دارفور تطغى على جولة الرئيس الصيني الافريقية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بكين، اديس ابابا: ستطغى مسالة دارفور، الاقليم في غرب السودان الذي يشهد حربا اهلية، على الجولة الجديدة للرئيس الصيني هو جينتاو في افريقيا وهي الثالثة له منذ وصوله الى السلطة. ويبدأ الرئيس الصيني الثلاثاء في الكاميرون جولة تستغرق 12 يوما ستقوده الى سبع دول افريقية اخرى هي ليبيريا والسودان، الحليف التقليدي لبكين، وزامبيا وناميبيا وجنوب افريقيا وموزمبيق وجزر سيشل.
واذا كانت الدبلوماسية الصينية قدمت هذه الجولة على انها امتداد للقمة الصينية-الافريقية التي عقدت في بكين في تشرين الثاني/نوفمبر وضمت 48 دولة افريقية و41 رئيس دولة او حكومة، فانها ستشكل ايضا مناسبة للصين لابداء رغبتها في المشاركة في الجهود الدولية لوقف النزاع في دارفور بين متمردين وميليشيات مدعومة من الجيش السوداني.
وبحسب الامم المتحدة، فان النزاع في دارفور اوقع منذ شباط/فبراير 2003 حوالى 200 الف قتيل وتسبب بنزوح مليوني شخص، في ارقام تعترض عليها السلطات السودانية. وقال مساعد وزير الخارجية الصيني زهاي جون الثلاثاء للصحافيين "خلال زيارة الرئيس هو، سيبحث مسالة دارفور مع الرئيس السوداني عمر البشير". واضاف زهاي الذي كان في السودان قبل اسبوعين ان "هذه الزيارة ستعزز ليس فقط العلاقات الثنائية وانما ايضا السلام والاستقرار في المنطقة".
ويرى المراقبون ان الصين تريد ايضا ان تظهر ان قادتها لا يجولون في افريقيا سنويا لغاية تجارية فقط. وسيتوجه هو جينتاو الى السودان الجمعة والسبت بعد ايام على قمة الاتحاد الافريقي في اديس ابابا التي ستركز على دارفور والصومال. وهذه القمة التي ستعقد الاثنين ستشهد مشاركة الامين العام الجديد للامم المتحدة الكوري الجنوبي بان كي مون.
واذا كانت منظمات للدفاع عن حقوق الانسان تنتقد بشدة الوجود المتزايد للصين في السودان حيث تتزود بالنفط، فان البعض يراهن على بكين لاقناع الخرطوم بقبول قوة تابعة للامم المتحدة تتسلم المهام من بعثة الاتحاد الافريقي في دارفور غير المجهزة بشكل كاف والتي لا تحظى بتمويل كاف ايضا.
وتحاول المجموعة الدولية حاليا اقناع الخرطوم بقبول بعثة من الامم المتحدة او على الاقل قوة مشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي. وقال شي ينغ المتخصص في العلاقات الدولية في جامعة الشعب في بكين ان "هو جينتاو يتوجه الى دارفور فيما هناك آمال بان يقبل السودان خطة الامم المتحدة". واضاف ان "هو جينتاو يريد اقناع السودان بعدم رفض قرار الامم المتحدة والتعاون مع المنظمة الدولية، وذلك سيضع ضغطا دبلوماسيا ومعنويا على السودان وسيكون ايضا مفيدا للعلاقات مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وافريقيا".
وبكين التي تعتبر احد ابرز الجهات التي تشتري النفط السوداني وتملك حق النقض في مجلس الامن بصفتها عضوا دائما، اتهمت حتى الان بعرقلة محاولات الضغط الدولية على نظام الخرطوم.
وفي هذا الوقت، اشاد موفد الرئيس الاميركي جورج بوش الى دارفور اندرو ناتسيوس بزيارته الى الصين قبل اسبوعين، مشيرا الى ان واشنطن وبكين قررتا التعاون للوصول الى سلام متفاوض عليه. وعبرت الخرطوم عن "استغرابها" ازاء رغبة واشنطن في دفع الصين الى التدخل في جهود السلام في دارفور، فيما نفت بكين انها تتعرض لضغوط من واشنطن.
وخلال جولته الافريقية الاولى في كانون الثاني/يناير-شباط/فبراير 2004، زار الرئيس الصيني مصر والغابون والجزائر. وفي نيسان/ابريل 2006 قام بزيارة المغرب ونيجيريا وكينيا.
هيومن رايتس ووتش لعدم السماح للسودان بتولي رئاسة الاتحاد الافريقي
من جهة ثانية طلبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الانسان بالحاح اليوم من القادة الافارقة الذين سيجتمعون الاثنين والثلاثاء في اديس ابابا في اطار القمة الثامنة للاتحاد الافريقي، "رفض" رئاسة السودان للمنظمة الافريقية. وجاء في بيان لهيومن رايتس ووتش تم تلقيه في اديس ابابا "ان على القادة الافارقة ان يستغلوا القمة في اديس ابابا في 29 و30 كانون الثاني/يناير لرفض مساعي السودان الاخيرة لترؤس الاتحاد الافريقي" لفترة عام.
واضاف بيان المنظمة التي يوجد مقرها في نيويورك ان على القادة الافارقة ان "يحذروا الرئيس السوداني عمر البشير من انه ان لم يدعم فورا جهود الحماية في دارفور فسيواجه عقوبات محددة". وذكر البيان الموجه الى الدول الاعضاء في المنظمة الافريقية "ان السودان يمارس منذ العام 2005 الضغط ليترأس الاتحاد الافريقي على الرغم من الارقام القياسية لعدد الجرائم المرتكبة ضد الانسانية وجرائم الحرب في دارفور".
وكانت مسالة تعيين السودان لتولي رئاسة الاتحاد الافريقي شكلت معضلة اثناء قمة الاتحاد في كانون الثاني(يناير) 2006 في الخرطوم وفي نهاية المطاف تلقى الرئيس عمر البشير وعدا بانه سيتولى رئاسة المنظمة التي تضم 53 دولة خلال 2007 ان تحسن الوضع في دارفور.
وتشهد هذه المنطقة الواقعة غرب السودان حربا اهلية اسفرت عن سقوط اكثر من مئتي الف قتيل وتشريد مليوني شخص منذ شباط(فبراير) 2003. الى ذلك نددت ست منظمات غير حكومية بينها اوكسفام وسيف ذي تشيلدرن وورلد فيجن في بيان مشترك الاحد بتدهور الوضع في دارفور.
وجاء في هذا البيان "ان الاستجابة الانسانية الهائلة في دارفور ستصاب قريبا بالشلل الا في حال قررت افريقيا والقادة في قمة الاتحاد الافريقي خطوات عاجلة (...) ضد تزايد اعمال العنف بحق المدنيين والعاملين الانسانيين". وقال ايرونغو هيوتون من اوكسفام "ان النزاع مستمر منذ من طويل وهو اسوأ اليوم من اي وقت مضى". وحذر من ان "الانتظار لفترة اطول سيعرض حياة مئات الالاف للخطر وقد يتسبب بوقف تام للمساعدات النسانية".