل، بمعنى ان مرجعيته ستكون حزب العمل وسيسجل اسمه على كل سياسة التمييز ضد العرب وكل الجرائم التي ارتكبت منذ النكبة وحتى الان بحق العرب، لان حزب العمل هو الذي كان في السلطة اثناء ارتكاب هذه الجرائم".