أخبار

عملية إيلات: إدانات دولية ونفي أردني وإجراءات حدودية مصرية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

صورة حصلت عليها إيلاف لمنفذ العملية بشار دراغمه وخلف خلف من رام الله، سمية درويش من غزة، عواصم، وكالات: أعلنت سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى رسميا مسؤوليتها عن العملية التفجيرية التي وقعت في مدينة إيلات داخل إسرائيل وأدت إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة نحو عشرة بجراح مختلفة. وقالت السرايا في بيان مشترك مع كتائب شهداء الأقصى أن منفذ الهجوم هو عامر السكسك وهو من سكان بيت لاهيا في قطاع غزة. ورجحت مصادر إسرائيلية أن يكون قد تمكن من دخول إيلات عبر الأردن لاستحالة دخوله من قطاع غزة مباشرة.

وقد لقي ثلاثة إسرائيليين مصرعهم وأصيب عشرة آخرون بجراح في هجوم تفجيري وقع بمدينة إيلات جنوبي إسرائيل.وقالت مصادر إسرائيلية أن الهجوم وقع قرب مركز تجاري ضخم بالمدينة. ورجحت الشركة الإسرائيلية أن فلسطينيا قد فجر نفسه وسط تجمع للإسرائيليين ما أدى إلى مقتله على الفور ومقتل ثلاثة إسرائيليين.وهرعت على الفور سيارات الشرطة الإسرائيلية إلى مكان الحادث بينما شرعت سيارات الإسعاف بنقل القتلى والجرحى إلى المستشفيات القريبة من المكان.

وفتحت الشرطة تحقيقا على الفور في الحادث للتأكد من طبيعة الانفجار وإذا ما كان هجوما انتحارا أو تفجير عبوة ناسفة. ورجحت الشرطة بعد التحقيق أن الهجوم هو عملية تفجيرية. وكانت المعلومات الأولية قد تحدثت عن تسرب للغاز إلا أن الشرطة عادت ورجحت وقوع عملية تفجيرية. وعثرت الشرطة على بقايا العبوة الناسفة مما رجح أن ما حدث هو وقوع عملية.ولم تتلق الشرطة الإسرائيلية إنذارات ساخنة قبل وقوع هذا الانفجار.


الاختبار الأولي لغابي أشكنازي
وخلطت العملية التفجيرية الأوراق في الساحتين الفلسطينية والإسرائيلية، وجعلت المشهد يعود شهوراً للوراء- لما قبل التهدئة بين الطرفين-، وتبدو المدن الفلسطينية حذرة..قلقة وتحوم فوقها غيوم سوداء، متخوفة من تصعيد الإجراءات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويرى الكثير من المراقبين للشؤون الإسرائيلية أن هذه العملية اختبار أولي لرئيس الجيش الإسرائيلي الجديد غابي أشكنازي، حيث أن غزة ستكون الهدف الأول له الآن لاستعادة هيبة الردع وتهديد حزب الله.

وتعيش الساحتان الفلسطينية والإسرائيلية منذ عدة أشهر نكسات متتالية جعلتهم يفشلان في بث الروح في المفاوضات بينهما، فالفلسطينيون يبذلون منذ شهور محاولات التوصل لحكومة وحدة وطنية توقف إزدواج السلطة بين حركتين فتح وحماس، ومنع اندلاع حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس بعد وقوع العشرات من القتلى خلال اشتباكات في قطاع غزة.

أما الساحة السياسية الإسرائيلية فتعيش منذ عدة أشهر نكسات متعاقبة، فبعد الفشل في حرب لبنان الثانية، وما تبع ذلك من اهتزاز صورة الجيش الإسرائيلي، وموجة لجان التحقيق التي ما زالت متواصلة وتبحث في مكامن الإخفاقات والفشل، وما رافقها من استقالة لرئيس الجيش الإسرائيلي دان حالوتس.

