بلير يجدد التزامه ببقاء قواته في العراق

عادل درويش من لندن: اكد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اليوم التزامه بدعم الحكومتين المنتخبتين في العراق وافغانستان وعدم تحديد جدول زمني للإنسحاب من جنوب العراق حتى تطلب الحكومة العراقية ذلك، وتتمكن من فرض السلام والإستقرار، ولم ينف وجود تذمر داخل حزبه الحاكم بسبب تقارب سياسته مع الرئيس الأمريكي جورج بوش، مضيفا بأن سياسة بلاده في العراق وافغانستان، والخارجية عموما لها اولوياتها والتي قد لا تماثل بالضرورة اولويات السياسة الاميركية، وضرب مثلا في اتفاقيات التجارة الخارجية والبيئة .

وكان رئيس الوزراء يتحدث ظهر اليوم في الفندق الذي ينزل فيه في دافوس، في مؤتمر التجارة العالمية، للبي بي سي، حيث نبه الى ان المسؤول الأول عن عمليات العنف والإعتداء على العراقيين وسقوط العراقيين جرحى وقتلى، ليس قوات التحالف، وبالتحدبد ليس القوات البريطانية، وانما الجماعات الارهابية ومليشيات وعصابات البعث.

وانتقد الأصوات المطالبة بسحب القوات البريطانية من العراق وافغانستان، قائلا " اذا كان هناك مشاكل وعنف ومواقف صعبة، فمن غير المنطقي الإنسحاب وترك العراقيين يعانون في ايدي الارهابيين ومن عدوانهم، وانما المنطقي ان نساعد العراقيين على ألستقار ونقف الى جانبهم." واضاف بان الموقف ينطبق على الوضع في افغانستان. وذكر الزعيم البريطاني، في اول لقاء تلفزيوني او اذاعي له منذ شهر سبتمبر العام الماضي، ذكر المشاهدين بان العراق وافغانستان، ولأكثر من نصف قرن، كانت الخيارات امامها، اما ديكتاتورية علمانية غير منتخبة، او ديكتاتورية ثيولوجية اصولية كما كان الوضع تحت الطالبان، وهذه هي المرة الأولى في خمسة عقود، والتي تتاح الفرصة للشعبين الأفغاني والعراقي في انتخاب الحكومة الممثلة انتخابا مباشرا.

واعترف بلير بان قسما كبيرا من حزب العمال الحاكم يعترض على تقاربه مع الرئيس بوش، قائلا : " الرئيس بوش يمثل اليمين الجمهوري المحافظ، وحزب العمال تاريخيا يساري، فماذ تتوقع؟" واضاف بأن السياسة الخارجية البريطانية، ملتزمة طبعا بالتشاور مع الحلفاء، لكن بريطانيا تختار اولويات تناسب مصالحه القومية ، وذلك في كل السياسات الخارجية، خاصة في مجالي التجارة والبيئة.