أخبار

تواصل ردود الفعل المنددة: مكان دخول منفذ تفجير إيلات ما زال مجهولاً

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عملية إيلات: إدانات دولية ونفي أردني وإجراءات حدودية مصرية خلف خلف، سمية درويش، عواصم:توالت ردود الفعل على العملية الانتحارية التي نفذها ناشط فلسطيني من حركة الجهاد الاسلامي اليوم في مدينة ايلات الاسرائيلية وادت الى مقتل ثلاثة اشخاص اضافة الى منفذ العملية. فاستنكر وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط العملية التي نفذها انتحاري فلسطيني اليوم الاثنين في مدينة ايلات في جنوب اسرائيل واسفرت عن مقتل ثلاثة اشخاص، داعيا جميع الاطراف الى "ضبط النفس". واورد بيان رسمي "استنكار" ابو الغيط الموجود في اديس ابابا للمشاركة في قمة الاتحاد الافريقي، العملية ودعوته "جميع الاطراف الى ضبط النفس والامتناع عن الاعمال التي من شأنها تعقيد الوضع في الاراضي الفلسطينية المحتلة واجهاض التحركات الرامية للتوصل الى تسوية عادلة ودائمة للصراع الفلسطيني الاسرائيلي".

وتبنت حركة الجهاد الاسلامي وكتائب شهداء الاقصى المنبثقة عن حركة فتح عملية ايلات. وقال متحدث باسم الجهاد الاسلامي ان منفذ العملية دخل اسرائيل من الاردن، الامر الذي نفته عمان. فيما قالت اسرائيل انه دخل من مصر. ونفى مصدر امني مصري مسؤول ذلك.

- نيويورك (الامم المتحدة): دان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون العملية الانتحارية، داعيا القوى الامنية الفلسطينية الى منع اي عمل آخر من هذا النوع. وقالت المتحدثة باسمه ميشال مونتاس في بيان ان بان كي مون "يدين باقسى العبارات الهجوم الانتحاري بالمتفجرات على فرن في ايلات في اسرائيل". واضافت ان "مثل هذه الاعمال الارهابية تشكل انتهاكا للقانون الدولي ولا يمكن تبريرها بتاتا".

وتابعت ان الامين العام للمنظمة الدولية "قلق ايضا بسبب الاعلان عن التحضير لاعتداءات اخرى على مدنيين اسرائيليين. وهو يدعو القوى الامنية الفلسطينية الى التحرك سريعا من اجل احالة المسؤولين عن هذا الهجوم الى القضاء ومنع اي اعتداء آخر".

- لندن: قالت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت في بيان صدر الاثنين "اننا ندين بقوة العملية الانتحارية التي حصلت هذا الصباح في ايلات"، مضيفة "لا يمكن ان تكون هناك تبريرات لمثل هذه الهجمات. ان مثل هذه الحوادث لا تؤدي الا الى تعقيد وضع متوتر في المنطقة".

كما عبرت بيكيت عن "القلق الشديد من العنف الذي وقع في نهاية الاسبوع في الاراضي المحتلة"، في اشارة الى المواجهات بين حركتي المقاومة الاسلامية (حماس) وفتح التي ادت الى سقوط 33 قتيلا في قطاع غزة منذ الخميس.

- روما: دان وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما في بيان "العمل الاجرامي" في ايلات. وقال "بعد هذه الاعمال الاجرامية التي لا تحصى، آمل من كل الاطراف ان تعمل على عزل المتطرفين ومواصلة سياسة الحوار والاعتدال، وهي السياسة الوحيدة التي يمكنها ان تفتح آفاقا ملموسة للسلام".

- مدريد: اعلنت وزارة الخارجية الاسبانية في بيان انها "تشجب بقوة هذا الاعتداء الارهابي" و"كل اشكال الارهاب التي لا تشكل ولن تكون ابدا الطريق المناسب لحل الازمة في الشرق الاوسط". وعبرت الحكومة الاسبانية عن "دعمها وتضامنها مع الشعب والسلطات في اسرائيل".

- جنيف: اعلنت وزارة الخارجية السويسرية في بيان شجب سويسرا "بقوة" العملية الانتحارية في جنوب اسرائيل. ودعت الوزارة كل اطراف الاعتدال "في كل الظروف الى الاحترام الكامل للقانون الدولي الانساني الذي يحظر اعمال العنف ضد السكان المدنيين". وذكرت الحكومة السويسرية بان "طريق الحوار وحده يقود الى حل دائم".

- ستوكهولم: نددت السويد بالعملية الانتحارية وبالمواجهات بين الفلسطينيين، داعية المسؤولين الفلسطينيين الى "تحمل مسؤولياتهم".

وقال وزير الخارجية السويدي كارل بيلت في بيان "ان النزاعات بين المجموعات الفلسطينية تسببت بوقوع عدد متزايد من الضحايا. لهذا السبب، على المسؤولين الفلسطينيين ان يتحملوا مسؤولياتهم وان يحلوا الازمة بطريقة سلمية". واضاف "ادين الاعتداء الارهابي اليوم في ايلات في اسرائيل. ان العنف الموجه ضد المدنيين غير مقبول".

وكانتتركت عملية إيلات التي حدثت اليوم لغزاً كبيراً للأجهزة الأمنية الإسرائيلية ستحتاج لفترة ليست بالقليلة للإجابة عليه، وبخاصة أن الشاب الفلسطيني ابن 21 ربيعاً تجول في سيارة ضابط احتياط إسرائيلي قبل الوصول إلى هدفه، ومن ثم التفجير، ولكن التساؤل الأكبر بالنسبة إلى إسرائيل يتلخص في كيفية دخول المنفذ إلى قلب أكثر المدن الإسرائيلية تحصيناً كونها مرفأ غواصات دولفين النووية وأكثر المعالم جذبا للسياح بالنسبة إلى الإسرائيليين والأجانب لموقعها الجغرافي وطقسها الفريد.

ويبدو أن الرواية التي أعلنتها الأجنحة العسكرية الفلسطينية المسؤولة عن العملية التي أطلقت عليها اسم "ذوبان الجليد الاستشهادية"، بأن المنفذ من سكان بيت لاهيا في قطاع غزة ودخل إيلات عن طريق الأردن، لم تقنع إسرائيل وأجهزتها الاستخباراتية.

صورة أرسلها مراسل إيلاف في رام الله لمنفذ التفجير رغم أن ميناء إيلات يقع على مرمى البصر من ميناء العقبة (9 كيلومترات فقط) ويمكن لمن يجلس على شاطئ العقبة داخل الأراضي الأردنية أو يبحر بقارب لرؤية الشعب المرجانية هناك أن يرى بوضوح المباني الإسرائيلية في إيلات، إلا أن الحدود مراقبة بشكل كثيف وبخاصة أن المنطقة كانت شهدت عمليات مسلحة سابقا.

وتناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية بعد سويعات من حدوث التفجير الذي حصل داخل "مخبز" روايات سكان إيلات والذين ابدوا ذهولهم عند معرفتهم بالمنطقة التي وقعت فيها العملية، وتحدث أحد سكان إيلات ويدعى مور لأحد المواقع الإلكترونية الإسرائيلية الإخبارية قائلا: إن المواطنين ذهلوا لمعرفة المنطقة التي وقعت فيها العملية الانتحارية وقال: حي إيزيدور هو حي هادئ. كما إنه أحدى المناطق القليلة في المدينة التي يعيش فيها العرب جنباً إلى جنب مع اليهود.

أما وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي آفي ديختر فصرح بأن الانتحاري الذي قتل ثلاثة أشخاص صباح اليوم دخل إيلات عن طريق مصر. وجاءت تصريحاته لتنفي ما أعلنته الجهات الفلسطينية المنفذة للعملية وهما: سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي و"جيش المؤمنين" أحد أجنحة حركة فتح العسكرية.

وانتقد ديختر جمهورية مصر ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عنه قوله: إنه ينتظر أن يبذل المصريون قصارى جهدهم للحيلولة دون تكرار مثل هذا الحادث، وذكر مصدر أمني أنه من غير المحتمل أن يكون المخرب قد دخل إيلات عن طريق سيناء نظراً للإجراءات الأمنية المشددة هناك.

وكانت حركة الجهاد الإسلامي أكدت أن منفذ العملية هو الشاب محمد فيصل السكسك ويبلغ من العمر 21 عاماً دخل ايلات من طريق الأردن، ولكن الناطق باسم الحكومة الأردنية سارع لنفي هذا الأمر، مؤكداً أن منفذ العملية في إيلات لم يدخل الأراضي الأردنية.

وكانت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أبدت قلقاُ شديداً حينما وقعت العملية لاعتقادها بوصول تنظيم "القاعدة" إلى إسرائيل، لا سيما أنه حصل في السابق واستهدفت سفينة أميركية في ميناء العقبة الواقع على أحد أطراف مدينة ايلات. وأعلن التنظيم مسؤوليته عنها.

وكان ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق أن تقديرات أجهزة الأمن الإسرائيلية تشير إلى خطر حقيقي لتنفيذ عملية تفجير استراتيجية كبيرة في منتجع ايلات الإسرائيلي الواقع في رأس خليج العقبة على البحر الأحمر.

والدة وزوجة مهاجم ايلات تقدمان حياته قربانا للوحدة
عندما تهافت الصحافيون بعدساتهم إلى منزل محمد فيصل السكسك الذي فجر نفسه في منتجع ايلات السياحي في أقصى جنوب إسرائيل المطل على البحر الأحمر ، قدمت والدته وزوجته حياته قربانا للوحدة الفلسطينية ، في حين أرادها الكثير من السياسيين رسالة محرجة للأطراف المتناحرة في الشارع الفلسطيني.

وقد جاءت عملية ايلات التفجيرية والتي أسفرت عن مقتل 3 إسرائيليين وإصابة عدد آخر ، في وقت تشهد فيه الساحة الفلسطينية منعطفا خطرا جراء موجة العنف الداخلية بين حركتي فتح وحماس.وقد حاول الكثير من المحللين السياسيين منذ وقوع العملية التفجيرية إلى جانب القيادات السياسية التي بمنأى عن الصراع الدائر ، توجيه رسائلها المحرجة إلى الأطراف المتنازعة للكف عن الاقتتال ، ولاسيما ان إسرائيل تهدد وتتوعد بضرب الساحة الفلسطينية.
ولفت المحلل السياسي الكبير ناصر اللحام ، إلى ان عملية ايلات غير مفاجئة , بل إن صبر الجمهور الإسرائيلي ، وصبر الجمهور الفلسطيني على الواقع هو الأخطر وهو الذي ينذر بالمفاجآت.

من جهته قال المحلل السياسي سميح خلف لـ"إيلاف" ، إن عملية إيلات هي الرسالة الصريحة والواضحة لكل من أرادوا لغزة أن تلهو في دماء أبنائها ، وإنها لرسالة واضحة لجميع الأطراف التي تصوب بنادقها نحو صدور أبناء هذا الشعب . وأضاف خلف ، " ان هذا المهاجم كان يريد أن يقول وموجها رسالته إلى الفرقاء في قطاع غزة قبل إسرائيل ، هاهو موقفنا من قضايا أمتنا وفلسطيننا ، هاهو موقفنا وهاهي وجهة سلاحنا نحو الاحتلال".

وقد تساءل اللحام رئيس تحرير وكالة معا الفلسطينية ، " لماذا عملية ايلات مفاجئة ؟ ، وما الذي فعله القادة الإسرائيليون لبناء السلام والأمن ؟ ، وما الذي قدمه القادة الإسرائيليون للفلسطينيين حتى يكفوا عن مثل تلك العمليات ؟".
ومضى اللحام قائلا في مقاله ، " ما فاجأني صبر الجمهور الفلسطيني على قيادته وعلى نظرياتها البائسة في رفع الشعارات السياسية اليوم والتخلي عنها غدا , او رفع الشعارات الغبية اليوم وعدم التنازل عنها أبدا ، كما فاجأني صبر الجمهور الإسرائيلي على قادة جيشه وأركان حربه وحكامه السياسيين, واستخباراته الغبية. وأضاف ، بينما تهتم أجهزة الاستخبارات العربية والإسرائيلية ، بحمل ملفات ضخمة عن كل شيء يتحرك ، إلا أنهم في النهاية يفشلون في منع مواطن ناشط من أن يفجر نفسه ويوقف عقارب الزمن.

وكان قد توعد أبو احمد الناطق باسم سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد ، بمزيد من العمليات النوعية والتي تدخل تحت اسم " ذوبان الجليد" داخل العمق الإسرائيلي ، في حال أقدم على أي اعتداء ضد النشطاء الفلسطينيين. ودعا أبو أحمد خلال مؤتمر صحافي ، كافة الفصائل الفلسطينية إلى التوحد ورص الصفوف وتوجيه بنادقهم إلى الاحتلال ، مجددا تأكيده على أن سرايا القدس ستفاجئ إسرائيل بعملياتها النوعية.

ومن جهته أكد محمد الهندي القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي ، أن عملية ايلات أثبتت أن الشعب الفلسطيني حي ومرابط ، وقادر على ضرب الاحتلال ، مؤكدا في السياق ذاته ، أن العملية توجه رسالة للذين يقتتلون في الشارع الفلسطيني ، وتدعوهم إلى التوحد على خيار الجهاد والمقاومة .

وشدد أبو عمر ، على أن العملية أعادت للشعب الفلسطيني أولوياته حول خياره الاستراتيجي في مواجهة الاحتلال المتغطرس الذي يريد أن يحيك المؤامرات والحرب الأهلية والداخلية الفلسطينية .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف