أخبار

حركة لـ تسويد الوجوه في باكستان

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عبد الخالق همدرد من اسلام اباد: إن تسويد وجه شخص ما كانت من العقوبات العادية في زمن ما في شبه القارة الهندية، اذ كان يعاقب بها المجرم بسبب جرائم تافهة لتكون سبب تشهيره وتشويه سمعته. وتقول الحكاية ان أحد الإيرانيين زار الهند وارتكب جريمة فصدر الحكم بتسويد الوجه وإركابه الحمار والتجول به في السوق وهو على تلك الحالة.

وعندما عاد إلى إيران سئل عن سلوك أهل " دلهي " معه ، فقال : والله أناس لا يساويهم أحد في الكرم. يسودون وجهك ويركبونك حمارا ويتجولون بك السوق ويصفقون لك ؛ وكل ذلك بالمجان.

من هذا المنطلق إن كلمة تسويد الوجه عريقة في الثقافة الهندية وتعني الخزي والذل والصغار. مثلا يقولون " سوّد الله وجهك " أي أخزاك وفضحك. وبعض الأحيان يهددون أحدا فيقولون " أنت تستحق أن يُسود وجهك ".

وقد تم إحياء تلك العقوبة زمن "طالبان " في أفغانستان؛ لكنه لا يتم تسويد وجه أحد فعليا حاليا . لكن السؤال يبقى حول امكانية تشكيل تشكيل حركة لاعادة احياء تسويد الوجوه في هذا الزمن الذي يشهد تطورا ملموسا في كل مجال وحتى في آلية التنكيل بالمجرمين بشكل لم يشهده التاريخ الإنساني حيث طرق التعذيب التي مارستها القوات الأميركية " المتحضرة" ضد المجرمين العراقيين "الهمجيين " في سجن أبي غريب ليست سوى "عينة" منها.

على الرغم من كل ذلك فإن هناك من يحب العراقة والعودة إلى الماضي وربطه بالمستقبل؛ لأن تجارب من مضى دليل على درب القادمين. ولأجل ذلك كسب أحد المحامين الباكستانيين ويسمى خورشيد محمد خان قصب السبق في إحياء عقوبة " تسويد الوجوه ". و قد أعلن تنظيم حركة لـ " تسويد الوجوه " فعلا. وبدأها بتسويد وجه أحد أشهر المحامين الباكستانيين أحمد رضا قصوري الذي كان يدافع عن الرئيس الجنرال برويز مشرف أمام مبنى محكمة التمييز الباكستانية برش الصبغ الأسود، في 24 من شهر سبتمبر 2007 . وقد طغى ذلك الوجه المسودّ على الصفحات الأولى من الصحف المحلية في اليوم التالي مع تعليقات ودونها.

وقد تم اعتقال خورشيد بعد ذلك الحادث؛ لكن أُطلق سراحه على كفالة بعد يوم من الاعتقال. وقد لقي حفاوة واستقبال بطل من قبل زملائه المحامين. وعقد إثر ذلك مؤتمرا صحفيا حاشدا أعلن فيه تشكيل حركة لـ تسويد الوجوه تستهدف الفاسدين في صفوف المحامين إلى صفوف الوزراء. ولم يبدئ أي أسف على ما فعل مع أن المحامين يُتوقع منهم أن يفكروا مائة مرة قبل توجيه لطمة إلى أحد.

وقد شرح عمله بأنه كان أمامه ثلاث خيارات : أن يرشق ذلك المحامي بالبيض الفاسد أو الطماطم الفاسدة أو يسود وجهه. وقد وقع الاختيار على الخيار الثالث لأنه كان أقرب إلى التنفيذ. وبرر لعمله بأنه لم يسود وجه المحامي لمحاماته عن الجنرال مشرف بل بسبب بذاءة لسانه وتطاوله على المحامين خلال حوار تلفزيوني.

ومن جانبه فإن المجني عليه صرح في مؤتمر صحفي عقب الحادث - ووجهه كما هو- بأن هناك إرهابيون تحت السترة السوداء. والجدير بالتنويه أن السترة السوداء جزء من الملابس الرسمية للمحامين في باكستان عندما يمثلون أمام المحاكم. وأضاف أنهم استهدفوا عينيً لأحرم من مشاهدة التطوير الذي جاء به الجنرال مشرف لهذه البلاد.

هذا وإذا تواصلت المحاكمة في هذه الحالة الغريبة فإنه من الممكن إدانة الجاني بسجن سبع سنوات ؛ لكن خورشيد - معناه الشمس بالعربية - مستعد لمواجهة العقوبة ، حيث يقول إنه قام بتسويد وجه "قصوري " بعد تفكير جيد في العقوبة التي سيواجهها. كما أنه يرفض القيام بعمله كراهية لمحام للجنرال مبررا بأن هناك أربعة محامين آخرين للجنرال لم أقم بتسويد وجه أحد منهم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف