ترحيب فلسطيني بدعوة العاهل السعودي للحوار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
غزة-دمشق-الرياض: اعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الليلة ترحيبه بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود لاستضافة الحوار الوطني الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس معتبرا ان هذه الدعوة تنم عن روح عربية واسلامية اصيلة وتهدف لوقف نزيف الدم الفلسطيني. وقال امين عام الرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم في تصريح صحافي بثته وسائل الاعلام الرسمية الفلسطينية الليلة ان السعودية "وقفت دائما الى جانب وحدة الشعب الفلسطيني بكافة فصائله واطيافه السياسية". واكد ان المملكة "لم تأل جهدا في سبيل تحقيق هذه الغاية المتمثلة في هذه الوحدة وصولا الى تحقيق اهداف الشعب الفلسطيني في اقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
داعياً إلى مؤتمر وفاق فلسطيني تحت "أستار الكعبة":
الملك عبد الله : "اللهم إني بلغت اللهم فاشهد"
واشار عبد الرحيم الى ان الرئيس محمود عباس "بذل جهودا كبيرة خلال عام كامل من اجل حقن دماء الشعب الفلسطيني وتوحيد جهوده والدفع باتجاه رفع المعاناة عنه وكان دائما على اتصال مع خادم الحرمين الشريفين والرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني عبد الله الثاني وكل الاشقاء العرب".
كذلك، رحبت الحكومة الفلسطينية بالدعوة السعودية. وقالت الحكومة التي تقودها حركة حماس في بيان " نثمن الحرص الكبير من قبل العاهل السعودي لرأب الصدع في الساحة الفلسطينية وتجاوز الخلافات و انهاء الاحتقان الداخلي" . وتضمن البيان الحكومي تأكيدا على " ضرورة احتواء الازمة والاحتقان واعادة الهدوء والاستقرار في الشارع الفلسطيني " واشارة الى " استعداد الحكومة للتعاون مع كل جهد يساهم في تعزيز الجبهة الداخلية." و لفتت "ان السعودية دأبت دوما علي المساهمة الفعالة والايجابية في تعزيز الصف العربي والاسلامي وتقوية اواصر العلاقة بين الاشقاء منذ نشأة المملكة علي يد الملك عبد العزيز ال سعود."
كما رحبت حركة ( فتح ) مساء اليوم بمبادرة العاهل السعودي معبرة عن املها بان تؤدي هذه الدعوة السعودية الى " تجاوز الخلافات الداخلية والخروج بموقف وطني واحد من كافة القضايا المطروحة ". وقال احمد عبد الرحمن الناطق الرسمي باسم حركة فتح في تصريحات لاحدى محطات الاذاعة المحلية في غزة " نرحب ترحيبا حارا بهذه المبادرة الكريمة والاصيلة والصادرة من قائد عربي مخلص لامته العربية وللقضية الفلسطينية الملك عبد الله بن عبد العزيز". واكد عبد الرحمن في تصريحاته " ان المبادرة السعودية هذه التي تعكس حرص المملكة على القضية الفلسطينية ووحدة الفصائل والقوى لما يحقق امال وطموحات الشعب الفلسطيني والامة العربية.
بدورها، رحبت حركة حماس بالمبادرة السعودية. وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمد نزال ان الحركة "ترحب بهذه الدعوة الكريمة التي تهدف الى استمرار الحوار بين الحركتين لتشكيل حكومة وحدة فلسطينية ووقف الاقتتال الداخلي" بين الفلسطينيين. واكد نزال على ضرورة وجود تحرك عربي جماعي لانهاء حالة الاحتقان في الساحة الفلسطينية ونبذ الصراع الداخلي.
كما دعا نزال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى مواصلة الحوار بين حركتي حماس وفتح للخروج من المأزق الحالي بتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية.
لقاء في رحاب البيت الحرام
و كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز دعا جميع قادة الفصائل الفلسطينية إلى تحكيم العقل وتغليب لغة الحوار على لغة السلاح وعقد لقاء عاجل في رحاب البيت الحرام دون تدخل خارجي. وقال الملك عبد الله بن عبد العزيز في نداء عاجل وجهه اليوم للفلسطينيين " أن ما يحدث على ثرى فلسطين الطاهر وصمة عار لطخت تاريخ الكفاح الوطني المشرف لأبناء الشعب الفلسطيني الذين استشهدوا في سبيل الله لتحرير وطنهم من براثن الاحتلال".
واضاف "إن السعودية حكومة وشعبا لا تقبل أن تقف صامتة متفرجة لتنظر بحزن وألم عميقين لما يدور على الساحة الفلسطينية من اقتتال بين الأشقاء أصحاب القضية الواحدة دون أن تتصدى لدورها الإسلامي والعروبي والأخلاقي تجاه أمانة الكلمة والفعل".
واعرب الملك عبدالله عن الشعور بالالم لما يحدث في الساحة الفلسطينية "التي تحتضن المسجد الأقصى وأرض الإسراء وأولى القبلتين من أفعال استهدف الأخ فيها أخاه فأريقت الدماء وسفكت وأزهقت فيها الأرواح المعصومة".
واعتبر هذه الاحداث بانها "جرم عظيم يستند الى أسباب واهنة وغير مبررة ويلطخ الكفاح الفلسطيني الوطني المشرف الذي قضى في ساحته النبيلة من أبناء شعبنا الفلسطيني آلاف الشهداء في سبيل الله لتحرير وطن الإسلام والعروبة والكرامة لتحقيق الحرية والإستقلال".
واكد ان ما يحدث في فلسطين لا يخدم غير أعداء الأمة الإسلامية والعربية ويضع تساؤلات أمام المجتمع الدولي الذي ينظر باحترام لعدالة القضية الفلسطينية محذرا من ان يؤدي استمرار الخلاف بين الفلسطينيين للقضاء على كل منجزاتهم النضالية ما لم يتم حسمه بشكل فاعل.
مبادرة مصرية جديدة لوقف الاشتباكات في غزة
على صعيد آخر، أعلنت حركة فتح قبولها بمبادرة مصرية جديدة لانهاء التوتر واستعدادها للتطبيق الفوري لجميع بنودها فيما رحبت الحكومة الفلسطينية وحركة حماس بتحفظ. وصرح غازي حمد الناطق باسم الحكومة الفلسطينية في مؤتمر صحفي عقد بمدينة غزة مساء الأحد ان المبادرة طرحت خلال لقاء رئيس الوزراء اسماعيل هنية ووزيري الداخلية الخارجية لانهاء حالة الاقتتال بين فتح وحماس عصر اليوم .
وقال ان الوفد الامني المصري حمل رسالة مهمة من الوزير عمر سليمان تدفع باتجاه احتواء الازمة فى الساحة الفلسطينية وايجاد مخارج وحلول . وأضاف حمد ان المبادرة المصرية تتكون من خمس نقاط وهي سحب المسلحين من جميع الشوارع وازالة كل أشكال التوتر والافراج عن جميع المختطفين وازالة الحواجز التي توضع فى الشوارع وان تكون الشرطة الفلسطينية هى الجهة الوحيدة المخولة بالتحقيق فى القضايا الامنية على ان تقوم حركتا حماس وفتح بتقديم كشوف بمن لهم علاقة بالاحداث الاخيرة .
وأوضح حمد ان رئيس الوزراء الفلسطيني استمع الى المبادرة ورحب بها ووضع الوفد المصري فى صورة التطورات الجارية على الساحة الفلسطينية و الاسباب التى أدت الى نشوب هذه الازمة . ونقل حمد عن هنية تأكيده ضرورة أن تعمل الحكومة على وقف التدهور والاحتقان وسفك الدم واعادة النظام والهدوء الى الشارع الفلسطيني .
وأشار الى أن الحكومة حريصة على تهيئة المناخات من اجل انهاء الاحتقان والتوتر فى الشارع الفلسطيني عبر تطبيق ذلك بترجمة عملية على الارض منوها الى وجود عدة اتجاهات يجب ان يعمل بها من اجل ان نتجنب كل جذور الازمة وليس فقط معالجة القضايا السطحية او القضايا العالقة .
وقال ان رئيس الوزراء طالب بسحب كل المسلحين من الشوارع الا ما تستوجبه الضرورة الامنية مشددا على ضرورة سحب قوات الامن الوطني وقوات امن الرئاسة التي تتواجد فى الشارع لأنها تشكل عقبة امام استتباب الامن والقانون.
ونوه هنية خلال الاجتماع الى ان وزارة الداخلية هى الجهة الوحيدة المخولة بتطبيق القانون وفرض النظام لأنه لا يراد ان تكون هناك عسكرة للشارع الفلسطيني ولا أشكال من اشكال التوتر والاحتقان فى كل شارع وكل مخيم وزاوية وبالتالى وزارة الداخلية هى الجهة المخولة باعادة النظام والهدوء للشارع الفلسطيني.
وقال حمد ان رئيس الورزراء الفلسطيني طالب بضرورة تسليم المتهمين بالحوادث الاخيرة للنيابة العامة بموجب الاجراءات القانونية ووقف ما اسماه " الفرز الخطير " الذى يجرى فى المؤسسة الامنية مؤكدا ضرورة ان تعمل المؤسسة بمهنية وتحترم القانون .
وأكد هنية ضرورة اعادة الشروع الفورى بتشكيل مجلس الامن القومي الذى يقوم على اعادة صياغة الاجهزة الامنية بما يكفل ان تكون هذه المؤسسة مؤسسة حيادية ومؤسسة مهنية ولا تتاثر باى خلافات سياسية او حزبية فى الساحة الفلسطينية . كما شدد هنية خلال لقائه الوفد المصري على ضرورة عدم نقل الصراع الى الضفة الغربية .
وأضاف " نحن لا نريد لهذا الصراع ان يتوسع وكل الجهود التي تبذل الان من عدة اطراف ومن عدة وسطاء كلها تهدف لتضييق ساحة الصراع ومحاولة تقريب وجهات النظر ومنع انتقال هذا التوتر من مكان الى مكان". وطالب هنية بضرورة وقف التحريض الاعلامى واطلاق سراح المختطفين الا الذين لهم علاقة باقتراف جرائم امنية يجب التحقيق معهم بمسؤولية وزراة الداخلية .
من جهته اعلن الناطق باسم حركة فتح عبد الحكيم عوض عن موافقة حركة فتح على المبادرة المصرية .. معربا عن استعداد الحركة للشروع فورا في تنفيذها. وقال الناطق ان موافقة حركة فتح على المبادرة المصرية تأتي من اجل وقف حالة التدهور التي تشهدها الاراضي و القضية الفلسطينية وللحفاظ علي الوحدة الوطنية و حماية المشروع الوطني. وثمن عوض الدور المصري الذي يأتي من اجل حماية الجبهة الداخلية الفلسطينية ورأب الصدع الفلسطيني .
من جهتها رحبت حركة حماس وعلى لسان ناطقها اسماعيل رضوان بأي جهد و موقف عربي او اسلامي او وطني يؤدي الى وقف التدهور ولجم ما وصفه بالتيار الانقلابي وعدم السماح له بأن يجر الساحة الفلسطينية الى حرب اهلية.
وحول المبادرة المصرية قال رضوان ان حماس قدمت رؤيتها للوفد الأمني المصري الذي وعد بنقل الافكار الى حركة فتح على ان يقوم الوفد بنقل هذا الرد الى حركة حماس في وقت لاحق . وأكد رضوان أن حركة حماس تبدي حرصا شديدا على لملمة الاحداث و معالجة كل الاحداث الدموية.
28 قتيلا في الاقتتال الداخلي
ميدانيا، تواصلت المواجهات المسلحة التي بدات منذ مساء الخميس بين حركتي فتح وحماس رغم الدعوات الى وقف اطلاق النار.وقتل اربعة فلسطينيين ليل السبت الاحد بينهم طفل في الحادية عشرة من العمر. واستهدف منزل احد حراس محمد دحلان احد قادة فتح بانفجار لم يوقع ضحايا. وقتل شخصان في خان يونس ما يرفع الى 27 عدد القتلى منذ مساء الخميس عندما استهدفت عبوة ناسفة عناصر من القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية التي تتسلمها حماس. كما بلغ عدد الجرحى اكثر من 75.
ودارت المعارك الاشد ضراوة حول مقر الامن الوقائي المحسوب على الرئيس الفلسطيني وتواصلت في حي تل الهوى في غزة طوال الليل وحتى صباح الاحد.واستخدمت في المعارك حول مقر الامن الوقائي مختلف انواع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة واجبر السكان على الاختباء في الاماكن الامنة.
وقال مسؤول في الامن الوقائي ان عناصر حماس استخدموا القذائف المضادة للدروع ومدافع الهاون لمهاجمة المقر.وعلى خلفية استمرار التوتر والاتهامات المتبادلة، اعلنت مصادر امنية فلسطينية ان الاجهزة الامنية الفلسطينية فجرت ثمانية انفاق في قطاع غزة زرعت فيها متفجرات كانت تستهدف اغتيال الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادي في حركة فتح محمد دحلان، متهمة حماس بالوقوف وراء ذلك.
وقالت هذه المصادر التي طلبت عدم الكشف عنها "تم خلال الاسبوعين الماضيين تفجير ثمانية انفاق تحت الارض على طريق صلاح الدين وفي منطقتي بيت حانون وبيت لاهيا، شمال القطاع، وهي في الطرق التي يسلكها في العادة الرئيس عباس عند دخوله الى غزة من حاجز ايريز".
ولكن المتحدث باسم حماس، فوزي برهوم، نفى هذه الاتهامات مؤكدا ان الهدف منها "الاساءة الى المقاومة".