التنافس العالمي على ثروات بورما يؤمن بقاء الجنرالات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بانكوك، رانغون: على الرغم من الدكتاتورية العسكرية في بورما والعقوبات الاميركية والاوروبية المحدودة، لا تزال شركات عالمية كبرى تتنافس على الثروات الطبيعية لهذا البلد خصوصا الغاز ما يوفر للجنرالات سبل البقاء.واكدت باسف ديبي ستوثارد المنسقة في جنوب شرق آسيا لمجموعة ضغط تنشط من اجل حركة ديمقراطية ان الشركات العملاقة مثل الاميركية "شيفرون" والفرنسية "توتال" والصينية "تشاينا ناشيونال بتروليوم كوربوريشن" لا تزال ناشطة في بورما.
واوضحت ان "الارباح تذهب الى النظام"، معبرة عن اسفها لان "هذه الشركات غير مهتمة باوضاع حقوق الانسان وبما يجري في رانغون".وقبل بضعة ايام وفيما بدأ النظام بقمع التظاهرات اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش عقوبات جديدة محددة على مسؤولي النظام العسكري الحاكم.من جهته طلب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من الشركات الفرنسية ولا سيما توتال الامتناع عن القيام "باستثمارات جديدة".وتملك توتال 31% من مشروع يادانا لنقل الغاز من حقول "اوف شور" في عرض بحر اندامان الى محطات لتوليد الكهرباء في تايلاند.وتعمل المجموعة الفرنسية في اطار شراكة مع مؤسسة "ميانمار اويل اند غاز انتربرايز" المملوكة من الدولة البورمية والشركة التايلاندية "بي تي تي اي بي" والاميركية "يونوكال" التي اشترتها شيفرون.وتملك "شيفرون" حصة قدرها 28% في مشروع يادانا.
وتخوض المنافسة ايضا للحصول على عقود تصل قيمتها الى مليارات الدولارات شركات اخرى في مجال الطاقة مثل "نيبون اويل كوربوريشن" (اليابان) و"دايو انترناشيونال" (كوريا الجنوبية) و"بتروناس" (ماليزيا) و"غيل انديا" و"اويل اند نيتشورال غاز كوربوريشن" (الهند).
وفي فرنسا اعلنت توتال انها كانت "تستثمر بكثافة في مشروع يادانا قبل نحو عشر سنوات" لكنها "لم تفكر باستثمارات اخرى منذ ذلك الحين".
وقالت "نيبون اويل" انها لا تنوي القيام باي تغيير في عملياتها في بورما. واكد متحدث باسمها في طوكيو ان "الوضع السياسي وشؤون الطاقة هما مسألتان مختلفتان".ودايو التي قامت باكتشافات كبيرة لاحتياطي الغاز اكدت عبر متحدث باسمها انه اذا فرضت كوريا الجنوبية عقوبات فانها سترفع "طعونا".
وفضلا عن الغاز تتنافس شركات عديدة من الصين والهند وتايلاند -- الدول المجاورة لبورما -- على خشب التيك ومنتجات اخرى متعلقة بالغابات وعلى الجاد والاحجار الكريمة الاخرى وكذلك على المنتجات النسيجية والزراعية.
واسفت اونغ ثو نيوين المحللة البورمية المقيمة في تايلاند لان "الصين وتايلاند هما من كبار الشراة للتيك والجاد" ورجال اعمال من هذين البلدين "لا يفكرون الا بمصالحهم على المدى القصير".وتايلاند هي البلد الرئيس الذي يتلقى الصادرات البورمية.ومن جهتها استثمرت الهند بالاضافة الى الغاز في تطوير البنى التحتية خصوصا ميناء سيتوي (غرب) فيما تنشط شركات هندية ايضا في بورما في قطاعات الصيدلة والاتصالات.
وروسيا كذلك ناشطة جدا في بورما. وقد اعلنت في ايار/مايو انها ابرمت اتفاقا للتعاون من اجل انشاء مركز للابحاث النووية في هذا البلد.
وقبل عشر سنوات فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي عقوبات محدودة على بورما لكن هذه العقوبات اثرت خصوصافي الشعب فيما النظام ينعم بفوائد استمرار الاعمال مع دول الجوار كما يؤكد دبلوماسيون غربيون.
وترى اونغ ثو نوين انه في حال فرضت عقوبات اوسع فانه "ينبغي على المجتمع الدولي ان يكون موحدا كليا والا لن تنفع (هذه العقوبات) بشيء".
موفد الأمم المتحدة غادر بورما
في سياق آخر غادر الموفد الخاص للأمم المتحدة إبراهيم غمبري رانغون الثلاثاء بعدما التقى زعيم المجموعة العسكرية الحاكمة في بورما ثان شوي والمعارضة اونغ سان سو تشي، على ما افاد مسؤول في الامم المتحدة.
وقال المسؤول لوكالة فرانس برس ان غمبري "غادر" بورما حيث وصل السبت قادما من سنغافورة.
وكانت الامم المتحدة كلفت غمبري زيارة بورما بعد ان قمعت السلطات العسكرية البورمية بعنف حركة احتجاجية شعبية ضد النظام قادها رهبان بوذيون.
الف معتقل على الاقل في الحرم الجامعي في رانغون
هذا وقال مسؤولان بورمي ودولي الثلاثاء ان الف شخص على الاقل جرى اعتقالهم الاسبوع الماضي اثناء عملية قمع التظاهرات المناهضة للسلطات العسكرية في بورما، تم اقتيادهم الى الحرم الجامعي في رانغون حيث يجري احتجازهم.
واوضح مسؤول بورمي طلب عدم كشف هويته ان 1700 شخص بينهم 500 راهب بوذي تم اعتقالهم في مقر المعهد التقني الحكومي في رانغون.
واضاف ان بين المعتقلين 200 امرأة ورهبان من الاطفال لا يزيد عمر احدهم عن عشر سنوات.
واضاف المسؤول انه تم احتجاز الرهبان في مستودع بلا نوافذ حيث اجبروا على التعري. وقال ان الكثير من الرهبان رفضوا تناول الطعام الذي قدمته لهم قوات الامن.
وفي بانكوك اعرب مسؤول دولي رفيع المستوى عن قلقه من معلومات اشارت الى انه تم نقل معتقلين الى موقع آخر.
وقال توني بانبوري مدير برنامج الغذاء العالمي لآسيا ان الامم المتحدة تلقت تأكيدا بشأن اعتقال الف شخص في المعهد التقني في رانغون في مقار وصفها بانها عبارة عن اكواخ عسكرية.
واضاف "اشارت بعض المعلومات إلى ان هؤلاء الاشخاص وعددهم نحو الف وبينهم رهبان وطلبة، تم نقلهم الى موقع آخر".
وتابع "بالطبع الامم المتحدة قلقة بشأن هؤلاء الاشخاص وظروف اعتقالهم مثلا معرفة ما اذا كان يمكنهم الاتصال بالصليب الاحمر".
واضاف "تلقت الامم المتحدة في بورما معلومات مفادها ان ظروف الاقامة في هذا المعهد التقني الحكومي صعبة للغاية بالنسبة الى المعتقلين اذ لا يتوفر حتى على دورات مياه".