فتحت الساحة الإسرائيلية هذه الأيام صفحة بيضاء لتسجيل جرائم جنسية وفساد ورشاوى بحق العديد من المسؤولين البارزين في قيادة إسرائيل، فالشرطة ما زالت تحقق في قضية بيع رئيس الوزراء إيهود أولمرت (نواة التحكم) في بنك لومي، كما أن وزير القضاء الإسرائيلي استقال قبل عدة أشهر على خلفية تورطه بفضيحة جنسية، وجاءت مؤخراً فضيحة الرئيس الإسرائيلي موشيه كتساف لتهز الجمهور الإسرائيلي بأكمله وتجعله يشعر بالخجل أمام العالم كما جاء على لسان سفراء إسرائيل في رسالة وجهوها مؤخراً لوزارة خارحيتهم، فلائحة الاتهام المقدمة ضد كتساف تحمل في طياتها الكثير من القضايا غير الأخلاقية منها الاغتصاب والتحرش الجنسي والتصرف في الأملاك العامة بشكل مخالف للقانون.

هذا الأمر جعل السياسيين الإسرائيليين يعملون لتدارك الموضوع بالسرعة الممكنة، فطالبوا كتساف بالاستقالة من منصبه فوراً، وبدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرات بالسعي إلى تغيير القانون الأساسي لانتخاب خليفة لكتساف، ويحاول أولمرت ضمان فوز نائبه الأول شمعون بيرس بهذا المنصب.

وتأتي عملية ايلات لتجعل الساحة الإسرائيلية تبدأ من جديد في البعد عن الخلافات الداخلية والتوحد ضد الفلسطينيين، ولا يستبعد الكثيرين تنفيذ إسرائيل لعملية عسكرية في قطاع غزة من خلال الاغتيالات أو الاجتياح لمناطق محددة، حيث أن إسرائيل حسب العديد من المراقبين تبحث عن ذريعة لاجتياح غزة ووقف صواريخ المقاومة الفلسطينية ووضع الفلسطينيين تحت الضغط الشديد لإعادة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليت.


سرايا القدس تكشف عن أسرار عملية ايلات

وأعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى (جيش المؤمنين) مسؤوليتهما عن عملية ايلات التي قتل خلالها ثلاثة إسرائيليين، وقالت السرايا في بيان صحافي وصل ايلاف نسخة عنه أن العملية التي أطلقت عليها اسم" ذوبان الجليد" تأتي رداً على الجرائم الإسرائيلية، وكما أعلنت السرايا أن منفذ العملية هو محمد فيصل الكسك 21 عاما وقد دخل مدينة ايلات الإسرائيلية عن طريق الأردن وأن تخطيط العملية استمر أكثر من سبعة أشهر.

وكما أكدت السرايا أن العملية هي بداية لسلسة عمليات ستنفذها ضد الأهداف الصهيونية، على حد تعبيرها. وقالت السرايا في بيانها: العملية البطولية النوعية التي نفذها أبطال المقاومة والجهاد في مدينة أم الرشراش في أراضينا المحتلة عام 48 تأتي كمبادرة من نوع مختلف صاغها رجال المقاومة والجهاد بدمائهم الزكية الطاهرة ليوقظوا الضمائر ويصححوا اتجاه البنادق والحراب لتصوب إلى صدر العدو الصهيوني الذي يعيث خراباً وفساداً على امتداد أرضنا ومقدساتنا المحتلة، ولتبيض صورة شعبنا المشرقة بعد أن شوهتها مشاهد القتل والخطف الغريبة عن شعبنا وعن مقاومته.

وأكدت حركة الجهاد الإسلامي أنها ترحب بهذه العملية النوعية، وإن المقاومة حق مشروع للشعب الفلسطيني ما دام هناك احتلال وعدوان. كما دعت السرايا الفلسطينيين جميعاً إلى التعالي على الجراح، ونبذ الفرقة والخلافات والتوحد خلف مشروع المقاومة والتحرير، كما دعت قوى المقاومة والجهاد إلى تسخير كل ما لديها من طاقة في اتجاه تصعيد المقاومة بكل أشكالها ضد العدو الصهيوني. كما جاء في البيان.

ترحيب من الأقصى

وكشف أبو قصي قائد كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ، بان عملية ايلات التفجيرية واحدة من مسلسل عمليات تستعد لها القنابل البشرية التابعة لمنظمته لتنفيذها داخل العمق الإسرائيلي.

وأكدت محافل سياسية في تل أبيب ، بان أجهزة الأمن الإسرائيلية تحذر من وقوع عمليات تفجيرية مماثلة لعملية ايلات ، مشيرة إلى أنه تتوافر لديها سبع إنذارات ساخنة عن احتمال وقوع المزيد من العمليات.واعتبرت حركة الجهاد ، توقيت العملية مناسبا لإعادة توجيه البنادق لصوب الاحتلال ، بعيدا عن مسلسل القتل اليومي في الشارع الفلسطيني.وأكد داوود شهاب المتحدث باسم الجهاد ، بان تفجير ايلات يحمل رسالة واضحة للأشقاء المتنازعين بضرورة العودة لما اسماها مقاومة الاحتلال والرد على اعتداءاته المتواصلة بالضفة الغربية.

بدوره قال د. ناجي شراب أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر ، بان تلك العملية التفجيرية تحمل رسالة للمتناحرين بان هناك احتلال مازال يواصل اغتيالاته وتهويده للاماكن المقدسة . وقد دعا أبو قصي ، إلى العودة لوحدة الصف الفلسطيني بعيدا عن الحراب اليومي ، والرد على الاعتداءات الإسرائيلية ضد أبناء الضفة الغربية.

الاردن ينفي ان يكون المنفذ دخل اراضيه

نفى الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية ناصر جودة اليوم الاثنين ان يكون منفذ عملية ايلات التي ادت الى مقتل ثلاثة اشخاص دخل الى الاردن.وقال جودة في عمان انه "حسب السجلات والبيانات الواردة لدى الاجهزة الحكومية والامنية المعنية، المنفذ لم يدخل الى الاردن مطلقا ولم يسبق له ان عبر ايا من المعابر الحدودية ولم يسبق ان اقام فيه باي شكل من الاشكال".

وكانت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي اعلنت اليوم الاثنين ان منفذ عملية ايلات عضو في السرايا من سكان قطاع غزة لكنه دخل الى ايلات عن طريق الاردن.واكد جودة ان "المعلومات التي وردت في البيان (بيان الجهاد الاسلامي) غير صحيحة".

اولمرت يتوعد بشن "حرب بلا هوادة" ضد المجموعات المسلحة

وتوعد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اليوم الاثنين بشن "حرب بلا هوادة ضد الارهابيين وقادتهم" بعد العملية الانتحارية التي وقعت في ايلات واسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى الى جانب الانتحاري.وقال اولمرت امام اعضاء من حزبه كاديما في الكنيست "سنبحث هذا الحدث بكل تفاصيله وسنستخلص النتائج منه تمهيدا لاعطاء التوجيهات لاجهزتنا الامنية لمتابعة حربها بلا هوادة ضد الارهابيين وقادتهم".

وقال اولمرت "خلال هذه الفترة الطويلة، نعمنا بهدوء نسبي الا انه كان هدوءا خادعا في ما يتعلق بالعمليات الارهابية. خلال الاسابيع الاخيرة، احبطنا اعتداءات عدة في امكنة مختلفة من البلاد، ولم نعلن عنها، في وقت تم اعتقال ارهابيين مع احزمتهم الناسفة وهم في طريقهم الى تنفيذ اعتداءات". وتعود آخر عملية انتحارية فلسطينية في اسرائيل الى 17 نيسان/ابريل عندما فجر فلسطيني عبوة كان يحملها في تل ابيب ما تسبب بمقتل 11 شخصا. وتبنت الجهاد الاسلامي العملية. واضاف "ناقشت الوضع مع رئيس بلدية المدينة ونخشى ان تؤثر احداث من هذا النوع على مدينة سياحية مثل ايلات".

وهذه المرة الاولى التي تشهد فيها ايلات عملية انتحارية. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس من جهته خلال اجتماع للمجموعة البرلمانية في حزب العمل الذي يرئسه، ان "محاولة استهداف مركز سياحي تدفع الى توقع الاسوأ في ما يتعلق بنوايا المجموعات الارهابية". واضاف "لا نية لدي لاقول الآن ما الذي سنفعله، الا انه حدث خطير من دون شك. تم تخطي عتبة ونحن نأخذ ذلك بالاعتبار".

البيت الابيض يدين

وقال البيت الابيض اليوم الاثنين انه "يدين بشدة" التفجير الانتحاري الذي نفذه فلسطيني واسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص آخرين في مدينة ايلات الاسرائيلية على البحر الاحمر.وجاء في بيان اصدره المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو "ان الولايات المتحدة تدين بشدة التفجير الارهابي في ايلات اليوم والذي اسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين على الاقل".واضاف "ونبعث بتعازينا الى الضحايا وعائلاتهم والشعب الاسرائيلي".

والإتحاد الأوروبي أيضاً

ودانت الرئاسة الالمانية للاتحاد الاوروبي اليوم الاثنين الهجوم الانتحاري في مدينة ايلات الاسرائيلية على البحر الاحمر ووصفته بانه محاولة لوقف التقدم في عملية السلام الهشة في الشرق الاوسط.وقال المتحدث باسم الخارجية الالمانية جينز بلوتنر "ندين هذا الهجوم بشدة. ونعرب عن تعاطفنا مع عائلات واصدقاء الضحايا".واضاف "ان هذا الهجوم هو وبكل وضوح محاولة لتدمير امل تحقيق تقدم في العلاقات الاسرائيلية الفلسطينية".

واضاف "ان هذا الامل يستند الى استئناف المحادثات بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس ووقف اطلاق النار الهش المستمر منذ شهرين".واضاف ان الاتحاد الاوروبي دعا اسرائيل والفلسطينيين الى ضبط النفس ومنح السلام فرصة.وقال "نحن ندعو طرفي النزاع الى الوقوف بحزم في وجه جهود زعزعة الاستقرار هذه. يجب اغتنام فرص السلام مهما كانت ضعيفة، بكل قوة".واكد ان "المجتمع الدولي مستعد للقيام بدوره".

مصر تعزيز الاجراءات الامنية في جنوب سيناء

وصرح مصدر امني مسؤول ان مصر عززت الاجراءات الامنية في جنوب سيناء بعد العملية الانتحارية التي ضربت صباح اليوم الاثنين مرفأ ايلات الاسرائيلي المجاور على البحر الاحمر.وقال هذا المصدر لوكالة فرانس برس ان "الاجراءات الامنية على الجانب المصري خاصة جنوب سيناء اجراءات صارمة وهناك تكثيف شديد على الحدود وعلى مختلف الطرق وداخل المدن".

وقال مصدر من القيادة العسكرية المكلفة منطقة جنوب اسرائيل ان فرضية وصول الانتحاري الى الاراضي الاسرائيلية عن طريق الاراضي المصرية بعد ان غادر قطاع غزة تدرس حاليا.واوضح المصدر الامني المصري "لا صحة لما تردد عن احتمال مرور الارهابيين الذين ارتكبوا تفجيرات ايلات من سيناء حيث الدوريات الامنية والاكمنة تنتشر في كل مكان على ارض المحافظة (...) هناك اجراءات امنية ظاهرة واخرى سرية لضمان تأمين المحافظة".

ويبلغ طول الحدود المصرية الاسرائيلية حوالى 250 كيلومترا من اقصى جنوب قطاع غزة الى ايلات على طول صحراء سيناء.وتشهد المنطقة حركة تهريب كبيرة وخصوصا للمخدرات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف