أخبار

الطفلة غزالة وحيدة بدون عائلتها المعتقلة في السجون الاسرائيلية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الاسيرة سمر صبيح التي ولدت داخل السجن أسامة العيسة من القدس: تجد الطفلة الفلسطينية غزالة سراحنة (7) سنوات، نفسها في شهر رمضان، وهي تعيش لوحدها مع جدتها، مع وجود ابويها وعميها داخل السجون الإسرائيلية، دون أمل بالإفراج القريب عنهم. وغزالة مثل الاف من الفلسطينيين الآخرين الذين يوجد معظم أفراد عائلاتهم داخل السجون الإسرائيلية، اعتقل اغلبهم خلال انتفاضة الأقصى التي اندلعت قبل سبع سنوات.

وكان عمر غزالة عامين، عندما اعتقلت سلطات الاحتلال والدتها ايرينا، وهي من المهاجرات إلى إسرائيل من أوكرانيا، والتقت مع الفلسطيني إبراهيم سراحنة وربطت بينهما قصة حب جعلتها تغادر تل أبيب لتسكن مع زوجها سراحنة في مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين.

واعتقلت سلطات الاحتلال إبراهيم سراحنة، والد غزالة وحكمت عليه بالسجن المؤبد ست مرات و45 عاما، ثم اعتقلت شقيقيه خليل (المحكوم مؤبد و15 سنة) وموسى المحكوم بالمؤبد وعشرين سنة، ولم يبق في البيت الان سوى الطفلة غزالة ابنة السبع سنوات وجدتها.

وتتهم السلطات الإسرائيلية المعتقلين من عائلة سراحنة بالمشاركة والمساعدة في تنفيذ عدة عمليات تفجيرية داخل إسرائيل، خلال عامي 2002-2003، وبعضها كان له صدى إعلاميا كبيرا.

وخلال انتفاضة الأقصى وجد إبراهيم سراحنة، الذي لم تظهر له ميولا أو اهتمامات سياسية، بعكس أقرانه من الشبان الفلسطينيين، نفسه منخرطا في كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، التي أوكلت له مهام إيصال منفذي عمليات فدائية، إلى العمق الإسرائيلي.

ايرينا سراحنة وتمكن سراحنة نفسه في نهاية شهر آذار (مارس) 2002، في ظروف من الحصار الإسرائيلي المشدد للمدن الفلسطينية، التي شهدت عمليات توغل واسعة، يبتكر طرقا للوصول إلى مدينة القدس، ناقلا معه الفدائية آيات الأخرس، الطالبة الثانوية، التي اثر قرارها بتفجير نفسها في قطاعات واسعة في الرأي العام العربي.

وبدلا من أن تصبح الأخرس صحافية، كما كانت تتمنى، تحولت إلى قنبلة بشرية، وأدت قدرة سراحنة على الدخول إلى العمق الإسرائيلي، إلى تكليفه من قبل كتائب شهداء الأقصى، بتنفيذ عمليات أخرى، واستعان بإحداها بزوجته ايرينا، عندما وضع في سيارته معدات لرحلة استجمام، للتمويه، ومعها اركب فدائي، وانطلق بجانبه زوجته إلى منطقة ريشون ليتسيون قرب تل أبيب، حيث المكان الذي انزل فيه الفدائي ليفجر نفسه.

وتمكنت سلطات الاحتلال من كشف دور إبراهيم وزوجته، وتم اعتقالها في منطقة بات يام قرب تل أبيب.

وتقبع ايرينا سراحنة الان في سجن تلموند للنساء، بعيدة عن طفلتها الوحيدة غزالة، وكانت سلطات الاحتلال قد قررت إبعاد ايرينا إلى الخارج بحجة أنها أجنبية إلا أنها رفضت الإبعاد وأصرت بأنها مواطنة فلسطينية وأن جنسيتها لا تحدد انتمائها ومواقفها المؤيدة للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.

وتعرضت ايرينا لتحقيق قاسٍ ومعاملة سيئة خلال اعتقالها في سجن المسكوبية بالقدس، الذي يطلق عليه الفلسطينيون اسم المسلخ، وحرمت من رؤية طفلتها عدة سنوات.

وأصدرت محكمة عسكرية إسرائيلية على ايرينا سراحنة، حكما بالسجن لمدة عشرين عاما، ووجدت السلطات الإسرائيلية نفسها أمام حالة ايرينا التي نبذت مجتمعها الأصلي وارتضت بهوية جديدة في حالة حيرة، وقررت إبعادها إلى أوكرانيا بعد قضاء ثلاث سنوات في السجن، ولكن ايرينا رفضت القرار بشدة، وخاضت معركة قضائية لمنع إبعادها عن وطنها فلسطين كما قالت، مفضلة البقاء في السجن، على الإبعاد.

وأنهت ايرينا، التي ارتدت الحجاب في السجن، فترة السنوات الثلاث بتاريخ 26/10/2005، وقررت سلطات الاحتلال إبعادها من جديد، وقدم محاميها التماسا للمحكمة العليا مطالبا بعدم إبعادها، وألغت المحكمة بتاريخ 12/9/2005، قرار الإبعاد، مع استمرار اعتقالها.

وأصدرت محكمة عسكرية يوم 10/8/2006، حكما بالسجن لمدة 20 عاما على ايرينا وابعادها بعد إنهاء حكمها، وهو بالنسبة لها أهون من الإبعاد الفوري، ولكن بالنسبة لغزالة، التي تكبر الان في كنف جدتها، فان الأمر صعب جدا.

وتشارك غزالة في الأنشطة التي ينظمها الفلسطينيون لإطلاق سراح الأسرى، وتظهر دائما في الاعتصامات والمسيرات برفقة جدتها، التي تأمل أن تؤدي عملية تبادل أسرى محتملة إلى إطلاق سراح ايرينا، ولكنها متخوفة من إبعادها خارج الوطن.

وكانت الفصائل التي تحتجز الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وضعت مسالة إطلاق سراح نحو 100 امرأة فلسطينية في سجون الاحتلال في قائمة مطالبها.

ويقول النائب عيسى قراقع مقرر لجنة الأسرى في المجلس التشريعي الفلسطيني، الذي زار عائلة سراحنة في مخيم الدهيشة بان "الطفلة غزالة وقد كبرت والتحقت بالصف الثاني الابتدائي لا تملك هوية ولا إقامة، وان كافة الجهود التي بذلت للحصول على هوية لها قد باءت بالفشل بسبب أن الأب إبراهيم يحمل هوية إسرائيلية والام تحمل هوية أجنبية في حين أن غزالة هي من مواليد الأراضي الفلسطينية".

وعلق قراقع على وضع غزالة قائلا "لقد ضاعت البنت الفلسطينية في تعقيدات الإجراءات التي تثبت أنها فلسطينية المولد والانتماء".

وافاد قراقع بأنه سيبذل جهوداً مع وزارة الداخلية الفلسطينية كي تحصل غزالة على هويتها حيث لا زالت تواجه إشكاليات من قبل إدارة السجون خلال زيارتها لوالديها.

وتنقل غزالة التي تزور أمها ايرينا، بدقة أوضاع الأسيرات القاسية جداً في السجن والبالغ عددهن ما يقارب المائة أسيرة، يعشن في ظروف قاسية ويتعرضن لأبشع سياسات التنكيل والقمع على يد إدارة السجن.

وتضم غزالة صوتها إلى صوت أمها بالمطالبة بالاهتمام بالأسيرات سياسياً واجتماعياً والعمل على إنقاذ الأسيرة آمنة منى من العزل الانفرادي في سجن الرملة والذي تقبع به منذ عام ونصف.

وتعتبر منى زعيمة الاسيرات الفلسطينيات داخل السجون الإسرائيلية، وتتعرض لتنكيل دائم، واضطهاد، لدورها في تنظيم الحياة اليومية للأسيرات.

وعلق قراقع بان "العشرات من العائلات الفلسطينية أصبحت داخل المعتقل، وهناك أكثر من فرد في الأسرة يقبع داخل السجن بما في ذلك الأب والأم والأبناء، وكثيراً ما تتعمد إدارة السجون فصل الأبناء عن بعضهم وتوزيعهم في أكثر من سجن كعقاب لهم ولذويهم".

وأوضح قراقع أن اعتقال النساء خلال انتفاضة الأقصى كان كبيراً حيث بلغت حالات اعتقال النساء ما يزيد عن 700 امرأة مما يعني مشاركة فعالة ومميزة للمرأة الفلسطينية في مقاومة الاحتلال.

وقال قراقع أنه يقبع في داخل السجن الإسرائيلي الان 7 قاصرات فلسطينيات لم تتجاوز أعمارهن 18 عام وأنه خلال سنوات الانتفاضة وضعت ثلاث أسيرات مواليدهن داخل الأسر وهن ميرفت طه، ومنال غانم، وسمر صبح.

وفي الأشهر الماضية سمحت إدارة السجن بإدخال الطفلة غادة جابر زيتاوي التي كانت تبلغ من العمر آنذاك 7 شهور إلى حضانة والدتها الأسيرة خولة محمد زيتاوي وهي تعتبر أصغر أسيرة في العالم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف